قرأت لك.. كتاب "عقوق المستقبل": الأجهزة الرقمية تحولنا لمجتمع غير مفكر

الخميس، 20 أكتوبر 2016 07:00 ص
قرأت لك.. كتاب "عقوق المستقبل": الأجهزة الرقمية تحولنا لمجتمع غير مفكر غلاف كتاب "عقول المستقبل"
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصبحت أجهزة الهاتف المحمول "الموبايل"، وأجهزة الحاسب "الكمبيوتر"، ملمحًا رئيسيا من ملامح الحياة اليومية للملايين فى المنازل والمكاتب والمدارس فى جميع أرجاء العالم، فالأطفال الصغار من سن الخامسة يقضون فى المتوسط 6 ساعات أمام إحدى أنواع الشاشات، سواء شاشة التلفزيون أو الحاسب أو الهاتف المحمول أو العاب الفيديو، وربما يقضى المراهقون والكبار ساعات أطول مما يقضيه الصغار، هذا ما رصده كتاب "عقول المستقبل.. كيف يغير العصر الرقمى عقولنا.. ولماذا نكترث.. وماذا الذى فى وسعنا فعله"، للكاتب ريتشارد واطسون، ومن  ترجمة محمد عبد الحميد دابوه، ومن مراجعة أيمن عامر، والصادر عن المركز القومى للترجمة.

ويناقش الكاتب كيف غيرت الحقبة الرقمية عقولنا، ويرصد ما يحدث الآن، ويتناول ما قد يأتى فى المستقبل، فيقول أن الولايات المتحدة فى عام 2009، أمضى الكبار متصلين بشبكة الانترنت ضعف عدد الساعات التى كانوا يقضونها فى 2005، وفى أوروبا ازداد وقت الاتصال بالانترنت لدى البالغين بمقدار الثلث تقريبًا خلال الفترة نفسها، مضيفا ففى المملكة المتحدة تقضى النساء العاملات نصف وقت فراغهن تقريبا فى متابعة الانترنت، ويقضى الشخص المتوسط 45% من ساعات اليقظة أمام وسائل الإعلام والاتصال، فى مقابل ذلك خلا عام 2010، تبين أن الأفراد فى الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 سنوات وحتى 18 سنة يقضون فى المتوسط 11 ساعة يومياً أمام شاشة سواء كانت شاشة التلفزيون أو الحاسب الآلى، أوالهاتف المحمول.

وأكد كتاب "عقول المستقبل"، أننا نتواصل وبشكل متزايد من خلال الرسائل النصية والبريد الإلكترونى أكثر بكثير من التواصل المباشر وجها لوجه، فلدينا مئات الأصدقاء على الانترنت، ومع ذلك قد لا نعرف الجيران الذين يسكنون بجوارنا، فضلا عن أول مكان نبحث فيه عن المعلومات هو محرك البحث جوجل، وويترتب على هذا الانتشار التكنولوجى الواسع، والطوفان الإلكترونى الغامر حدوث تحولات جوهرية فى المواقف والسلوك وهذا ما يرمى الكتاب لاستكشافه.

وتسأل الكاتب، هل يمكن لشىء أن يبدو بريئًا مثل الهاتف الجوال، أو محرك بحث جوجل، أن يغير بالفعل الطريقة التى يتصرف بها الناس والطريقة التى يفكرون بها؟، فهذا السؤال يشغل عقول عدد من العلماء البارزين، خاصة أولئك الذين  يدرسون سيكولوجية العقل، لآن هذا السؤال يتضمن فكرة مفادها أن العصر الرقمى قد يغير عقولنا أيضًا.

ولافت الكاتب أن الحقبة الرقمية تعمل على تقليص قدرتنا على التركيز أيضًا، كما تؤثر سلبًا على أسلوب تفكيرنا فنعانى بالتالى عند اتخاذ قراراتنا، فالأجهزة الرقمية تحولنا إلى مجتمع من الأذهان المشتتة، إذا كان من الممكن استدعاء أى معلومة بالنقر على الماوس، فلماذا إذن نحفل بتعلم شىء جديد؟، إننا فى سبيلنا لأن نصبح مهوسين بجوجل، تسير بنا الأيام بدون التفكير بعمق فيما نفعله فعلا أو أين نحن ذاهبون حقا، وعلاوة على هذا فان انتباهنا وعلاقاتنا تتفتت، لافتا إننا متواصلون  كونيا  لكن علاقتنا الاجتماعية أصبحت رقيقة وهشة وسريعة الزوال، إننا نواجه مخاطر تطوير مجتمع متواصل ومتعاون كونيا، لكنه أيضا مجتمع نافذ الصبر ومنعزل ومنفصل عن الواقع، مجتمع يتوفر لديه كثير من الإجابات ،ولكنه لايملك سوى قليل جدا من الاسئلة الجيدة، مجتمع مكون من أفراد غير قادرين على التفكير لانفسهم فيما يتصل بالعالم الحقيقى.

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة