بالصور.. مستشفى الأحرار تعيد مريضا نفسيا لأهله بعد إصابته بغيبوبة..والدة المريض: فقدت الأمل فى عودته منذ شهر رمضان..ابناى الاثنان مريض نفسى وآخر مصاب بضمور بالمخ ووالدهما طريح الفراش ونعيش بدون دخل

إرادة الله أعادت مريضا نفسيا لأهله، بعدما فقدوا الأمل فى عودته.. حكاية تؤكد أن الكون له رب يسيره، فبعد أن ترك الابن والدته ووالده بمستشفى العباسية فى أول شهر رمضان الماضى، وعانوا الأمرين من أجل العثور عليه فى المستشفيات وأقسام الشرطة، تفاجأوا بجيرانهم يخبرونهم بأنه موجود بمستشفى الأحرار بالشرقية، بعد تعرضه لحادث أفقده الوعى.

"اليوم السابع" التقت المريض وأسرته لمعرفة تفاصيل هذه القصة وعرضها على المسئولين عسى أن يجدوا حلا للأسرة، التى تعانى من ضيق الحال.

مجدى مريض نفسى ويتلقى العلاج بمستشفى العباسية

بداية قالت زينب إبراهيم عيسى، والدة مجدى حسن بدوى، وهى تبكى بحرارة، ابنى مجدى تغيب فى يوم 10 من شهر رمضان خلال زيارتنا أنا ووالده لمستشفى العباسية للطب النفسى ليتلقى العلاج النفسى، ولكن لسوء الحظ لم نجد له سريرا ورفض الطبيب إدخاله إلا بعد توفير سرير ليتلقى عليه العلاج.

ابنى خرج يبحث عن الماء ولم أره إلا فى مستشفى الأحرار بالشرقية

وبعدها خرجنا نجلس بحديقة المستشفى أنا ومجدى ننتظر والده، عندها طلب منى مجدى أن يشرب وتركنى ليبحث عن الماء بفناء المستشفى، وانتظرت كثيرًا عودة مجدى ولم يحضر، وعندما جاء والده أخبرته بما حدث وبدأت رحلة البحث عن مجدى ساعات طويلة ولم نفلح فى العثور عليه.

وتنهدت والدة مجدى باكية، كان أمامى أن أخرج بدونه وأصبحت لا أرى من بجوارى من شدة الصدمة وصيام رمضان، وتركت المستشفى متوجهة إلى المنزل، وبحثت عن مجدى فى كل المستشفيات وأقسام الشرطة.

أحد الجيران تعرف عليه وأخبر أهله أنه مصاب بغيبوبة

وتضيف الأم مر 40 يوما على غياب ابنى وكانت المفاجأة عندما أخبرنى جار لى أن مجدى تعرض لحادث وتم نقله لمستشفى الأحرار بالزقازيق، وعندما شاهده فى المستشفى ملقى على سرير المرض لم أصدق أننى أراه من شدة الإصابات، التى تعرض لها نتيجة الحادث، والتى غيرت من شكله.

الأم لديها ثلاثة أولاد منهم مريض نفسى وآخر مصاب بضمور والأب طريح الفراش

وأضافت والدة مجدى، رزقنى الله بولدين وبنت، الابن الأكبر بدوى حسن بدوى 38 سنة مصاب بضمور بالمخ، وذهبت به لمستشفى المعادى عدة مرات، ولم يكمل العلاج ويخرج فى الصباح ويعود فى آخر الليل "على باب الله" ولا يؤذى أحدا والحى بأكمله يساعده ويعيده للمنزل يوميا، والابن الثانى مجدى كان فى كامل قواه العقلية حتى الصف الثانى الإعدادى، وكان من أوائل الطلبة فى المرحلة الابتدائية، ومع دخوله الصف الثالث الإعدادى تولى إدارة محل والده لبيع لوازم السبوع، وخسر كل الفلوس التى نتاجر فيها، عندها بدأ والده يلومه حتى أصابته حالات نفسية، وبدأ يتردد على مستشفى العباسية لتعاطى العلاج وآخر مرة التى غادر فيها المستشفى وأعاده الله لى بمستشفى الأحرار، أما شقيقته أسماء فتزوجت من أحد الجيران.


وأكملت الأم باكية، زوجى مريض يعانى من السكر والضغط والقلب، ونحن نعيش بدون أى دخل رغم أنى أعيش بشقة بالإيجار وآخر كل شهر مطلوب منى تسديد الإيجار وفاتورة الغاز والكهرباء والمياه، وأنا أحمل تلك الهموم وأعيش بدون دخل مطلقا، وأعتمد على أهل الخير بالمنطقة، حتى التأمينات تطالبنا بمبلغ 3 آلاف جنيه لصرف معاش لزوجى، الذى كان مؤمنا عليه أثناء وقوفه بمحل لوازم السبوع، الذى تم إغلاقه كى تصرف معاش الزوجى وأنا الآن مش عارفة أجيب منين.

الأسرة تبيع ملابسها الجديدة لسداد فواتير الكهرباء والمياه والغاز

وأكدت الأم أنها تضطر إلى بيع الملابس الجديدة، التى يقدمها لهم أهل الخير أملا فى سداد فواتير الكهرباء والمياه والغاز، وأكملت "أنا أعيش حياة صعبة وسط زوجى وأولادى المرضى فلا أستطيع معالجتهم أو إطعامهم".

الأم تطلب معاشا ثابتا يغنيها عن السؤال

وطالبت الأم المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بأن ينظر لها بعين العطف ويخصص لها معاشا يغنيها عن السؤال، ويعينها على مصاريف الزوج المريض وأبنائه الاثنين المرضى النفسيين، حيث إنها أصبحت تقيم الآن مع ابنها مجدى بمستشفى الأحرار تاركة أباه وشقيقه دون عائل يعينهم أو يطعمهم.

مدير مستشفى الأحرار: المريض دخل المستشفى فاقد الوعى ويعانى من الغيبوبة

من جانبه قال الدكتور محمد رشاد، مدير عام مستشفى الأحرار بالزقازيق، إن المريض دخل المستشفى بتاريخ 11/7/2015 فى شهر رمضان فجرا بدون مرافقين، نتيجة حادث سير وكان فاقدا للوعى ومجهول الهوية، وكان يعانى من كسور مضاعفة بعظام الساقين وفى غيبوبة تامة بسبب نزيف حاد وعلى الفور تم التدخل الطبى والجراحى واحتاج لتدخلات جراحية أخرى ونقل دم بشكل متكرر، وتم عمل اللازم له رغم خطورة الحالة، حيث ظل فى غيبوبة كاملة لفترة طويلة، ولم نتمكن من معرفة أى تفاصيل عن حياته أو بياناته الشخصية.

الأهالى تعرفوا على مجدى من خلال الفيس بوك

وأضاف محمد رشاد، إننا قمنا بنشر صورته على الفيس بوك بعد مرور أكثر من 30 يوما على دخوله المستشفى واستعادته لوعيه كاملا واستقرار حالته الصحية، ففوجئنا بتعرف أقاربه ووالده ووالدته عليه، وبالتنسيق مع مكتب وزير الصحة تم توجيه المريض إلى أحد مستشفيات محافظة القاهرة حيث محل سكنه وكانت المفاجأة أن أهل المريض يرفضون خروجه من المستشفى لما وجدوه من حسن معاملة واهتمام طبي.