سفير مصر الأسبق بالصين خلال ندوة بـ"اليوم السابع": رؤية السيسى مختلفة عن نظيريه مبارك ومرسى.. نجحت فى إقناع الرئيس الصينى بزيارة مصر مرتين.. "طريق الحرير البحرى" يربط الصين والخليج وشرق إفريقيا ومصر

الخميس، 21 يناير 2016 12:09 ص
سفير مصر الأسبق بالصين خلال ندوة بـ"اليوم السابع": رؤية السيسى مختلفة عن نظيريه مبارك ومرسى.. نجحت فى إقناع الرئيس الصينى بزيارة مصر مرتين.. "طريق الحرير البحرى" يربط الصين والخليج وشرق إفريقيا ومصر الدكتور نعمان جلال خلال الندوة
أدار الندوة : محمد ثروت - أعدها للنشر :سارة الباز ومنال الليثى ومنير حسنى تصوير سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور محمد نعمان جلال سفير مصر الأسبق فى الصين لفترات طويلة منذ عام 1998، لـ"كايرو دار" بوابة اليوم السابع التعليمية، أن علاقات الدول تبنى على المصالح سواء كانت المصالح الاستراتيجية أم الأمنية أم الاقتصادية، مشيرا إلى أن الصين لا تساعد أى دولة إلا لو كانت لها مصلحة فى مجالات النفط والغاز والإنشاءات.
اليوم السابع -1 -2016

وأضاف جلال أن مصر فى علاقتها مع الصين اختلفت تماما اليوم عن أيام الرئيس المعزول محمد مرسى التى كانت تفتقد لرؤية استراتيجية وتسير فى سياستها مع الصين على طريقة سياسة مبارك السعى على مكاسب اقتصادية فقط بلا مقومات حقيقية، مؤكدا أن الصين تسير وفق مصالحها الاقتصادية وليس العلاقات التاريخية مع الدول، ولذلك كان استقبال مرسى فاترا بسبب تأخره نصف ساعة عن لقاء الرئيس الصينى السابق هو جينتاو خلال زيارته للصين فى أغسطس 2012 لعدم وجود مشاريع مدروسة، ولم تلمس الصين جدية مرسى فاكتفت بمنحة هزيلة 70 مليون دولار مجاملة لمصر.

ودعا نعمان جلال مصر للاستفادة من النموذج الصينى فى الانفتاح على أعدائها ومنافسيها مثل الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبى والهند، دون إقلال أو تجاهل للاختلافات بينها وبينهم.

وأوضح جلال أن طريق الحرير البحرى سيصل الصين بالخليج وشرق أفريقيا ومصر، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية الصينية كانت غير فعالة فى الفترة التى حكم فيها الرئيس مبارك، كأنها "حبر على ورق" وهو ما دللت عليه الأحداث فيما بعد عندما وقعت ثورة 25 يناير والتزمت الصين الصمت، وهو ما زاد من ضعف العلاقات بين كل من مصر والصين حينها.
اليوم السابع -1 -2016

من ناحية أخرى أضاف السفير أن العلاقات بين الدولتين كانت فى فترة ما قبل مبارك ذات بعدين تاريخى واستراتيجى على الرغم من عدم فعاليتها بالصورة الملموسة.
اليوم السابع -1 -2016

"جلال" غير البرتوكولات الصينية


يحكى السفير محمد نعمان جلال عن مهمة اعتبرها تحديا إيجابيا بينه وبين نفسه، حينما قرر الرئيس الصينى القيام بجولة تتضمن زيارة لإسرائيل وبعض الدول الأوروبية، ولكن جدول الزيارات لم يتضمن مصر، وذلك لأنه سبق وأن زار العاصمة المصرية، ووفقا للبروتوكولات الصينية، لا يمكن للرئيس زيارة دولة سوى مرة واحدة خلال فترة حكمه، فقام "السفير نعمان جلال" بقطع إجازته فى مصر وسافر إلى الصين، وتمكن من إقناع مستشار الرئيس الصينى بأهمية زيارة الرئيس لمدينة الإسكندرية عاصمة مصر القديمة بتاريخها وحضارتها العريقة، وبالفعل وافق الرئيس الصينى على الزيارة.

محطات مهمة


وأضاف جلال قائلا: أهم شىء وضعته فى اعتبارى هو أن السفير حينما يكلف بمهامه فى أى دولة يجب عليه أن يدرس ثقافة وحضارة هذا البلد، كى يستطيع التعامل مع أهل هذا البلد والنجاح فى أداء مهمته.

وقال: محطة باكستان كانت محطة دمها خفيف، على الرغم من أنه كانت تسبقنى سمعة هناك بأننى كنت سفير الهند، ومن المعروف أن العلاقة حرجة بين الهند وباكستان؛ لذا خططت لضبط الأمور بالتركيز على الجهات الثلاثة الأكثر تأثيرا فى باكستان هى على الترتيب رئيس أركان الجيش، فهو بمثابة الرئيس غير الرسمى للبلاد؛ لأنه لا يمكن اتخاذ أى قرار بدون استشارته، لذا لا بد للسفير أن يكون مدركا لحجم وتأثير هذه القوة، وقادرا على التعامل بالطريقة المثلى معها، ثم رئيس الوزراء، لأنه هو الذى بيديه الصلاحيات الرسمية، وكانت حينها السيدة بنازير بوتو، وأخيرا الإعلام.
اليوم السابع -1 -2016

وأشار إلى أنه استخدم ذكاءه لدعم علاقته بمدير مكتب بنازير بوتو؛ كى يتمكن من التأثير على هذه الشخصية الكاريزماتية؛ ويتأكد من أنه سيوصل لها كل رسالة وبرقية يبعث بها السفير إليها فى كل مناسبة؛ للفت نظرها، مضيفا: عادت بنازير بوتو من زيارة لها فى أمريكا، وكان هناك تقليد هو أن يستقبل السفراء الوزيرة عند عودتها فى المطار، وكنت واحدا ضمن المستقبلين، وأثناء سلامها على عرفت أننى سفير مصر الذى أتحفها برسائله ومباركاته مع كل مناسبة، فكان سلامها حارا، وطلبت مقابلتى، وبمجرد وصولى للسفارة وصلت رسالة بها موعد المقابلة.
اليوم السابع -1 -2016

أفدح خطأ دبلوماسى


وهنا أفصح السفير د. نعمان جلال عن أفدح خطأ ارتكبه على مدار تاريخه الدبلوماسى كله قائلا: كنت فى جديدا فى باكستان ولم أتمكن بعد من التعرف على كافة شخصيات الدولة المهمة، وكان كل تركيزى فى البداية منصبا على بنازير بوتو رئيسة الوزراء التى اغتيلت فيما بعد، وعندما جاء الموعد جلست أنتظر مقابلة بانزير بوتو، وإذا بى أفاجأ بشخص ضخم الهيئة يرتدى جلبابا، وبدأ يتحدث معى ويسألنى عن أحوالى، وأنا فى شدة الضيق منه، لأننى أريد أن أوفر طاقتى وتركيزى وتحضير نفسى للحوار مع رئيسة الوزراء فيما ينبغى أن أناقشه معها، وفوجئت عندما دخلت على رئيسة الوزراء رأيت نفس الشخص جالسا على يمينها، وعلى الرغم من كل تلك الشواهد الدالة على أهمية هذا الرجل، إلا أننى عمى على بصيرتى فى تلك اللحظة ولم يسعفنى ذكائى وفراستى فى التفكير فى هذا الشخص؛ وذلك لأن كل حواسى وتفكيرى منصبه على رئيسة الوزراء، وبدأت أنا أتحدث عن وعدها للرئيس مبارك بتسليم بعض الأشخاص المطلوبين للعدالة فى مصر، فبدأ الرجل يتحجج بالقانون والاتفاقيات الدولية، وإذا بى أنسى الدبلوماسية وأهاجمه وأحتد عليه فى النقاش وأقول له: "أين كانت الاتفاقات الدولية حينما سلمتم رمزى يوسف لأمريكا، و... و....، فذهلت بنازير بوتو من رد فعلى، فقررت إغلاق النقاش، وخرج الثلاثة الموجودين فى الغرفة، وهم هذا الرجل المجهول بالنسبة لى حتى لحظتها، ومدير مكتبها، ومدير مكتب الشرق الأوسط، فسألتنى ماذا تريد، فأجبتها الأشخاص الذين سبق وأن طلبهم الرئيس مبارك، فرفعت سماعة الهاتف وكلمت شخص على الجانب الآخر وقالت له سيأتى إليك السفير المصرى، وكل شىء يريده نفذه له، وكان هذا الشخص هو وزير الداخلية، وعندما خرجت سألت صديقى مدير مكتبها عن ذاك الرجل الضخم الذى احتدم النقاش بينى وبينه فى الداخل فأخبرنى أنه كان وزير الخارجية، فقلت له لماذا لم تخبرنى، وشعرت حينها بفداحة خطأى الذى ربما كان من الممكن أن يكون سببا فى ترحيلى لولا عناية الله.

كيف يدير السفير المجموعة؟


ولفت "نعمان جلال" إلى أهمية أن يكون السفير على قمة المعرفة والاتصالات بكل الناس؛ لأنه لو لم يكن على رأس هذه القمة فسيفشل فى أداء مهمته؛ لذا كنت أدلى بكل معلومة تفيد العاملين معى بالسفارة فى كل القطاعات سواء الأمنية أو العسكرية، أو الإعلامية.... إلخ، وأدير المجموعة بشكل متوائم، وأجرى اجتماعا يوميا أو أسبوعيا حسب أهمية المعلومات التى لدى لأدلى بها للمجموعة التى تعمل معى وأتركها لهم ليأخذها كل منهم ويستفيد بها ويرسلها إلى جهته التابع لها، لذا فالعلاقات مهمة للغاية، وإذا لم يستطع السفير بناء علاقات جيدة ففشله مؤكد.
اليوم السابع -1 -2016

جلال يفجر مفاجأة


وفجرد. نعمان جلال" مفاجأة وهى أن المسؤول الأمنى فى السفارة وقتها هو نفسه وزير الداخلية الحالى اللواء مجدى عبد الغفار.

اليوم السابع -1 -2016

اليوم السابع -1 -2016









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة