"نجل الرئيس" يثير الجدل فى تونس.. نفوذه يطيح برئيس أمن الدولة بعد تجسسه عليه.. وتقارير إعلامية: علاقته بأحد الدبلوماسيين المراقبين أدت لتتبعه.. والمسئول الأمنى كان دائم الشكوى من تدخلات الحزب الحاكم

الأحد، 18 ديسمبر 2016 10:29 ص
"نجل الرئيس" يثير الجدل فى تونس.. نفوذه يطيح برئيس أمن الدولة بعد تجسسه عليه.. وتقارير إعلامية: علاقته بأحد الدبلوماسيين المراقبين أدت لتتبعه.. والمسئول الأمنى كان دائم الشكوى من تدخلات الحزب الحاكم ابن الرئيس السبسى والسبسى وحزب نداء تونس
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصبح "حافظ"، نجل الرئيس التونسى، الباجى قايد السبسى، هو الشخصية السياسية الأكثر جدلا على الساحة على مدار الأشهر القليلية الماضية، وعلى وجه الخصوص منذ أن انخرط فى العمل السياسى وورث منصب والده فى رئاسة حزب "نداء تونس" منذ يناير الماضى، وذلك على الرغم من محاولات الرئيس التنصل لمواقف ابنه حيث قال: "لم أشجع أو أساند نجلى حافظ السبسى"، وهو مواطن مثل جميع المواطنين، وله الحق فى خوض الحياة السياسية، فابنى يبلغ من العمر 55 سنة، وأنا لا أسيّره مثل الطفل، وقلت له إن شعرت أنك لم تنجح فبإمكانك أن تتخلى وتغادر، ولا أريد لاسمى أن يكون مرتبطا بالخسارة".

 

وعلى الرغم من رغبة الرئيس فى عدم ارتباط اسمه بالفشل إلا أن نجله عرضه لأزمات، حيث إن حافظ السبسى تسبب مؤخرا بأزمة تقسيم حزب الرئيس وتعريضه لأزمات ربما تعصف بوجوده السياسى، وعاد اسمه للواجهة مجددا بعد أن أعلن المدير العام للأمن الوطنى عبد الرحمن الحاج على الاستقالة من منصبه منذ 48 ساعة دون ذكر أسباب، وترك وزارة الداخلية فى ورطة تبرير الأسباب التى دفعت المسئول الأمنى للاستقالة على الرغم من النجاحات الأمنية التى حققها.

 

وكشف وزير الداخلية التونسى، هادى المجدوب، أن "بلحاج" استقال من منصبه، إثر جلسة مع النقابات الأمنية الممثلة لمختلف الأجهزة الأمنية التونسية وجلسة أخرى مع "سلطة الإشراف"، وأن الاستقالة تمت لأسباب شخصية، وعدم وجود انسجام فى المقاربات حول بعض المسائل الأمنية، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

 

تصريحات وزير الداخلية الغامضة تركت علامات استفهام عديدة دفعت البرلمان التونسى إلى الدخول على خط الأزمة التى تهدد الأمن التونسى، حيث قالت ابتسام الجبابلى، عضو لجنة تنظيم الإدارة وشئون القوات الحاملة للسلاح بالبرلمان، إنه سيتم مسائلة المجدوب أمام البرلمان هذا الأسبوع، للتعرف الدقيق إلى أسباب وخفايا هذه الاستقالة المفاجئة على حد قولها.

 

شبح نجل الرئيس التونسى خيم على الأزمة منذ بدايتها، حيث أشارت تقارير إعلامية تونسية إلى أن الاستقالة كانت بعد تدخلات رفيعة المستوى اضطرته لمغادرة منصبه بعد سنة من تعيينه، وهو ما دفع حزب نداء تونس إلى سرعة نفى أى علاقة له بتلك الاتهامات، وقال عبد العزيز القطى القيادى فى حزب "نداء تونس" إن الحزب ليس له أى مسئولية بما يقال عن إقالة أو استقالة مدير عام الأمن الوطنى، من منصبه.

 

إلا أن حزب نداء تونس منذ فترة وجيزة قدم انتقادات لاذعة لرئيس الأمن الوطنى على خلفية الكشف عن أنه قام بالتجسس على حافظ السبسى، وقالوا إنهم بصدد التعرض لـ"تجسس" الأجهزة الأمنية تحت إشراف بلحاج على لأنشطتهم.

 

ومنذ أشهر قليلة نشرت وسائل إعلام تونسية خبرا حول تذمر عدد من النواب فى البرلمان من حزب السبسى "نداء تونس" فى لقاء خاص مع رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد، من المدير العام للأمن، بدعوى أنه "يتجسس" على المدير التنفيذى للحزب، حافظ قائد السبسى.

 

ونقلت فيما بعد صحف أخرى، أن أمن الدولة كان بصدد مراقبة بعض الملحقين الدبلوماسيين فى تونس، خاصة منهم الملحق العسكرى للسفارة الإسبانية الذى كان يلتقى بشكل دورى ابن السبسى، وكان ذلك السبب الوحيد الذى جعلهم يراقبون "بشكل غير مقصود" ابن رئيس الدولة، والمدير التنفيذى للحزب الحاكم.

 

ونقلت صفحة إخبارية للقناة التليفزيونية "نسمة"، "راجت منذ صباح اليوم أخبار متواترة، تفيد بأن المدير العام للأمن الوطنى لم يستقل، بل تمت إقالته على خلفية خلافات حادة جدت بينه وبين رئيس الجمهورية الباجى قايد السبسى”، ويشير البعض إلى كواليس تشكيل حكومة يوسف الشاهد، التى برز منها بشكل واضح رغبة ابن السبسى فى التخلص من بالحاج على، وهو ما لم يتم حينها، خاصة بعد تعاطف العديد فى الرأى العام معه، وهو الذى حافظ على حالة استقرار أمنى لافتة.

 

وبلحاج على، كان مدير الأمن الرئاسى فى عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، إلا أنه من رموز النظام الذين لم تطاردهم أى شبهات فساد، واستعان به الحبيب الصيد رئيس الحكومة السابق الذى كان أرضية التقاء بين السبسى وحركة النهضة.

 

غير أن بالحاج على عرف منذ عودته للشأن العام بتصديه للتدخل السياسى والمالى فى العمل الأمنى، ونقلت عنه تقارير إخبارية عدة، أنه تذمر بشكل مستمر من تدخل قيادات فى حزب السبسى فى العمل الأمنى، وأعتبر أن الأمن تحرر أخيرا بعد نهاية الاستبداد وأنه من الضرورى أن يؤدى دوره المحايد، بعيدا عن منطق حزب الدولة الذى كان يهيمن على عقلية زمن الاستبداد.

 

وبرز اسم حافظ السبسى للساحة السياسية فى 2013 حين أسندت له مهام منسق الهيكلة فى حزب "نداء تونس"، إلا أن طموحه بعد تولى والده جعله يخطط إلى اعتلاء منصة حزب نداء تونس، والذى تعرض عقب أشهر قليلة من قيادته لأزمات داخلية وتصاعدت الشهر الماضى لاتهامات الخيانة والانقلاب بين جبهتين داخل الحزب الواحد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة