حـســن زايــد يكتب: ما قولكم فى جماعتكم دام فضلكم؟

الخميس، 20 أغسطس 2015 02:00 م
حـســن زايــد يكتب: ما قولكم فى جماعتكم دام فضلكم؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالقطع لن تجد من بين الإخوان من يقبل منك هذا الوصف لجماعته التى ينتمى إليها، ويؤمن بها، وبمنهجها، وبفكرها فهو قد تشرب هذا الفكر منهجًا وسلوكًا، وعاش عليه عددًا من سنى عمره، طال أو قصر، وربى عليه أولاده، ورضعوه لبنًا من الأثداء. وهذا بالقطع ليس عيبًا فيهم، أو نقيصة تقدح فى أخلاقهم، فهذه التصورات قد ارتسمت فى صدورهم إسلامًا صحيحًا، بحسب ظنونهم، وحسن نياتهم وأعتقد أنه لا يوجدـ إلا من رحم ربى- من يفرط فى كل ذلك، أو يتبرأ منه، أو ينخلع عنه بسهولة أو يسر، خاصة أن الأمر أمر دين وعقيدة.

فإذا تواكب ذلك مع تصور قد انزرع فيه ما مفاده أن ما يخالف ذلك الفكر وهذا المنهج، باطل وقبض الريح، فلا شك أنه لن يقبل منك كلامًا فيه نقد لتوجهه. فما المخرج من هذا المأزق الذى هم فيه؟ أنا أتصور أن المخرج الوحيد هو أن تضع المرء الإخوانى أمام المرآة، ليرى نفسه بنفسه، ولا يكون ذلك إلا بمواجهته بالرأى الإخوانى، فيما تصور أنه الحق، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه.

دعك من آرائهم المنشورة فى كتبهم، فهم لا يقرأون إلا ما يقرر لهم قراءته، وثقافتهم ثقافية سماعية، تقوم على الحفظ والتسميع، وهذا أيضًا ليس عيبًا فيهم، بقدر ما هو عيب فى النظام التثقيفى والمعرفى فى الجماعة، والذى يقوم على المبدأ العام فى السمع والطاعة ومتابعة الجماعة. ومن هنا لابد من مواجهة الإخوانى لنفسه بالسؤال المحورى: لماذا خرج من بيته، مصطحبًا زوجته، حاملاً أبناءه، فوق كتفه، إلى اعتصام رابعة العدوية؟ ولا ريب أن إجابته ـ دون تشكيك فى النيات ـ ستنحصر فى أن الخروج كان انتصارًا لله ولرسوله، وعودة الرئيس محمد مرسى، تمهيدًا لتطبيق الشريعة، وإقامة دولة الخلافة. وما كان الاجتماع يميدان رابعة العدوية إلا لذلك، واستغاثة بالله ورسوله وملائكته، باعتبار أن الإخوان ـ دون غيرهم ـ أهل الحق، وأهل الصلاح، وأهل التقوى، وجند الله الذين اختارهم على عينه، كيما يعود الإسلام بعد غربة قد طالت، على أيديهم. وبالقطع لو كانت تلك هى البواعث والغايات، لكانت جديرة بالاستشهاد، فى سبيل تحقيقها، ودونها الرقاب حقًا. ولكن للأسف كان هناك خطأ فى الوجهة، وتدليس فى الغاية والهدف. أما الخطأ فى الوجهة فناتج عن طبيعة المحل، فهو يتبنى هذا النهج فى دولة مسلمة، وقد أوقع الخطأ فى الوجهة أصحاب هذا النهج فى خطيئة التكفير، واتهام المجتمع بأنه مجتمع جاهلى، إذ لا محل لنهجه إلا فى مثل هذه البيئة. وقد تبدى ذلك واضحًا فى الشعارات التى جرى رفعها على منصة اعتصام رابعة العدوية، والدعوات التى لو استجيب لها لصب العذاب فوق رؤوس المصريين من السماء صباً . فهل انقلبت دعواتهم عليهم ؟ . هذا من حيث الخطأ فى الوجهة . أما التدليس فى الغاية والهدف، فقد كشف عنه حمزة زوبع ـ الإخوانى ـ فى قناة مكملين الإخوانية، من خلال برنامجه: "منتصف ليل القاهرة"، حين قال: "كنا نعلم أن هذا الاعتصام لن يرد الرئيس مرسى إلى منصبه فى كرسى الرئاسة". إذن فلماذا كان الاعتصام؟ ولماذا كنتم تقولون للناس فى الاعتصام أن مرسى سيعود غدًا أو بعد غدٍ؟ يجيب زوبع: "لأنه كان هناك نوع من الضغط الكبير لكى نعيد المشهد إلى منطقة التفاوض السياسية، أى يخرج الجيش من المسألة، ونتفاوض مع السياسيين، ونتفادى ما حدث فى 3/7". ماذا يعنى هذا الكلام بالنسبة لى، وبالنسبة للمنتمى للجماعة؟ هذا الكلام يعنى لى ـ كغير منتمى ـ تأكيد لوجهة نظرى فى الجماعة . والمفترض أنه يعنى بالنسبة للمنتمى للجماعة ، أن الجماعة قد خدعته ، وراوغته سياسياً ، وتاجرت بالدين من أجل تحقيق مكاسب سياسية ، بل وتاجرت بدماء أتباعها ومحبيها إذ دفعتهم إلى أتون مواجهة غير متكافئة ، ولن تكون ، فقدوا فيها أرواحهم ودماءهم ، وزادت فى المتاجرة بهم أمواتاً ، حين زعمت لهم أنهم من الشهداء بترديد : " قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار " . والدلالة على اعتماد مبدأ المتاجرة بالدين والدماء والأخلاق ، ما أعلنته منصة رابعة من استشهاد الإعلامى الذى اشتهر بـ: "خميس"، ثم ظهوره بعد ذلك بعامين على شاشات التلفاز ليكشف الفرية الكبرى. قد يقال ـ وقد قيل ـ بأن الكلام نزع من سياقه. وقد قال من عرفه موقع أخبار مصر بأنه: " الكاتب والمؤرخ محمد إلهامى " فى معرض دفاعه عن الإخوان ، والرد على الجدل الإعلامى : "“ما أنا شاهد عليه، وما سمعته من شهود عيان، يقضى بخلاف ما قال زوبع، فالإخوان كانوا يظنون حقا أن اعتصام رابعة سيؤدى إلى عودة مرسي، ولم يكونوا يتخيلون أن اعتصاما بمئات الآلاف يمكن اتخاذ قرار بفضه وارتكاب مذبحة هائلة ”. وفى استدلاله على صحة ما ذهب إليه قال : " وهم لم يكونوا يسعون لتفاوض، لأن التفاوض كان معروضا عليهم أصلا منذ لحظة الانقلاب الأولى ورفضوه، كذلك رفضوا وساطات سعى بها كثيرون كمحمد حسان وبعثة الاتحاد الإفريقى وكاترين آشتون وغيرهم.. فلم يكونوا بحاجة إلى الضغط للوصول إلى تفاوض". وهو بذلك كمن استعان على الرمضاء بالنار ، وأن الإخوان رفضوا الوساطات سعياً لإحداث محرقة هولكوستية ، بقصد الترويج إعلامياً لقضيتهم فى الخارج، وكسب المزيد من المؤيدين فى الداخل، وحينئذ كما صرح الإرهابى الهارب عاصم عبد الماجد فى أحد فيديوهاته، حين قال: كنا نعتمد على قوة الحشد فى إحداث انقسام داخل المؤسسة العسكرية . وقول محمد إلهامى كان يقتضى تدخل المؤسسة الأمنية لفض البؤرة السرطانية التى سعى إليها الإخوان، بعد إفشال كل الوساطات من جانب الإخوان، وكان لابد من الإسراع بذلك إذا كان المستهدف هو المؤسسة العسكرية. ويبقى السؤال: ما قولكم فى جماعتكم دام فضلك.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة