فى ذكرى ميلاده.. أشهر المواقف السياسية لطه حسين.. أهمها صراعه مع سعد زغلول

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 07:30 م
فى ذكرى ميلاده.. أشهر المواقف السياسية لطه حسين.. أهمها صراعه مع سعد زغلول عميد الأدب العربى طه حسين
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم ذكرى عميد الأدب العربى طه حسين، والذى ولد  فى 15 نوفمبر 1889، وخلال مشواره الطويل خاض طه حسين العديد من المعارك فى الفكر والأدب والسياسة.

كان طه حسين ضيفا دائما على الساحة السياسية منذ بدأ ظهوره على الساحة المصرية وحتى رحيله، وتمثل ذلك فى الكتابة فى الصحف الحزبية وغير ذلك من المشاركات المختلفة.

يمكن اختصار موقف طه حسين العام فى أنه رغب فى إقامة دولة مدنية عادلة، يسودها حكم القانون، دولة قادرة على سحق الديكتاتور الذى يستبد بها، مناصرا لقضايا العدل الاجتماعى، منصفا للفقراء والعمال والفلاحين، فضلا عن دعمه لقضايا حق المصريين فى العلم والمعرفة والتعليم.

فى مطلع القرن العشرين كانت الأحزاب المصرية تصدر صحفا تلعب دورا وطنيا وتثقيفيا مهما ومميزا، حيث كانت تفتح أبوابها أمام المثقفين والكتاب وأصحاب الفكر والرأى، تنشر لهم وتشجعهم على نشر أفكارهم، وتفرد صفحاتها لمعاركهم الثقافية والفكرية أيا كانت انتماءاتهم السياسية، فالثقافة غالبا ما كانت تسمو فوق الروح الحزبية الضيقة.

عن بداياته ذكر طه حسين فى "الأيام" (الجزء الثالث) أن الشيخ جاويش هو من علمه الكتابة فى المجلات، عندما أنشأ مجلة "الهداية" وأشركه فى تحريرها، وكان أسلوب الشيخ جاويش يتسم ببعض العنف والحدة خصوصا فى تناول الأمور السياسية، كما أن بغضه للزعيم سعد زغلول كان معروفا يتحاكى به الناس، وهو ما ظهرت آثاره على طه حسين.

فى مايو 1919 عندما سافر الوفد المصرى برئاسة سعد زغلول إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح وعرض قضية مصر هناك، كان طه حسين قد نال درجة الدكتوراه، بعد أن أجيزت رسالته من جامعة السوربون عام 1918، ورأى طه حسين أن يذهب إلى مقر إقامة الوفد ليقابل أعضاءه، ويشكر زعيمه على موقفه المساند له فى الجمعية التشريعية عام 1914 عندما أقنع سعد زغلول أحد أعضائها بسحب اقتراحه بوقف معونة الحكومة للجامعة المصرية لأنها أخرجت ملحدا هو صاحب كتاب " ذكرى أبو العلاء"، وكان باديا أن هناك فتورا من ناحية طه حسين فى مقابلة سعد زغلول، ونحسب أن ذلك يعود إلى آرائه المستقاة من الشيخ جاويش، ولكنه أتم المقابلة والتقى عبد العزيز فهمى وصديقه المقرب لطفى السيد عضويّ الوفد، وفى المقابلة الثانية بعد نحو عام فى باريس أيضا كان الفتور هذه المرة من ناحية سعد زغلول، والذى عرف طه حسين سببه، وهو أنه وجماعة من تلاميذ الإمام محمد عبده عندما أحيوا ذكراه فى الجامعة، خطب طه حسين فى الحفل وقال إن مصر مدينة ليقظتها إلى ثلاثة رجال هم: محمد عبده الذى أحيا الحرية العقلية، ومصطفى كامل الذى أحيا الحرية السياسية، وقاسم أمين الذى أحيا الحرية الاجتماعية، ولم يذكر سعد زغلول بشىء، وقد زاد الفتور بينهما حتى تحول إلى نفور وبغض مع  مهاجمة الأستاذ لسياسة الزعيم باسلوب اتسم بالأداء الجاويشى العنيف، حتى وصل لدرجة أن قال طه حسين نفسه "الأيام" (الجزء الثالث) إنه كان " أطول الكتاب لسانا وأجرأهم قلما فى مهاجمة سعد زغلول قبل أن يلى الحكم وبعد أن وليه".

ومما يذكر فى شأن طه حسين السياسى أنه كان على استعداد أن يطأ انتماءه الحزبى فورا أمام المواقف المتعلقة بكرامة وطنه ومستقبله، فعندما رأى عام 1922 أن عددا من رجال الوفد يقدمون للمحاكمة أمام محكمة إنجليزية ويرفضون الدفاع عن أنفسهم أمامها يثور فى وجه أصدقائى العدليين ويصفهم بالجبن، قائلا" إننى عدلى، بل أكثر عدلية من هؤلاء الناس، ولكن هل المسألة مسألة عدلى أو سعدى؟ أو ليست هى قضية مصر؟ ويذهب إلى عبد الخالق ثروت رئيس الوزراء محتجا على ماحدث لخصومه السياسين.

سيذكر التاريخ دوما أن طه حسين هو أول من أطلق لقب "ثورة" على أحداث يوليو 1952، وتبعه الناس من بعده، وسيذكر أيضا أن العميد ساند الثورة وأيدها بكل جوارحه، ورأى فى أحداثها حلمه القديم فى أن يرى مصر دولة ديموقراطية، مدنية، يسودها القانون والعدل الاجتماعى لأبنائها، يحكمها أولادها لخير أولادها.

وكان رد فعل العميد جليلا عظيما عندما وقع العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، فتنازل عن وسام "جوقة الشرف" الذى منحته له فرنسا، وتصدى لفرنسا بمقالاته التى هاجم فيها رئيس وزرائها، ووصفه بالمجنون، وذكره بهزائم فرنسا فى تونس ومراكش والجزائر التى توشك على التحرر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة