أسماء مصطفى

جين شارب وآبلة فاهيتا

السبت، 30 يناير 2016 07:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أقرأ منذ أيام مقالاً للمفكر الفرنسى تييرى نيسان بعنوان الانقلابات الناعمة بالرغم من هذا المقال كان منذ ٢٠٠٧ إلا أنه يعكس كم التلاعب الذى يحدث منذ سنوات فى دول الشرق الأوسط وغيرها تحدث تييرى فى مقاله وبالدليل القاطع الذى لا يدع مجالاً للشك عن مؤسسة ألبرت أينشتاين بمفهوم جهاز المخابرات الأمريكية، تلك المؤسسة التى استطاع الفليسوف جين شارب تأسيسها عام ١٩٨٩ حتى يقدم وقتها جين شارب العون للحركات المعادية للشيوعية وتشكيل تحالف ديمقراطى ليبرمانى بمجموعة من الوجهاء والمثقفين كان هذا الأمر الظاهر وقتها ولكن الأمر بعدها تحول وظهرت بواطن الأمور.
كان جين شارب يؤسس إلى بلورة نظرية اللا عنف كسلاح سياسى وطبقًا لماذا ذكره تييرى أنه كان يعمل على نفسه لتكوين قادة الانقلابات الناعمة خلال الخمسة عشرة الماضية لحساب مؤسستين هما منظمة حلف شمال الأطلسى والسى أى آيه المخابرات الأمريكية.

وإذا رجعنا إلى كتاب جين شارب وما حدث فى بلادنا ويحدث الآن حتى واقعة شادى الأخيرة وتأييد باسم يوسف بأن ما فعله نوع من الإبداع تلك البرامج الساخرة التى اخترقت الشاشات المصرية فى الفترات الأخيرة واعتبرها البعض أنه نوع من المتنفس أو المعارضة باستخدام النكته واعتبرنا وقتها الألفاظ البذيئة نوع من الإبداع.

سوف تتساءلون ما العلاقة بين جين شارب وآبلة فاهيتا وربما ترون أن الربط بينهما أكبر من الواقع لكم هذا إن أردتم ودايمًا حرية التعليق والرفض أو القبول أمر مطروح ولكنى سأعود إلى جين وكتاباته والتى يمكنكم الاطلاع عليها أن منظمة ألبرت أينشتاين من المنظمات الكبرى والتى أسسها جين كما ذكرت والتى عملت على وضع خطط محكمة لحروب اللا عنف وأصدرت العديد من الكتب والألعاب والفيديو لمحاكاة التظاهرات وأصدر جين كتابًا بعنوان البدائل الحقيقة صادر عن مؤسسة أينشتاين تحدث فيه عن تطوير بديل حقيقي للحرب باستخدام اللاعنف وعمل فى كتابه فى الجزء الثانى لوضع ١٩٨ وسيلة لإشعال الثورات والاحتجاجات باستخدام اللاعنف.

كان من أبرز الوسائل ما أطلق عليه مخاطبة الجماهير العريضة ووضع الإذاعة والتليفزيون الوسيلة الحادية عشرة بعد الجزء المتعلق بالخطابات العامة والتى وضع لها ستة وسائل ووضع فى المرحلة الخامسة وأطلق عليها ممارسة الضغط على الأفراد وضع فيها ٧ وسائل لإشعال الحرب وكان من أبرزها الوسيلة رقم ٣٢ وهى توبيخ المسئولين وإهانتهم ونحن كمصريين حدث ولا حرج لقد نفذنا هذه الوسيلة بحرفية سواء عبر الفضائيات أو وسائل التواصل الاجتماعى أو الشارع وسوف أقف معكم هنا لدقيقة سوف اجد من يقول إن المسئول فاسد اتفق معك لكن عقاب المسئول ليس التوبيخ أو الإهانة هل نريد دولة القانون أم لا حتى وإن كنا فى حاجة لتقويم القانون وبالطبع فإن جين لم ينس فى دليله الوسيلة الرابعة عشرة والتى أطلق عليها الأحكام الهزلية حتى تخرج على القانون وتطلب أن يكون الحكم معبرًا عن توقعاتك أو أهوائك وتنسى أن القاضى يتعامل مع أوراق وأدلة ووقائع ملموسة بدليل قاطع ولا ذنب للقاضى فى لعدم كفاية الأدلة وهنا من يريده ولا ننكر تحقق هذا فى بلادنا.

بالطبع تنتظرون الجزء المتعلق بأبلة فاهيتا طبقًا لما ذكره جين فى دليله وهذه المرحلة أطلق عليها المسرح والموسيقى ووضع لها ثلاث وسائل منها العرض الهزلى الساخر والغناء والتهكمات حتى أنكم ترون أن تلك البرامج مثل باسم يوسف وأبلة فاهيتا عبارة عن مسرح كبير بحضور الجمهور لتشتعل الضحكات والسخرية على الأوضاع وهما الوسائل رقم ٣٥،٣٦،٣٧ وهدفها إشعال حالة الغضب عند المواطن من خلال السخرية من أوضاعه لا شك من أن كثيرين يَرون أن برامج السخرية السياسة هو نوع من أنواع المتنفس ولكنه فى الأساس كما ذكرت صناعة أمريكية تستخدم فى بلادهم لخدمة الوطن الأمريكى ولا يسمح بالتجاوز إلا بأذن السلطة الأمريكية وتستخدم فى بلادنا وغيرها للسيطرة على عقولنا هذا ما ذكروه هم أنفسهم لم اخترع أو أبدع شيئًا من عندى يمكنكم الرجوع إلى كل ما ذكرت وقراءته بأنفسكم لن يستغرق منكم الأمر سوى بعض الدقائق إن أردتم أن السياسية الأمريكية فى السيطرة على الشعوب تغيرت كثيرًا بعض حرب وغزو العراق فالمحتل حاليًا خاصة بريطانيا لم تعد فى حاجة إلى حرب الأرض أو السلاح وأصبحت الحرب أو الاحتلال من خلال العقول وهذا ما سوف أصر على ذكره عندما يأتى محتل إلى أرضك تستطيع طرده أو قتله حسب ما تحتمه عليك الظروف مهما طال الزمن ولكن سؤالى الأخير ماذا لو احتل عقلك وجعلك تقوم بدور رسمه لك وتصنعه بكامل إرادتك لتدمر نفسك ومن حولك والسؤال الثانى هل نحن المصريين بحاجة الآن إلى السخرية البذيئة أو صناعة باسم يوسف آخر وما الاستفادة التى نعمنا بها كمشاهدين أو مجتمع من أبلة فاهيتا، هل تنهض بلادنا إذا سخرنا من أوضاعها هل سوف نقضى على الفساد بالسخرية هل حفرنا قناة السويس الجديدة بالسخرية والبرامج الهزلية إن كُنتُم ترون أن تلك البرامج الساخرة والفيديوهات المبتذلة والتى جعل منها شادى وباسم إبداع ترفع الظلم وتدفع الدول إلى الأمام فهنيئًا لكم فانشروها أكثر وسوف نجلس أمام الشاشات نسخر من حالنا ونضحك وربما نبكى من الضحك ولا تنسوا أن هناك من يضحك من قلبه لأنه نجح فى احتلال عقولنا دون طلقة رصاص ربما نموت من الضحك دون أن نشعر بالأسى على أنفسنا إلى لقاء آخر والأستاذ جين شارب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة