كارثة.. أسود قصر النيل تتحول إلى مجلة حائط لـ"سنجاوى وكشرى".. والجنتل و"عفروتو للبنات فقط".. التماثيل تدخل فى عداد "الآثار" ونحن نتركها ليكتب عليها "افتح علبة الكبريت هتلاقى أربع عفاريت"

السبت، 15 أغسطس 2015 07:34 م
كارثة.. أسود قصر النيل تتحول إلى مجلة حائط لـ"سنجاوى وكشرى".. والجنتل و"عفروتو للبنات فقط".. التماثيل تدخل فى عداد "الآثار" ونحن نتركها ليكتب عليها "افتح علبة الكبريت هتلاقى أربع عفاريت" أسود قصر النيل
كتب شريف إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل استوقفتك يوما الأسود الأربعة التى تحرس النيل العظيم على كوبرى قصر النيل، السباع الأربعة التى منحت الخديو إسماعيل لقب "أبو السباع".. هذه الأسود التى رمزت لعصر ممتلئ بالحضارة فى مصر عندما فكر الخديو إسماعيل فى أن تصبح "القاهرة" قطعة من أوروبا خاصة فرنسا فدعا الفنانين والمبدعين والنحاتين ليعيدوا تخطيط القاهرة ويجعلونها قطعة من النور.. تردى حالها الآن وتحولت رموزها إلى "مجلة حائط" للشخبطة والعبث.. وما أصاب أسود قصر النيل الأربعة يعكس ما حدث بكل "الفنون الجميلة" فى مصر.

أسود قصر النيل فى مكانها على كوبرى النيل منذ عام 1873


والأسود الأربعة التى يتم تشويهها الآن تحتل مكانها على كوبرى النيل منذ عام 1873، وتم عملها من البرونز المفرغ‮ ‬بطريقة التشكيل التشريحى للأعضاء الرئيسية لجسم الأسد وهى تمثل قيمة فنية وتاريخية وحضارية، خاصة أنه قد مضى على وجودها بذلك الموضع أكثر من‮ ‬142‮ ‬عاما،‮ ‬مما أوجد علاقة حميمية بينها وبين المصريين فأصبحت جزءا من تاريخ القاهرة‮، ويرجع تاريخها إلى تكليف الخديو إسماعيل بشريف باشا ناظر الداخلية فى أبريل 1871 بالاتصال بالنحات الفرنسى العالمى ألفريد جاكمار لعمل 4 تماثيل لوضعها بجانب تمثال محمد على باشا الموجود بالإسكندرية واقترح جاكمار بدوره أن تكون تلك التماثيل متوسطة الحجم وكلف لجنة من المثال أوجين جليوم والمصور جان ليون لتتولى مهمة الإشراف على صناعة التماثيل، وخصص مبلغ 198 ألف فرنك للإنفاق على المشروع، تم تصنيع التماثيل من البرونز فى فرنسا ونقلت إلى الإسكندرية ومنها إلى موضعها الحالى على مدخلى كوبرى قصر النيل.

وليست تماثيل الأسود الأربعة القائمة على كوبرى قصر النيل فقط هى إبداعات "ألفريد جاكمار" فى مصر فله العديد من الإبداعات منها تمثال محمد على باشا فى الإسكندرية وتمثال محمد بك لاظوغلى القائم الآن فى ميدان لاظوغلى، وتمثال سليمان باشا.

ومن الأشياء المحزنة أن تماثيل الأسود البرونزية التى قام بنحتها الفنان الفرنسى تعانى من إهمال وإهانة شديدة، واعتاد بعض المخربين تشويهها بكلمات قبيحة، كما لو كانت كشكول ملاحظات يمارسون فيه إبداعاتهم الشخصية، كلما مروا بتلك التماثيل التاريخية العظيمة.

أسود قصر النيل تتحول إلى مجلة حائط لـ سنجاوى وكشرى


وربما لو كان ألفريد جاكمار يعلم أن الأسود البرونزية التى صممها ستتعرض للإهمال والتشويه إلى الدرجة التى يكتب عليها أحد الأشخاص "باسم سنجاوى.. ربنا يفك ضيقته"، لغير رأيه فى القدوم إلى مصر من الأساس أو استبدلها بمنحوتات للقطط والفئران حتى تناسب الحالة المزدرية لتعامل المصريين معها، فهناك بعض الأشخاص الذين لا يعرفون قيمة التاريخ أو الفن، وقاموا باستغلال مواهبهم المقززة فى تدوين أسمائهم وكنياتهم المذرية على هذا التمثال التاريخى.

وشملت التدوينات التى ملأت التماثيل البرونزية، "الجدعان ملهومش مكان، سوما العاشق، افتح علبة الكبريت هتلاقى 4 عفاريت، إسلام القبطان، صلاح مزيكا، أحمد الفنان، قصرى، حسين تيكو، باسم سنجارى ربنا يفك ضيقته، أحمد اللول، عمرو حاحا، هعيش حياتى زى الديب لا ليه صاحب ولا حبيب، بلاله، حسن وزة، محمود سلكة، توتو وفولة وحمادة سكر، I Love you my hero، بويه حمرا، أحمد سليمان درامز، محمد عفروتو، البابا محمد اللبط، الشرقاوى- الفيومى- المنوفى- الزاوية الحمرا- واحد من بولاق، بلوظة ومحشى، كشرى وكتكت شعللة، ونصه وبسمه".

وهنا يأتى السؤال لماذا لا يهتم المسئولون سوى بدهان أجزاء من الكوبرى متجاهلين وجود تلك الآثار البرونزية؟، ولماذا يتراخون عن تخصيص أفراد شرطة لحمايتها باعتباره أثراً تاريخياً مهماً؟، ولماذا لا يقومون بإعادة وضع التماثيل إلى الارتفاع التى كانت عليه مسبقاً؟، حيث كانت تقف على ارتفاع متزن، فى وضع يملؤه الشموخ والقوة والجسارة.

والصور القديمة تؤكد أنه تم نقل تماثيل الأسود الأربعة من الارتفاع العالى التى كانت عليه فى السابق إلى ارتفاع منخفض فى عام 1930، عندما أصبح الجسر غير صالح للاستعمال، وتم تفكيكه ونقلت الأسود الأربعة إلى حديقة حيوانات فى الجيزة، حتى تم الانتهاء من الجسر الجديد، وتم وضعها فى هذا الارتفاع المنخفض.

وعلى العكس من ذلك يحدث لأعمال "جاكمار" فى بلاد العالم الأخرى، حيث الاهتمام الزائد عن الحد والتعامل مع إبداعاته بما يليق به فهو أحد رواد فن النحت خلال القرن التاسع عشر، كما أنه لا يزال واحدا من عدد قليل من النحاتين المعترف بهم على نطاق واسع فى بلدان العالم، تتلمذ تحت يد مجموعة من الفنانين الفرنسيين الكبار من بينهم الرسام بول ديلاروش والنحات جان بابتيست، وتلقى تعليمه فى مدرسة الفنون الجميلة بباريس فى عام 1845، تلقى تعليمه فى مدرسة الفنون الجميلة فى باريس.

وبرع جاكمار فى عمل العديد من التماثيل مختلفة الأحجام سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وكان عاشقاً للأحجار الصلبة وميَّالاً إلى سبك تماثيله بخامة البرونز، إلا أنه اكتسب شهرته فى عمل العديد من الأعمال للحيوانات الكبيرة، وأخذت شهرته فى الازدياد حتى أصبح عضواً فى مجلس العلوم فى باريس، وفى عام 1870 حصل جاكمار على وسام الدوق وهى رتبة أعلى شرفاً من رتبة فارس.

وعرضت أعمال جاكمار الذى ولد بباريس فى 24 فبراير عام 1824، وكان يعرف باسم ألفريد جاكمار وكان يوقع أعماله عادة تحت اسم "A. Jacquemart"فى صالون باريس فى الفترة من 1847 إلى 1879، وحصلت أعماله على عدة ميداليات فى عام 1857، 1863 و1865، وسافر إلى مصر وتركيا، وتم تكليفه من قبل مدينة الإسكندرية، لإنشاء تمثال ضخم عن محمد على باشا.

ومن أهم أعمال الفنان جاكمار تمثال محمد على باشا، فى الإسكندرية عام 1872، الذى فكر الخديو إسماعيل فى إقامته منذ عام ١٨٦٥، والذى بلغت تكلفته حوالى ٢٠٠ ألف فرانك تم دفعها إلى صانع التمثال ألفريد جاكمار، وفى ١٧ مايو ١٨٦٩ تم تخصيص ٨ آلاف جنيه للبدء فى تنفيذه وانتهى جاكمار من التمثال فى ١٨٧٢، وعرض لمدة شهر فى شارع الشانزليزيه بباريس، وفى ١٩ ديسمبر ١٨٧٢ كان الاحتفال الرسمى بإقامته وسط ميدان محمد على الذى كان يتجلى فيه كفارس مهيب يمتطى صهوة جواده، وكأن النصر بات طوع بنانه وبدا واثقا من قوته، أما الفرس فقد مثله جاكمار يخطو فى ثقة وزهو، رافعا قدمه اليمنى عن الأرض، كما نجح الفنان فى تمثيل شعر ورأس الفرس وذيله بواقعية شديدة، وتماثيل الأسود الأربعة القائمة على كوبرى قصر النيل بالقاهرة عام 1873.

كما قام بعمل تماثيل أبو الهول الأربعة أمام نافورة فونتين دو بالميير فى باريس عام 188، وتمثالى الكيميرا، بجوار نافورة سان ميشال فى باريس عام 1860، والأناجيل الأربعة بكنيسة القديس أوجستين فى باريس، وتمثال الصياد والكلاب بحديقة بوتانيك الملكية فى سيدنى عام 1866، وتمثال لويس الثانى عشر على ظهر الخيل، بجوار فندق دى فيل فى شمال فرنسا عام 1869، وتماثيل الأسود الثمانية بجوار نافورة فيليكس ايبويه، فى باريس، عام 1874، وتمثال سليمان باشا، فى القاهرة، عام 1874، وتمثال محمد لاظوغلى بك فى القاهره عام 1874، وتمثال وحيد القرن، فى باريس، عام 1878، وتمثال الجندى فى بفرلى هيلز فى أمريكا.

وتوفى جاكمار فى شقته فى شارع دى بابيليون بباريس فى الرابع من يناير 1896، وتأخرت جنازته حتى 13 يناير حتى وصول ابنه موريس، الذى عاش فى تونس وأقيمت الجنازة فى كنيسة القديس توما د أكين بباريس.


تماثيل  أبو الهول  الأربعه -اليوم السابع -8 -2015
تماثيل أبو الهول الأربعه


تماثيل  الاسود  الثمانية -اليوم السابع -8 -2015
تماثيل الاسود الثمانية


تمثال  الصياد  والكلاب -اليوم السابع -8 -2015
تمثال الصياد والكلاب


تمثال  لويس  الثانى  عشر  على  ظهر  الخيل -اليوم السابع -8 -2015
تمثال لويس الثانى عشر على ظهر الخيل


تمثال  وحيد  القرن   فى باريس عام 1878 -اليوم السابع -8 -2015
تمثال وحيد القرن فى باريس عام 1878


تمثالى  الكيميرا بجوار نافورة سان ميشال فى باريس عام 1860 -اليوم السابع -8 -2015
تمثالى الكيميرا بجوار نافورة سان ميشال فى باريس عام 1860


توقيع  الفنان -اليوم السابع -8 -2015
توقيع الفنان




موضوعات متعلقة..


- كتاب أمريكى يرصد "عنصرية أمريكا".. "بين العالم وأنا" يؤكد: الأمريكيون بنوا إمبراطوريتهم على فكرة "العرق".. وأوباما والدستور عاجزان عن تغيير الواقع








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة