محمد نصيح الجابرى يكتب: الدورى المصرى وهيبة الدولة

الأحد، 02 أغسطس 2015 06:00 م
محمد نصيح الجابرى يكتب: الدورى المصرى وهيبة الدولة جماهير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مما لاشك فيه أن الكرة المصرية شهدت تطورا ملحوظا على صعيد الأندية والمنتخبات فى الفترة الأخيرة، بداية بتتويج مصر بكأس الأمم الأفريقية عدة مرات متتالية ومنها أيضا صعود النادى الأهلى إلى مونديال الأندية باليابان وحصوله على العديد من الألقاب الأفريقية ولكن مع بداية ثورة 25 يناير كانت هناك عقبات كثيرة تقف إمام استكمال الدورى المصرى. فربما تحولت كرة القدم من مصدر للسعادة وقضاء الوقت الجميل والتشجيع المثالى إلى مصدر للحزن والانتكاسات والمعارك بين الجماهير ورجال الأمن.

الأمر الذى جعل استمرار الدورى المصرى بهذا الشكل المخيف عقبة كبيرة فى سبيل استعادة هيبة الدولة والتى فقد البعض منها جراء المظاهرات والوقفات الاحتجاجية. والأمر الأكثر شراسة هو امتزاج الكرة بالسياسة. هذا الأمر الخطير أفقد كرة القدم متعتها وجاذبيتها وجعل المدرجات أشبه بساحات ميدان التحرير يطالب فيها بالحقوق تارة ويهان فيها بعض الأشخاص تارة وتمتزج هتافات الجماهير بالأهداف الحزبية لبعض الجماعات تارة. مما اوجب لنا نتيجة ليست فى حسبان بعض الأشخاص إلا وهى الصدام بين رجال الشرطة والجماهير مما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات من الطرفين. فى وقت كانت الدولة المصرية تبحث عن نفسها من اجل استعادة الجزء الباقى من هيبتها والذى ضاع نتيجة كثرة الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات فكنا أشبه بالأفراد الذين يطالبون بحقوقهم من دولة كان الله اعلم بمحنتها.

إذن فاختلاط الرياضة بالسياسية ما هو إلا كاختلاط البنزين بالنار. أشعل فتن من جديد. والعجيب إننا كاتحاد كرة نعلم تمام العلم أن اختلاط الكرة بالسياسة من الأمور التى منعها الاتحاد الدولى لكرة القدم ولكننا. للأسف الشديد وجدنا من يتخذ الجمهور المحب لنادية وسيلة للضغط على الدولة أو الضغط على بعض الأشخاص. وجدنا من يصفى حساباته من بعض الجماهير لمجرد أنها انتقده فى بعض الأحيان. والنتيجة ضحايا وشهداء من طرفين ليسا لهما اى علاقة بتلك الأهداف الخبيثة.

فالشرطة تقوم بواجبها لحفظ الأمن والاستقرار فى وقت استغل فيه العدو الإرهابى الغاشم تلك الحالة للدخول منها لافتراس الدولة المصرية. والجمهور ما هم إلا أشخاص تحب ناديها بقوة وتسعى لتشجعيه مهما كلفها الأمر من عناء ومشقة.

ولذلك لو نظرنا إلى جماعات التشجيع فى إنحاء العالم سنجدها تشجع بكل قوة بل يصل بها الأمر إلى الصدام مع بعضها من اجل ناديها ولكن لم نشاهد أنها أشعلت مدرجات أو اعتدت على منشات الدولة. لأنهم بكل أمانة يدركون أهمية هيبة دولتهم. ولذلك هى دعوة لابتعاد الرياضة عن السياسة. هى دعوة لنبذ الأشخاص الذين يستغلون شعبية أنديتهم من أجل تحقيق مكاسب شخصية. هى دعوة لعودة هيبة الدولة من جديد.

فهيبة الدولة لن تعود بمدرجات خاوية. وإنما تعود بالتزام أخلاقى للجمهور العظيم. والتزام امنى بمساعدة الجمهور على حفظ النظام. ودعونا نخرج من ذلك النفق المظلم والذى ذقنا منه ويلات الدموع والأحزان. وللأسف الشديد هناك البعض من الأشخاص يريدون لنا أن نعود من جديد إلى ما كنا عليه من تشتت ومن فرقه ومن عنصرية ما بين أهلاوى وزملكاوى. ما بين مؤيد ومعارض. نعم أن الإرهاب يريد لنا التشتت وليس الوحدة.. فالأكيد أنه بالالتزام والنظام نحصل على حقوقنا ونحافظ على هيبة دولتنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة