2016 يقتص لجرائم 88 سنة.. عام "الإخوان" الأسود من صراع المتحدثين لانفصال الأردن وتونس وإنذار الكونجرس.. أحكام نهائية ضد المرشد والمعزول وصدمة بفوز "ترامب".. وأخيرا مقتل مسؤول الإرهاب واستقالة القيادات

الإثنين، 26 ديسمبر 2016 01:00 ص
2016 يقتص لجرائم 88 سنة.. عام "الإخوان" الأسود من صراع المتحدثين لانفصال الأردن وتونس وإنذار الكونجرس.. أحكام نهائية ضد المرشد والمعزول وصدمة بفوز "ترامب".. وأخيرا مقتل مسؤول الإرهاب واستقالة القيادات قيادات جماعة الإخوان الإرهابية
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل 88 سنة قرر حسن البنا تدشين تنظيمه الخاص، لخلط الدينى بالسياسى، وتحقيق تطلعاته الشخصية فى الزعامة والشهرة والمال، وما استتبع ذلك من التعاون مع حكومات وأجهزة مخابرات دولية، وتنفيذ أجندات واسعة ضد الدولة المصرية، ولكن رغم البداية المنحرفة، ورغم القضايا الخطيرة التى تورطت فيها الجماعة، من تهديد الأمن القومى واغتيال قضاة ووزراء والتعاون مع المخابرات الإنجليزية ومحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، وغيرها من الجرائم المؤسفة، نجحت فى عبور كل الحواجز والعقبات التى شهدتها خلال العقود الماضية، بفضل مناوراتها وعلاقاتها بحكومات وأجهزة مخابرات عالمية، وقدرتها على إخفاء وجهها الحقيقى، وربما لعدم قدرة الدولة على تعريتها، ولكن كل هذا التاريخ من الألاعيب انتهى مع ثورة 30 يونيو، الذى سحبت عن الجماعة غطاءها الأول، وفتحت الباب لنزيف متواصل من الخسائر الكافية لإنهاء مكاسب السنوات الطويلة الماضية، وصولاً إلى عام 2016، الذى حمل مزيدًا من الخسائر، وأصبح بمثابة بشارة بقرب انتهاء الجماعة وخروجها من المشهد.

أيام وينتهى عام 2016، الذى يعد أحد أسوأ الأعوام التى شهدتها جماعة الإخوان الإرهابية منذ نشأتها، إذ حمل العام الجارى تطورات ومتغيرات عديدة أثرت على التنظيم بشكل عام، سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، فقد شهد انفصال فروع إخوانية عن التنظيم، إلى جانب صدور أحكام نهائية ضد قياداته على خلفية تورطهم فى قضايا إرهاب وتهديد للأمن القومى للبلاد.

شهدت بدايات العام 2016، وتحديدًا شهر يناير الماضى، اندلاع الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان الإرهابية، عندما أعلنت جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، تعيين 3 متحدثين إعلاميين جدد، هم: حسن صالح، وإيمان محمود، وأحمد عاصم، وكان ذلك أول إقصاء عملى للمتحدث الإعلامى للجماعة محمد منتصر، الذى عينته جبهة محمد كمال المتنازعة على قيادة الجماعة.

وفى الشهر نفسه، أحرجت الجماعة الشيخ يوسف القرضاوى، القيادة الروحية للتنظيم الإرهابى ورئيس ما يسمى بـ"الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين"، بعدما أعلنت رفضها لمبادرته التى أطلقها لحل الأزمات الداخلية، بدعوى أن هذا الأمر شأن داخلى، بعدما تعنتت جبهة محمود عزت ضد إجراء انتخابات داخلية للجماعة.

 

الكونجرس يصنف الإخوان "جماعة إرهابية" وموجة انفصال للفروع الدولية

فى بداية العام أيضًا، تلقت الإخوان ضربة قوية، بعد أن أعلن الكونجرس الأمريكى موافقة اللجنة القضائية على مشروع قانون يعتبر الجماعة تنظيمًا إرهابيًّا، وعرض الأمر للمناقشة فى الجلسات الخاصة بالكونجرس، وهو ما دفع الإخوان لتوجيه عدة وفود إخوانية إلى "واشنطن" فى محاولة منها لاحتواء الأمر، كما شهدت بداية العام أيضًا الخطوات الأولى على طريق انفصال بعض فروع الجماعة، بعدما أعلنت حركة إخوان الأردن انفصالها عن التنظيم الدولى للإخوان، وبالتحديد إخوان مصر، وهى الخطوة التى قال المتحدث باسم إخوان الأردن، معاذ الخوالدة، إنها تأخرت 3 سنوات، معلنًا أن القرار الذى اتخذه فرع الإخوان بالأردن يتعلق بظروف داخلية تخص فرع الجماعة فى عمان.

وفى منتصف العام 2016، أعلنت حركة النهضة التونسية، فصل العمل السياسى عن الحزبى، وعقد مؤتمر فى تونس لإعلان الانفصال الرسمى عن التنظيم الدولى للإخوان، خاصة بعدما أعلن راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية، أن الحركة لم تعد تتبع الإسلام السياسى.

وشهد هذا العام أيضًا، أكبر عدد من تجميد العضويات داخل جماعة الإخوان الإرهابية، بعدما اتخذ مكتب الإخوان فى لندن قرارًا بتجميد عضويات 8 من أبرز قيادات الجماعة، على رأسهم عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للإخوان فى الخارج، ويحيى حامد رئيس لجنة العلاقات الخارجية للإخوان، ورضا فهمى عضو مجلس شورى الجماعة، وعلى بطيخ عضو مجلس شورى الإخوان، وأحمد عبد الرحمن وأشرف عبد الغفار.

 

خسارة محمد كمال وصفعة "فوز ترامب" ومؤبد المرشد والمعزول

وشهد 2016 كذلك، مقتل أحد أبرز قيادات الإخوان خلال الفترة الماضية، وهو رئيس اللجان النوعية وعضو مكتب إرشاد الجماعة، محمد كمال، المسؤول عن الملف المسلح والميليشات الإرهابية التابعة للجماعة، والذى أعلنت وزارة الداخلية مقتله فى تبادل إطلاق نار بمنطقة البساتين، لتفقد الجماعة أحد أبرز قياداتها التى تتبنى العمل المسلح وتتولى مسؤولية حركات العنف الإخوانية.

لم تمر أسابيع على لطمة خسارة محمد كمال، إلا وصدر أول حكم نهائى من القضاء المصرى ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، بعدما أيدت محكمة النقض فى أكتوبر الماضى الحكم الصادر ضد المعزول فى قضية أحداث الاتحادية، بالحبس 20 سنة، لتسقط بذلك العبارة التى أطلقتها الإخوان وتاجرت بها كثيرًا وهى "مرسى راجع"، وبعدها بثلاثة أيام صدر أيضا حكم نهائى ضد مرشد الإخوان محمد بديع، بالمؤبد فى قضية أحداث قليوب، ليصبح الرجل الأول للإخوان خلف القضبان لمدة 25 سنة.

وفى الوقت نفسه، تلقت الجماعة ضربة أخرى قوية ومؤثرة، بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو المعروف بمواقفه الحادة تجاه جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات الدينية المتطرفة، وهو ما جعل الجماعة تعبر عن قلق واضح بعد فوزه، خاصة أنها كانت من بين من دعموا هيلارى كلينتون فى سباق البيت الأبيض.

وأبت الجماعة أن تقترب نهاية العام دون باشتعال أزمة جديدة داخلها، لتشهد خلال الفترة الأخيرة موجة من الانشقاقات والخروج من التنظيم، إذ ضربت الاستقالات بنية الإخوان وهيكلها، بدءًا من إعلان عمرو دراج رئيس المكتب السياسى للإخوان فى الخارج اعتزاله العمل العام، بعد أن تقدم المكتب التنفيذى للإخوان، وكذلك مكتب الإخوان فى الخارج، باستقالتهما، لتدخل الجمعاعة فى نفق مظلم يبدو أنه سيطول وتتوالى حلقاته خلال العام 2017، الذى قد يشهد نهاية الجماعة بشكل كامل.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة