ليه تلبس كاش لما ممكن تلبس بالتقسيط؟.. "عم حسين" موظف الصبح وتاجر بالقسط بعد الظهر على مكاتب الموظفين.. يحكى لـ"اليوم السابع" طريقة "الشقيانين" للتحايل على الغلاء: "البضاعة عندى كلها بالتقسيط المريح"

الأحد، 20 نوفمبر 2016 03:35 ص
ليه تلبس كاش لما ممكن تلبس بالتقسيط؟.. "عم حسين" موظف الصبح وتاجر بالقسط بعد الظهر على مكاتب الموظفين.. يحكى لـ"اليوم السابع" طريقة "الشقيانين" للتحايل على الغلاء: "البضاعة عندى كلها بالتقسيط المريح" عم حسين
كتبت سلمى الدمرداش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


بخطواته السريعة وحقيبته التى يعرف شكلها الجميع يدخل عم حسين إلى المدارس والمصالح الحكومية ليتلف حوله الموظفون والمعلمون ليدفع كلاً منهم "القسط بتاعه"، ويرون البضاعة الجديدة التى أحضرها عم حسين بناءً على طلباتهم أو وفقاً لموضة الملابس الحريمى والرجالى والأطفالى.

 

جسد نحيل وبشرة سمراء حفر عليها شقاء الزمن وترك بصمات خاصة تخدع الجميع فى عمر عم الحسين الذى يبلغ من العمر 38 سنة، فمن يراه يحسبه كهل خمسينى لعلامات "الشقا والتعب" التى تظهر عليه، علاقة وطيدة تربطه بالموظفين فهو أكثر شخص على دراية بموعد قبضهم، وهو الأكثر علماً بموعد زواج ابنة مدام "فلانة" أو أخت الأستاذ "علان" نظراً لأن له نصيب الأسد فى إحضار ملابس جهازها وكله "بالتقسيط".

عم حسين فى أحد الأماكن
عم حسين فى أحد الأماكن

 

عم حسين يجل حساب الموظفين فى النوتة الخاصة به
عم حسين يجل حساب الموظفين فى النوتة الخاصة به

"بقالى أكتر من 9 سنين بشتغل فى المصالح الحكومية وعلاقتى بالموظفين كويسة جداً".. هكذا بدأ عم حسين حديثه عن عمله كبائع للملابس بالمصالح الحكومية، وأضاف: "بدأت عملى فى محافظة المنصورة اللى اتولدت فيها، والحكاية بدأت لما روحت لتاجر عشان اشترى منه بضاعة وابتدى اشتغل فى التجارة، وبالصدفة التاجر ده كان أصلاً موظف، فقالى على أماكن أروح أوزع وأبيع فيها، وفتحلى حساب عنده يعنى ياخد منى الفلوس بالشهر، وأنا كمان روحت الأماكن اللى قاللى عليها واشتغلت هناك وفتحت للموظفين حساب بالشهر، ومشيت الشغلانة وبعدها جيت اشتغل هنا فى القاهرة".

 

عم حسين يرتب بضاعته

عم حسين يرتب بضاعته

 

عم حسين يعرض بضاعته على الموظفين
عم حسين يعرض بضاعته على الموظفين

 

عم حسين يفحص بضاعته
عم حسين يفحص بضاعته

وعن طريقة تعامله مع الموظفين قال عم حسين "الحمد لله علاقتى بيهم كويسة الحمد لله ودايماً بقول علاقتى بالموظفين مش دبح، يعنى اللى عنده ظروف أو عامل حادثة أو حاجة بستنى عليه فى القسط بتاعه شوية لحد ما ربنا يسهله، والتعامل بينى وبين الموظفين عادى بياخدوا منى الحاجة وبتبقى على أقساط، وباجى معاد قبضهم بيبقى على يوم 30 أو قبلها بيوم أو بعدها بيوم"، وأضاف "عندى نوتة متسجل فيها اسم كل موظف والمكان اللى بيشتغل فيه وعليه فلوس كام، وباجى وأعلم جنب اسم كل واحد، وفى ناس بيبقى حسابها مختلف شوية، لأن واحدة بتجهز بنتها بتبقى واخدة حاجات بمبلغ كبير باخد منها قسط أزيد من الناس العادية، والحمد لله أهم حاجة السمعة الكويسة والسيرة الحلوة".

 

عم حسين

عم حسين

 

وتابع "انا دلوقتى الحمد لله شغال فى أكثر من 5 أماكن ومصالح حكومية، بجيب الحاجات للموظفين بالطلب يعنى باجى تطلب منى حاجة أجيبهالها هدوم حريمى أطفالى أو رجالى حسب اللى يطلبوه، بس زيادة الأسعار بقى أثرت على الناس أوى، السعر لما زاد الناس بطلت تشترى غير اللى محتاجاه بس، يعنى الوظف اللى كان بياخد 3 حتت دلوقتى بياخد حتة واحدة اللى تلزمه بس".

محررة اليوم السابع مع عم حسين
محررة اليوم السابع مع عم حسين

 

نوتة عم حسين الخاصة بحساب الموظفين
نوتة عم حسين الخاصة بحساب الموظفين

 

وبابتسامة رضا تحدث عم حسين عن أمنياته فى الحياة وقال: "أنا عندى 3 عيال، نفسى أربيهم وأعلمهم كويس وربنا يرزقنى بحج بيته الحرام، ده كل اللى نفسى فيه فى الدنيا".

 

ويعد عم حسين واحداً من "الشقيانين" الذين قرروا أن يخلقوا لهم عمل داخل المصالح الحكومية، دون أن ينتظروا روتين الحكومة أو التعيينات "اللى مبتجيش لحد"، مؤكداً بذلك أن السعى خلف لقمة العيش لا يعرف روتينًا أو مستحيلا.
 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة