نبيل بن طالب.. ورقة شالكة الرابحة

يقدم الدولي الجزائري نبيل بن طالب مستوى متميزا مع شالكة، جعل المتابعين يعتبرونه أحسن صفقة أبرمها الفريق الألماني في الصيف الماضي.

نبيل بن طالب أصبح هو صانع الألعاب الأول بالفريق وأظهر إمكانيات كثيرة في خط الوسط وفي الهجوم أيضا، ففي وقت وجيز نجح الجزائري أن يتحول إلى إحدى الركائز الأساسية في فريقه الجديد.

ابن الواحد وعشرين عاما الذي انتقل على سبيل الإعارة بداية هذا الموسم من توتنهام الإنجليزي إلى شالكه لم ينتظر كثيرا حتى يؤكد أن إدارة "الأزرق الملكي" كانت محقة بالتعاقد معه.

وكان كريستيان هايدل المدير الرياضي لفريق شالكه قد تحدث بإسهاب عن بن طالب عندما أعلن تعاقد فريقه معه في الصيف الماضي، قائلا "بن طالب لم يلعب كثيرا في توتنهام بسبب الإصابة. رغم ذلك فالكثير من الأندية وخصوصا في إنجلترا كانت ترغب في التعاقد معه، وهو ما يعكس الإمكانيات المهمة لهذا اللاعب".

ولم تمض سوى أسابيع قليلة حتى ظهرت بشكل واضح إمكانيات الدولي الجزائري مع شالكه، حيث كشف بن طالب عن قوة كبيرة في انتزاع الكرات من الخصم، والمشاركة في صناعة اللعب ومد زملائه بتمريرات دقيقة.

ليس هذ فحسب، بل إن جمهور شالكه اكتشف موهبة جديدة في بن طالب وهي قدرته على تسجيل الأهداف، حيث سجل خمسة أهداف في ست مباريات بعد أن ظل صائمًا عن التهديف في الدوري الإنجليزي لما يقرب من 46 مباراة.

وعن ذلك يقول الدولي الجزائري "لم ألعب قط كمهاجم في مسيرتي الكروية، لكنني أدرك أنني قادر على تقديم إضافة في الخط الأمامي".

وهذا ما أدركه أيضا مدربه في شالكه ماركوس فاينتسيرل الذي أراد تحفيز بن طالب في دوره الجديد قائلا "من الأفضل بالنسبة لي أن يتولى نبيل مهام هجومية".

وأضاف: "هو ناجح في هذه المهمة والفريق يستفيد من ذلك. بن طالب لاعب بقيمة عالية وهو مهم لشالكه نظرا لقدرته العالية على التعامل مع الكرة واتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب". 

إصرار قوي ورغبة في التطور

بداية بن طالب مع شالكه لم تكن مثالية كحال الفريق ككل الذي خسر خمس مباريات في بداية الموسم، وسجل بن طالب هدفا ضد مرماه في مباراة خسرها فريقه أمام هيرتا برلين بهدفين دون مقابل.

لم يظهر الدولي الجزائري بوجه جيد في المباراة التي جمعت شالكه بهوفنهايم وانتهت بفوز الأخير بهدفين لواحد، رغم ذلك لم يهتز اللاعب الشاب وظل محافظا على هدوئه وتركيزه قبل أن ينتفض في المباريات الموالية ويظهر معدنه الأصيل.

وأكد بن طالب على قوة شخصيته وإصراره بالقول: "لا أستسلم أبدا بعد ارتكابي للأخطاء وإنما أواصل العمل. والرغبة في تحسين مستواي باستمرار أمر يجري في دمي".

واستفاد بن طالب كثيرا من الخطة الجديدة الذي بدأ فريق شالكه يعتمدها وهي 3ـ5ـ2، حيث يتولى الدولي الجزائري مركز صانع الألعاب في خط الوسط. ويوضح ذلك بقوله: "زملائي في خط الوسط مثل يوهانيس جايس وليون جوريتسكا يلعبان بجانبي أو من خلفي وهو ما يمنحني الثقة عند ضياع الكرة".

بن طالب يحلم بالتتويج مع المنتخب الجزائري

ويثني زملاء بن طالب كثيرا على صانع ألعابهم الجديد، حيث قال عنه المهاجم ماكس ماير: "إنه مهم للغاية في الفريق. ونحن محظوظون بوجوده معنا".

وهذا ما أكده أيضا الدولي النمساوي أليساندرو شوبف بقوله "نبيل قوي جدا من الناحية التقنية وله نظرة ثاقبة للملعب نستفيد منها جميعا. علاوة ذلك فهو حاضر في خط الهجوم ويساعدنا أيضا في الدفاع".

ورغم الثناء الكبير على اللاعب بن طالب، إلا أن المدير الرياضي في فريق شالكه يحرص على حث اللاعب الشاب على الاستمرار في تطوير مستواه، خاصة وأن عمر اللاعب لا يتعدى 21 عاما.

و من المنتظر أن يغيب بن طالب عن شالكه بين 14 يناير و4 فبراير من العام المقبل للمشاركة مع المنتخب الجزائري في بطولة أمم إفريقيا التي ستحتضنها الجابون.

وعن ذلك يقول بن طالب: "شالكه كان على علم بأنني سأشارك في بطولة أمم إفريقيا"، ويضيف الدولي الجزائري الذي يرتبط بعقد مع شالكه على سبيل الإعارة يمتد حتى الصيف المقبل: "اللعب في كأس أمم إفريقيا شرف لي".

وواصل: "هذه البطولة مهمة لجميع اللاعبين الأفارقة، وأنا أحلم أن أفوز يوما ما مع المنتخب الجزائري بهذا اللقب".