انسحاب بعض الشخصيات من اجتماع قيادة طالبان يثير احتمال الانقسام.. وزعيم الحركة الجديد يدعو إلى الوحدة فى صفوف حركته.. والسلطات الباكستانية تزيل حى "مخيم الأفغان" العشوائى بعد مقتل الملا عمر

السبت، 01 أغسطس 2015 06:46 م
انسحاب بعض الشخصيات من اجتماع قيادة طالبان يثير احتمال الانقسام.. وزعيم الحركة الجديد يدعو إلى الوحدة فى صفوف حركته.. والسلطات الباكستانية تزيل حى "مخيم الأفغان" العشوائى بعد مقتل الملا عمر الملا عمر
وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا زعيم حركة طالبان الجديد الملا اختر منصور فى أول رسالة صوتية له بثت السبت إلى "الوحدة" فى صفوف حركته بعد تقارير حول صعود أصوات معارضة إثر تسميته على رأس تلك المجموعة الإسلامية المتطرفة.

وقال الملا اختر منصور، خليفة الملا عمر، بعد تسلمه زعامة الحركة "علينا أن نعمل للحفاظ على وحدتنا.. إن الانقسامات فى صفوفنا لا تخدم سوى أعدائنا وتسبب لنا الضرر".

وفى رسالة صوتية مسجلة من 33 دقيقة، قال الملا منصور: إن تمرد حركة طالبان مستمر ونصح مريدى الحركة بعدم الاستماع إلى الشائعات. وأعلنت حركة طالبان الجمعة تعيين الملا اختر منصور زعيما جديدا لها خلفا لمؤسسها الملا عمر، بعدما أكدت يوم الخميس نبأ وفاته من دون تحديد تاريخها.

وأضاف الملا منصور، أن "هدفنا وشعارنا هو تطبيق الشريعة وإقامة نظام إسلامى، وسنواصل جهادنا حتى تحقيق ذلك".. وتطرق الى محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية من دون توضيح ما إذا كان داعما لها.

ونظمت باكستان فى مطلع يوليو اللقاء الرسمى الأول بين قياديين من طالبان وممثلين عن حكومة كابول من أجل إطلاق محادثات سلام فعلية بإشراف الولايات المتحدة والصين.. وكان من المفترض أن تبدأ جولة ثانية من محادثات السلام فى باكستان الجمعة، إلا أن إسلام أباد أرجأتها بسبب "الغموض" الناجم عن وفاة الملا عمر و"نزولا عند طلب من حركة طالبان الأفغانية".

السلطات الباكستانية تزيل حى "مخيم الأفغان" العشوائى


من جانبها أزالت السلطات الباكستانية خلال الأسبوع الجارى حى "مخيم الأفغان" العشوائى فى العاصمة إسلام أباد، مما دفع آلاف الأشخاص إلى الشوارع باسم "القانون والنظام".

وبينما كانت وسائل الإعلام منشغلة بالأنباء عن وفاة زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر ومالك إسحق، زعيم جماعة عسكر جنقوى الإسلامية المسلحة، التى تقف وراء العديد من الهجمات المذهبية، وصلت الجرافات فجرا لتدمير أكبر حى عشوائى فى العاصمة الباكستانية.. وأوقف المقيمون والناشطون، الذين اعترضوا طريق هذه الآليات الثقيلة.

ومنذ حوالى ثلاثين عاما، يكتظ "مخيم الأفغان" باللاجئين الأفغان والعمال المياومين القادمين من شمال غرب البلاد.. والحى الواقع على مساحة واسعة عند مدخل العاصمة يتألف من بيوت من الطين بين برك من المياه الآسنة.

بعد انتهاء عمل الجرافات، عاد السكان يتفقدون أنقاض بيوتهم وبينهم أشرق خان، الذى يشعر بالإحباط.

وقال الرجل، الذى فر من سوابى فى شمال باكستان فى ثمانينيات القرن الماضى ليقيم فى هذا الحى العشوائى، الذى يضم الملايين من صغار الكسبة فى باكستان "لا أعرف ماذا سأفعل ولا إلى أين أذهب".

وحى "أفغان باستى" المغبر، حيث لا تتوفر مياه جارية ولا شبكة للصرف الصحى ولا كهرباء يتعارض مع منظر التلال الخضراء التى تحيط بالعاصمة الباكستانية.. وهو آخر ضحايا الحرب، التى تشنها السلطات على ما تعتبره ملاذًا للصوص والإسلاميين الأفغان.

وقال ناطق باسم سلطة تطوير العاصمة رمضان ساجد، إن أراضى هذا الحى العشوائى منحت إلى متعهدين منذ فترة طويلة.

وأضاف الناطق باسم هذه الهيئة الأقرب إلى مجلس بلدى غير منتخب، أن "المحكمة العليا فى إسلام أباد أعطتنا الأمر بإزالة كل هذه الأحياء العشوائية غير القانونية"، مشيرا إلى أنه "ليس هناك بديل ولا تعويضات لأن هؤلاء الناس لا يحق لهم العيش هنا إطلاقًا".

لكن فى الولايات الباكستانية الأخرى هناك قوانين تنظم قضية هذه الأحياء وتنص على إعادة إسكان أهلها أو منحهم تعويضات فى حال إزالتها.

ويلقى تدمير الأحياء العشوائية تأييد البيروقراطيين والنخبة المحلية، لكنه يدل قبل كل شىء على أزمة سكن فى بلد يضم حوالى مائتى مليون نسمة وتبقى فيها الأراضى قيمة مرجعية ثابتة.

وقال عارف حسن، أحد أشهر مهندسى تخطيط المدن فى باكستان، إن "الأرض هى الذهب الجديد".. وأضاف أن ثلاثين بالمائة من سكان المدن فى باكستان يعيشون فى أحياء عشوائية.

أما الأستاذ الجامعى، عاصم سجاد اختر الناشط فى الدفاع عن سكان هذه الأحياء، فيصب جام غضبه على السلطات، التى يتهمها باستهداف أحياء اتنية البشتون بشكل خاص المقامة بين شمال باكستان وجنوب أفغانستان والتى شكلت تاريخيا مناطق استقطاب لحركة طالبان.

لكن سكان هذه الأحياء التى يعيش فيها آلاف المسيحيين أيضا يقولون: إنهم ليسوا سوى من صغار الكسبة ويحترمون القانون ويبحثون عن مسكن بسعر معقول فى المدينة فى بلد لا يتجاوز فيه الأجر الشهرى للعمال المياومين المائة دولار شهريًا.

وبعد تدمير الحى بدون أن يكون لديهم مكان آخر للعيش فيه، يقول عدد كبير من السكان إنه لا خيار لديهم سوى بدء حياتهم من جديد فى أراض شاغرة أخرى ستتحول تدريجيًا إلى أحياء عشوائية جديدة.

وقال العامل المسن محمد عبد الله وقد بدا عليه التعب: "إذا هم قاموا بتدمير بيوتنا، فعلينا نحن أن نجد مكانًا آخر نعيش فيه".

خلال الاجتماع الذى عقدته حركة طالبان هذا الأسبوع، حيث اختير الملا اختر محمد منصور زعيمًا جديدًا للحركة انسحب عدد من كبار الأعضاء فى الحركة بينهم شقيق الزعيم الراحل الملا عمر وابنه للتعبير عن احتجاجهم.

ويمثل التعبير عن المعارضة داخل قيادة الحركة أوضح مؤشر حتى الآن على التحديات، التى يواجهها منصور فى توحيد الجماعة المنقسمة بالفعل بشأن ما إذا كان يجب أن تواصل محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية وتواجه خطرا خارجيا جديدا ألا وهو تنظيم الدولة الإسلامية.

ومن المرجح أن تتسع هوة الانقسامات داخل قيادة طالبان بعد أن تأكدت هذا الأسبوع وفاة الملا عمر مؤسس الحركة.

ويؤيد منصور- نائب عمر الذى كان الزعيم الفعلى للحركة منذ سنوات- إجراء المحادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 13 عاما.. وأرسل فى الآونة الأخيرة وفدا لاجتماعات افتتاحية مع مسئولين أفغان واستضافتها باكستان جرت الإشادة بها بوصفها انفراجة.

لكن منصور (50 عامًا) يواجه خصومًا أقوياء داخل الحركة يعارضون المفاوضات، ويسعون ليتولى يعقوب ابن الملا عمر قيادة طالبان.

وقال ثلاثة أشخاص حضروا اجتماع مجلس الشورى: إن يعقوب وعمه عبد المنان شقيق الملا عمر الأصغر كانا بين عدة شخصيات انسحبت من اجتماع القيادة يوم الأربعاء، الذى عقد فى مدينة كويتا بغرب باكستان.

وقال أحد المصادر وهو عضو كبير فى طالبان بكويتا "فى الحقيقة لم يكن اجتماعًا لمجلس قيادة طالبان. منصور لم يدع سوى أعضاء من مجموعته ليمهد الطريق لانتخابه.. وعندما لاحظ يعقوب وعبد المنان ذلك غادرا الاجتماع."

ومن بين من يعارضون قيادة منصور الملا محمد رسول والملا حسن رحمانى وهما شخصيتان بارزتان فى طالبان لكل منهما قاعدة مؤيديه ويدعمان يعقوب.

لكن منصور تلقى دفعة فى وقت متأخر اليوم الجمعة حين حصل على تأييد مفاجئ من خصمه لفترة طويلة القائد الميدانى عبد القيوم ذاكر، الذى كان مسجونا فى معتقل جوانتانامو الأمريكى فى كوبا.

وفى خطاب نشر على موقع طالبان على الإنترنت كتب ذاكر يقول: إنه قرأ تقارير "عن أن هناك خلافات بينى وبين الملا اختر محمد منصور. دعونى أؤكد أن هذا غير صحيح."

وأكد نصر الله أخوند، وهو قيادى فى طالبان قريب من ذاكر فى اتصال هاتفى أن ذاكر كتب الخطاب.

وعقد اجتماع مجلس الشورى خارج كويتا، حيث يقيم العديد من قادة طالبان منذ سقوط نظامهم الحاكم فى أعقاب التدخل العسكرى، الذى قادته الولايات المتحدة عام 2001.

وقال جريم سميث، وهو كبير محللى الشؤون الأفغانية فى مجموعة الأزمات الدولية إن منصور يقود أقوى فصيل فى طالبان ويبدو أن معظم المتحدثين باسم الحركة ومواقعها الإلكترونية وبياناتها تحت سيطرته.

لكنه قال: إن بعض مسئولى المخابرات يقدرون أن منصور ليست له سيطرة مباشرة سوى على نحو 40 فى المئة من المقاتلين فى الميدان.

وقد يجعل هذا من الصعب عليه تنفيذ أى اتفاق لوقف إطلاق النار قد تتمخض عنه المحادثات فى المستقبل.

وتقول مصادر مطلعة على شئون حركة طالبان: إن منصور أثار انتقادات جديدة حين أرسل وفدا من ثلاثة أفراد للاجتماع مع مسئولين أفغان فى منتجع مورى الباكستانى فى وقت سابق من الشهر الجارى.

وكان أكثر من أثارت هذه الخطوة غضبهم أعضاء المكتب السياسى لطالبان فى قطر الذين يصرون على أنهم هم الوحيدون المخولون بالتفاوض.

وقال قيادى فى طالبان يقيم فى كويتا "الناس.. لم يكونوا راضين عندما اتفق الملا منصور مع باكستان.. على عقد اجتماع مع كابول."

وأضاف "لم يتم التشاور مع مكتب قطر قبل اتخاذ هذا القرار المهم"

ووفقا لمصدر آخر من طالبان مقرب من القيادة فقد أرسل مجلس شورى كويتا فريقا من ستة أفراد للعاصمة القطرية الدوحة للاجتماع مع طيب أغا أحد قياديى المكتب السياسى للحصول على التأييد لمنصور.

العلاقات مع باكستان


تهدد الخلافات بأن تنقسم طالبان رسميا كما تفتح المجال أمام تنظيم الدولة الإسلامية المنافس، الذى اجتذب بالفعل قادة منشقين من طالبان أفغانستان وباكستان.. وبايعت حركتان أفغانيتان متشددتان تنظيم الدولة الإسلامية هذا الشهر وقد تحذو جماعات أخرى حذوهما.

وعلى الرغم من التهديدات الداخلية والخارجية، فقد سيطر مقاتلو طالبان على أراض فى أفغانستان، حيث يحاولون الإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب.

وخلال هذا الأسبوع سقطت ضاحية أخرى فى جنوب البلاد فى أيدى المقاتلين، الذين استغلوا غياب معظم قوات حلف شمال الأطلسى بعد انسحابها فى نهاية العام الماضى.

ويواجه منصور انتقادات من معارضيه بسبب قربه الشديد من جيش باكستان الذى لطالما اتهم بدعم التمرد فى أفغانستان للحفاظ على نفوذه فى المنطقة.

وضغطت باكستان بشدة على قادة طالبان فى أراضيها للجلوس إلى مائدة المفاوضات بطلب من الصين والرئيس الأفغانى أشرف عبد الغنى.

لكن الكثير من أعضاء طالبان وبعض المسئولين الأفغان يخشون أن تكون المحادثات الأخيرة حيلة من باكستان لتحتفظ بالسيطرة، وهو أمر تنفيه إسلام أباد.

وقال سيف الله محسود الباحث بمركز فاتا للأبحاث ومقره إسلام أباد: إن منصور لا يملك رفاهية استعداء باكستان.

وقال "بغض النظر عمن هو المسئول عن طالبان فى أفغانستان فإنها لن يكون أمامها خيار سوى إقامة علاقات طيبة مع الدولة الباكستانية. إنها مسألة تتعلق بغريزة حب البقاء."

وتابع قوله "لا أعتقد ان هذه الموافقة على الذهاب لمائدة المفاوضات تحددت بناء على الشخصية بل بناء على الظروف."

ورغم المعارضة لا يزال منصور يتمتع بقاعدة تأييد قوية داخل طالبان وإذا استطاع أن يحافظ على وحدة الحركة فقد يقود ذلك إلى حقبة جديدة للمتشددين.

وقالت بيتى دام وهى مؤلفة كتاب عن سيرة الملا عمر يصدر فى وقت لاحق إن غياب الزعيم الأعلى أصاب الكثير من مسئولى الحركة بالشلل.

وقالت "إذا حصل (منصور) على المصداقية فربما لا تكون خلافته للملا عمر الخفى أمرا سيئا." (

بى بى سى: جلال الدين حقانى توفى قبل نحو عام


كان جلال الدين حقانى، أحد قادة حرب العصابات ضد القوات السوفيتية التى احتلت أفغانستان فى الثمانينيات، وأفادت مصادر مقربة من شبكة حقانى المسلحة فى أفغانستان لبى بى بى أن جلال الدين حقانى، مؤسس الجماعة المسلحة، قد توفى قبل نحو عام.

وأضافت المصادر أن حقانى توفى بعد معاناة مع المرض لفترة طويلة ودفن فى أفغانستان.. وكانت شائعات انتشرت بشأن موت حقانى لبعض السنوات بيد أن الجماعة المسلحة لم تؤكد بشكل رسمى حتى الآن خبر وفاته.

وتقف شبكة حقانى وراء العديد من الهجمات المسلحة المنسقة على القوات الأمنية الأفغانية وقوات حلف الناتو فى السنوات الأخيرة.

ويُعتقد أن نجل حقانى، سرج الدين حقانى، هو الذى يدير فعليا هذه الجماعة المسلحة.. ولشبكة حقانى صلات بتنظيم القاعدة وجماعة طالبان.. وكان جلال الدين حقانى أحد قادة حرب العصابات ضد القوات السوفيتية التى احتلت أفغانستان فى الثمانينيات.

واعترف مسئولون أمريكيون أنه فى هذه الفترة كان يشكل عنصرا ثمينا بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سى آى أيه".

بيد أنه ارتبط لاحقا بحركة طالبان بعد سيطرت على السلطة فى أفغانستان فى عام 1996.. وخدم حقانى وزيرا فى حكومة طالبان بقيادة الملا عمر.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة