مصطفى عبد اللاه يكتب: هل آن لنا أن نبدأ؟!

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015 12:07 م
مصطفى عبد اللاه يكتب: هل آن لنا أن نبدأ؟! قناة السويس الجديدة - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت احتفالات مصر بقناة السويس الجديدة.. والآن يشرع المصريون فى مشروعات قومية أخرى، آملين أن تكون طريقًا إلى نهضة مصر وازدهارها، وأن تجدد آمال شعبها الذى أرهقته الحروب والنكبات وهده الظلم والطغيان حتى تركه عاجزًا يئن من أوجاعه "ولا يجد من يحنو عليه"!

ولكى تعود إلى مصر روحها العفية وقدرتها على الانطلاق إلى آفاق المستقبل؛ ليس هناك من سبيل إلا بكلمة واحدة: التخطيط.
لدينا وزارة بهذا الاسم.. لكن ليس هذا ما أعنيه، ما أعنيه هو التخطيط التكاملى، بحيث يُنشأ فى كل وزارة قطاع خاص تكون مهمته دراسة كل ما يقع تحت إشراف وزارته، وما يعانيه من مشكلات، وأوجه النقص أو التقصير ... إلخ، ويضع الحلول (العلمية) التى من شأنها إصلاح الخلل، بالتعاون مع الوزارات الأخرى.. ويبحث هذا القطاع فى كل صغيرة وكبيرة تتعلق بوزارته..

فمثلًا: فى وزارة التربية والتعليم: يقوم هذا القطاع بمسح شامل للمدارس، وما فيها من أوجه النقص أو الكفاءة، ومناهج التعليم وما ينقصها لتكون على غرار الدول المتقدمة، ومشاكل المدرسين والطلبة، والمشكلات الإدارية.. وطرق الامتحانات والبدائل الأخرى التى يمكن تطبيقها للقضاء على أساليب الصم ولإنهاء الغش ومافيا الدروس الخصوصية.. ووضع جدول زمنى لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، ومن الممكن، بل من الواجب التعاون مع وزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة لتثقيف الطالب والمدرس أيضًا، عن طريق زيارات ميدانية للمتاحف والمسارح ودار الأوبرا والحدائق الثقافية وقصور الثقافة... إلخ، بهدف تكوين عقلية الطالب وبناء وجدانه وغرس المفاهيم الثقافية والجمالية فى قلبه منذ طفولته، لينشأ محبًّا للقراءة والفنون وتأمل الجمال، وتنمية المواهب التى يمكن فى المستقبل أن تجعل من هؤلاء الصغار أدباء وفنانين ومبدعين كبارًا.. يحق لنا أن نحلم بقامات مثل رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده وطه حسين ويحيى حقى ونجيب محفوظ ومحمود مختار وعبد الوهاب وأم كلثوم... إلى آخر هذه الكوكبة من النجوم التى أضاءت سماء المحروسة فى القرن الماضى.

يمكن أيضًا أن تتعاون وزارة التعليم مع وزارة الزراعة لإنشاء مزارع صغيرة، أو مزارع سمكية أو حيوانية، أو معامل للألبان ومشتقاتها، فى المزارع التابعة لوزارة الزراعة.

كذلك من الواجب أن يكون هناك تنسيق بين وزارة التعليم ووزارة البحث العلمى، لرعاية المواهب وتنمية روح الابتكار والبحث العلمى، لعل وعسى أن يخرج من بينهم فاروق الباز أو أحمد زويل أو مجدى يعقوب..

التخطيط والتنسيق وتوحيد الجهود بين الوزارات المختلفة سيخلق فرصًا هائلة لأبنائنا، وقبل ذلك لتقدم مصرنا العزيزة لكى تحجز لنفسها مقعدًا فى طليعة الأمم القوية والمتحضرة.

ومن المهم أيضًا إشراك المجتمع المدنى ورجال الأعمال، وحثهم على المبادرات الشخصية لإحياء العلوم والفنون، وتنشئة جيل جديد يقود البلاد صوب الحضارة والمدنية والتفوق فى كل مجال. فهل آن لنا أن نبدأ؟!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة