عادل السنهورى يكتب.. النور على شط القنال..أوبرا عايدة وموسيقى النصر وألوان الألعاب النارية جسدت فرحة المصريين.."خضة"الظهور بالبدلة العسكرية..ثم التصفيق الحاد من"المخضوضين"بعد ظهور الرئيس بالزى المدنى

السبت، 08 أغسطس 2015 12:20 م
عادل السنهورى يكتب.. النور على شط القنال..أوبرا عايدة وموسيقى النصر وألوان الألعاب النارية جسدت فرحة المصريين.."خضة"الظهور بالبدلة العسكرية..ثم التصفيق الحاد من"المخضوضين"بعد ظهور الرئيس بالزى المدنى جانب من الحفل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى اللحظة التى غنت فيها فرقة أوبرا القاهرة مشهد النصر أثناء عودة القائد المصرى مع جنوده، وعزفت الفرقة السيمفونية لحن الانتصار فى المشهد الأخير من أوبرا «عايدة» الشهيرة، انطلقت الألعاب النارية من أحد المراكب فوق سطح القناة، لتملأ سماء العرض والقاعة المفتوحة التى امتلأت بحضور افتتاح قناة السويس الجديدة، لتمتزج أصوات الغناء والأوركسترا بالألوان الحمراء والزرقاء والصفراء والذهبية والخضراء، وتنطلق صيحات الفرح الهستيرية، من الضيوف وتنهمر دموع الفرحة ويقف الجميع يصفقون لمشهد أسطورى لم يتكرر كثيرا فى حياة المصريين والقائد المنتصر الذى دشن لتوه قناة السويس الجديدة، يتوسط المشهد وقد أضاءت علامات الفرح والسرور والابتهاج ملامح وجهه، ولمعت عيناه سعادة وفرحا بمعجزة المصريين وانتصارهم التاريخى فى تحدى الزمن وفى إثبات القدرة على الإنجاز.

كان مشهد النصر فى أوبرا عايدة فى حضور الرئيس السيسى مع ضيوف مصر الكبار من الرؤساء والشيوخ والملوك والأمراء، وسماء القناة تمطر فرحا بألوان الألعاب النارية، هو تجسيد وتعبير صادق ليوم قررت فيه مصر، وقرر المصريون الفرح إلى منتهاه على شط القناة وفى كل ميادين وشوارع مصر.

صرخات الآلاف فى العرض الفنى الذى عزف فيه الموسيقار عمر خيرت أروع مؤلفاته، كانت ختام يوم من أيام مصر العظيمة، وقف الجميع يصفق بحرارة والدموع تملأ العيون، سألنى أحد الضيوف الأجانب الذى جلس بجوارى: «أنت تبكى»، قلت له: «إنها دموع الفرح والانتصار بمعجزة المصريين الجديدة»، نظر إلى باقى الصف من الرجال والنساء والأطفال وجد الجميع يغالب دموعه، لم يجد إلا التصفيق الحار أمام روعة المشهد.

كان العرض بإبهاره وروعته وحسن تنظيمه هو استمرار لسيمفونية المجد والفخر للمصريين، ومن راقب عيون الرؤساء والملوك والأمراء وخاصة من العرب، يشعر أنها كادت تنطق فرحا وسعادة بمصر القوية القادرة، وتمايل البعض إعجابا بما يشاهده من المصريين فى الليل وعلى ضفاف القناة، والنور يملأ الشاطئ وسماءه، فمصر ليست القوة العسكرية أو قوة العمل والبناء فقط، وإنما كما اعتادوا منها هى قوة الفن والإبداع والنور والإشعاع الثقافى والعلمى.

منذ الصباح الباكر وفى الطريق إلى الإسماعيلية لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ورؤية معجزة المصريين الجديدة، كان الكل يبارك ويهنئ بعضه البعض، وتبادل الجميع من فنانيين ومبدعين وسياسيين وإعلاميين وشخصيات عامة العناق والقبلات فى قاعة الاستقبال بمسجد المشير قبل ركوب الحافلات إلى القناة.

اختلطت الأفكار والآراء وجمعت الحافلات شخصيات مختلفة سياسيا وكرويا، وكانت السيارة التى أقلتنا إلى الإسماعيلية تضم مرتضى منصور رئيس الزمالك المنتشى بدرع الدورى، وعتاة الإعلاميين والفنانيين الزملكاوية مثل إبراهيم عيسى وعماد الدين حسين ومحمد هنيدى وكاتب السطور، ووجدت السمكة الذهبية السباحة المصرية العالمية رانيا علوانى الأهلاوية نفسها وسط حصار زملكاوى لم تتوقعه، وتبادل الجميع القفشات مع رئيس الزمالك، وفى كل مرة ينتهى الحوار إلى القناة والمعجزة التى حققها العمال والمهندسون المصريون فى عام واحد فقط، واتفق الجميع على ضرورة أن يطلب الرئيس السيسى من الحكومة أن تنهى جميع المشروعات القومية فى عام ما دمنا حفرنا القناة فى سنة واحدة فقط.

طوال الطريق من القاهرة إلى الإسماعيلية، الإعلام تزيين واجهات المنازل والبيوت والمحلات والمصانع والمدارس والجامعات، تجمعات بسيطة من قرى الإسماعيلية تلوح بعلامات النصر، وتهتف باسم مصر على أنغام المزمار والسمسمية، ورجال الأمن من القوات المسلحة والشرطة تنتشر بكثافة لتأمين الطريق الذى تزين بدوره للتو لاستقبال ضيوف مصر.

رغم حرارة الطقس ورطوبة الجو، ورغم الأعداد الكبيرة من الضيوف، كان التظيم رائعا من رجال الجيش والشرطة وشباب وزارة الشباب والرياضة المتطوعين، حاجة تفرح بجد هؤلاء الشباب، ابتسامات رجال الأمن فى استقبالنا لم تفارقهم طوال حفل الافتتاح. داخل المنصة المخصصة لكبار الشخصيات من السياسيين والأحزاب والفنانيين والإعلاميين ورجال الأعمال، شاهدت الجميع فرحين وسعيدين والباخرة «المحروسة» تمخر مياه القناة، مشهد ظهور الرئيس بزيه العسكرى وبكامل الحالة «الجنرالية»، أصاب بعض الأصدقاء من الإعلاميين والسياسيين بـ«خضة» وارتباك ودارت تساؤلات خفية حول الرسالة والمعنى من الظهور بالبدلة العسكرية للعالم الخارجى والرأى العام الداخلى؟ أحد الأصدقاء حاول التخفيف من الظهور العسكرى بأن الرئيس الراحل أنور السادات ظهر بالبدلة العسكرية للقوات البحرية فى حفل إعادة فتح القناة فى عام 75، لكن الوضع مختلف الآن، ويكفى اختيار توقيت الساعة الثانية بعد الظهر لافتتاح القناة الجديدة، أليس هناك رسالة أوضح من ذلك، لم يستمر الارتباك ولم تطل حالة الخضة طويلا فها هو الرئيس السيسى يظهر بهيئته المدنية، وصفق الجميع للظهور الجديد بحرارة «أيوه كده يا ريس».

اقتربت من أحد المقربين من الرئيس وسألته عن سر البدلة العسكرية، قال، لى إن الظهور قبل الحفل الرسمى كان لتحية رجال القوات المسلحة وإنجازهم فى القناة الجديدة، والرئيس كان يعى ويدرك ذلك كما أن الزى العسكرى هو برتوكول يتماشى والتقاليد التى اتبعها ملوك ورؤساء مصر خلال ارتياد المركب المحروسة.

رست المحروسة على الشاطئ وهبط الرئيس ورجاله والفريق مهاب مميش، وحيا الرئيس مستقبليه ورفع بصره إلى التمثال المنصوب على الضفة الأخرى للقناة الجديدة الذى يجسد عمال مصر وكفاحهم فى حفر القناة، فى الصف الأمامى جلس بعض المهندسين الذين شاركوا فى حفر القناة، استدار أحدهم وقال لى بصوت ممزوج بالنشوة: «صدقنى يا أستاذ العمال والمهندسين الذين حفروا القناة لم يكونوا بشرا عاديين، الكل تذكر لحظة عبور 73 ولم يأبه أى ظروف فى العمل، لقد كانت هناك ملائكة من السماء تساعدنا وتشد أزرنا».

زغاريد من داخل المنصة تنطلق مع مرور المحروسة بالرئيس ثم مع مرور الفرقاطة أفرايم - تحيا مصر»، وامتلأت سماء العرض بالطائرات المصرية وبالعروض الجوية، والسفن المارة تطلق صافرات البهجة وتحية مصر ورئيسها وضيوفها.

«إنها خطوة من ألف خطوة» هكذا قال القائد فى خطابه لتدشين القناة، فمازال المشوار طويلا لكن مصر ستنتصر، كما فرحت فرحا عظيما بالأمس، فى نهاية اليوم وبعد ختام الحفل الفنى التقيت بعدد من الوزراء، الكل فرحان ويتبادل التهانى، الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط وأشرف سالمان وزير الاستثمار، رأيا أن قناة السويس الجديدة يجب أن تكون المعيار والمقياس فى العمل والإنجاز، ولابد أن نضع سقف زمنيا محددا لانتهاء بسرعة من المشروعات الأخرى. الدكتور عبدالواحد النبوى وزير الثقافة، وبعد التبريكات انتهزها فرصة، ليعاتبنى على هجوم «اليوم السابع» عليه، ودار نقاش عريض وأبدى استعداده للحوار والمواجهة.

كان يوما من أيام مصر القادرة القوية والواثقة فى ذاتها وفى أبنائها الشداد السمر، وكان العالم حاضرا برؤسائه وملوكه وممثليه شاهدا على إرادة المصريين، وانتصارهم وشمسهم التى لا تغيب، هى خطوة، فعلا، من ألف خطوة، كما قال الرئيس، فمشوارنا طويل يا أهل بلدنا، «مش وقت كلام، عاوزين بقى نعمل لولادنا علشان قدام».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة