حمدى نصر يكتب: "علشان بلدى"..عن قصص الفداء التى مهدت لنصر أكتوبر أتحدث

الجمعة، 07 أكتوبر 2016 12:00 م
حمدى نصر يكتب: "علشان بلدى"..عن قصص الفداء التى مهدت لنصر أكتوبر أتحدث نصر أكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عشان بلدى": قصة حقيقية من الواقع الذى مهد لانتصار أكتوبر العظيم سطرها جنود ريفيون بسطاء يتقاسمون اللقمة وقائدهم الذى كان القدوة بأعظم وأشجع لحظات الفداء من أجل مصر: 
 
عاد العسكرى سعد يعتصره القلق إلى موقعة على الجبهة بعد اجازة سريعة يحمل وصايا زملاء المصير والقروانة (وعاء الاكل فى الجيش)، كان القلق يسيطر على وقع خطواته التى معها اهتز قلبه بين ضلوعه بعنف وهو يتساءل: لماذا كل هذا السكون غير المعتاد.. 
اندفع إلى داخل الخندق مازحاً كعادته آمراً: انتباه ياعسكرى منك له. وقف الجميع ليردوا التحية وانهالت القبلات عليه سيلاً لا يستطيع ولا يود رده!.
جلس يجيب على الأسئلة الإجبارية عن الصحة وشكل الأجازة وأخبار البلد والأهل والأحباب
ألقى زميله أحمد بجسده على الأرض وهو يسأله:- ازى أمك ياسعد؟
- رد مبتسماً بتسلم على أمك.ضحك الجميع ضحكة مبتورة باهتة ليبدأ كل منهم بدوره يسأله سؤالا إنفرادياً عن وصيته، لكنه أجابهم بسؤال: ايه أخبار أبو جبه؟! والغريب إنهم ضحكوا وهم يقولون:
- تعيش انت!.
- أطرق برأسه ساهماً لأجزاء من الثانية.. كاد أن يقول بعدها:خسارة، لكنه سألهم:
- وسبع واللا ضبع؟! 
قالوا فى نفس واحد وبثقة سبع طبعاً.
- عال عال الحمد لله.. جبتوا أبو جبه التالت؟!
- طبعا واقف مكانه زى الأسد
قال لأحمد
- (آدى الفطير المشلتت اتفضل وإدى كل واحد حته) هاص الجميع الله أكبر 
- داعبه عبد الله من بين أسنانه وهو يمضغ قائلاً: يا سعدك بأمك ياسعد.. ضحك الجميع ضحكة مفتعلة كمن يتصيدون فرصة للضحك.
وفجأة اقتحم عليهم القائد الموقع وقف كل منهم انتباه حتى توقفوا عن المضغ!.وقبل أن يتكلم مد إسماعيل يده بما فيها إليه قائلا: حماتك بتحبك يافندم، اتفضل فطير مشلتت.
لأ شكرا.. وتابع بحزم:- ياللا يارجاله، فيه أمر بفك القاعدة والانتقال لموقع تبادلى حالاً:
توقفوا عن المضغ تماماً قناعة داخلية منهم أنه لا مجال لإضاعة الوقت 
انهمكوا فى أداء عملهم رغم أن رائحة الخطر ملأت المكان ويكاد دخانها يحجب الرؤية، كان العمل رغم سرعتة طويلاً مرهقاً وهومغلف بالخطر.
 ودوى صوت مدفعية الـ (م ط ) يجلجل فى المكان. وصوت المدفعية المضادة للطائرات بالنسبة لهم هو جرس إنذار مرعب عن غارة جوية.
وبدأت انفجارات القنابل الثقيلة التى تلقيها طائرات العدو تعلن عن وقوع الغارة. وانبطحوا ًأرضاً مع مروق خاطف لطائرة معادية ألقت عدة قنابل لم تنفجر.
 وماهى إلا دقائق كانت ثقيلة محملة بالترقب والقلق والخوف حتى بدأت بعض القنابل التى ألقاها خوف الطيار بعيداً عن الموقع تتناوب الانفجار.
كانت الانفجارات مروعة تصم الآذان وتحفر فى الأرض آبار مياه لا حاجة لها.
تجرأ أحمد واستجمع كل قواه ووقف ينظر حوله، وماهى إلا ثوان حتى صرخ قائلاً قنابل زمنية يافندم.. فهم اعتادوا على أن تلقى طائرات العدو بعض القنابل الزمنية على المواقع لتنفجر فيما بعد لتقتل كل من خرج يتحرك بين الصواريخ ليقوم بدوره بعد الغارة. 
فوجئ الجميع بقائد الموقع يتحرك بلا خوف آمراً ياللا يارجاله مافيش وقت لازم ننقل الصواريخ للموقع التبادلى بسرعة، ودون أن ينطق بكلمه لجفاف ريقه أشار سعد بيد واهنة إلى قنبلة تتوسط الموقع، قال القائد بحزم مافيش وقت يارجاله لازم نخلص بسرعه، ولأنه يلمس خوف وقلق الجميع تقدم بخطوات ثابتة..ووضع قدماً فوق القنبلة، ويداه حول خاصرته. قائلا: الله أكبر.
كانت تلك الكلمة وذلك الموقف طوفاناً هائلاً جعل الجميع يندفعون بكل قوة وحماس لفك الصواريخ استعداداً لنقلها إلى الموقع التبادلى.. 
ولأن سعد كان قدهجم عليه فجأة جفاف الحلق وتصلب اللسان لكنه وجد نفسه يجرى دون وعى وبلا إرادة ليقدم زمزمية الماء للقائد الذى تناول منها عدة جرعات دفعة واحدة وهو ثابت فوق القنبلة.
وجد بعدها نفسه قادراً على الكلام فقال بصوت قوى: ياللا يا رجالة عشان مصر الله أكبر. 
هتف الجميع الله أكبر وانساحوا كالطوفان يحيطون بالصواريخ من كل جانب. وماهى إلا دقائق مرت كالثوان حتى كانت الصواريخ ممدة فى استرخاء ممتع على سيارات نقلها إلى الموقع التبادلي
فجأة وبلا اتفاق وجد الجميع أنفسهم يندفعون كالطوفان نحو القائد يحملونه على أكتافهم وهم يهتفون الله أكبر الله أكبر، وانطلقت مسيرة الصواريخ نحو الموقع التبادلى لتقف متحفزة على أطرافها عشان بلدى. 
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة