أفكار قتلت أصحابها..

الجعد بن درهم.. اتخذه خالد القسرى "أضحية" فى العيد وذبحه فى المسجد

الخميس، 09 يوليو 2015 12:00 ص
الجعد بن درهم.. اتخذه خالد القسرى "أضحية" فى العيد وذبحه فى المسجد أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مِن على منبر رسول الله وقف حاكم البصرة خالد بن عبد الله القسرى فى يوم الأضحى، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه، قال: أيها الناس انصرفوا إلى منازلكم وضحوا -بارك الله لكم فى ضحاياكم-، فإنى مضحٍ اليوم بالجعد بن درهم.. ثم حمل "سيفه" وذبحه أمام المصلين وهم ينظرون.

ما الجريمة التى ارتكبها الجعد بن درهم والتى وصلت به إلى هذه النهاية، وما القلب الذي يملكه "خالد بن عبد الله القسرى" لينفذ هذا الأمر فى حرمة الجامع واليوم والناس والروح، وأى تطرف كان يسيطر فى هذه الآونة حتى ينتهى "المفكرون" دماء تسيل على أرض الله المقدسة.

المدافعون عن القتل والشامتون فى "الجعد بن درهم" رأوا أنه جاء بأمر عجبا، فـ"الجعد" أول من قال بـ"نفى الصفات"، وهو أول من حفظ عنه فى الإسلام مقالة "التعطيل"، وكان الذى تكلم به فى صفتين: أنكر صفة التكليم فنفى أن يكون الله قد كلم موسى تكليما، وأنكر صفة الْخُلَّة،فذهب إلى استحالة أن يتخذ الله إبراهيم خليلا، إذن فقد أنكر على الله صفتين، لكن هاتين الصفتين ترجع إليها جميع الصفات؛ لأن إنكاره للكلام إنكار للشرائع والنبوات والكتب المنزلة، فالله -تعالى- تكلم وأرسل الرسل، وأنزل الكتب بالكلام، فمن أنكر كلام الله معناه أنكر الكتب المنزلة والرسل، وأنكر الشرائع.

وقد سعد كثير من العلماء على مر التاريخ بما حدث للجعد بن درهم، ومن ذلك ابن القيم فى "الكافية الشافية" أثنى على "القاتل" خالد القسرى قائلا: ولذا ضحى بجعد خالد القسرى/ يوم ذبائح القربان/ إذ قال ليس إبراهيم خليله/ كلا ولا موسى الكريم الدانى/ شكر الضحيةكل صاحب سنة/ لله درك من أخى قربان.

وذهب آخرون إلى أن ذلك "أفضل وأعظم أجرا من الأضحيات؛ لأن هذه فيها قطع لدابر الفتنة والشر والفساد، ثوابها أعظم من ثواب الأضحية"


أما المترفقون بـ"الجعد بن درهم" فيرون أن "الجعد" أراد أن يبالغ فى توحيد الله وتنزيهه، مما دفعه إلى القول بنفى الصفات التى توحى بالتشبيه وتأويلها، ومن بينها صفة الكلام، مما أدى به إلى أن يقول بخلق القرآن، وقيل أنه تأثر فى قوله هذا بـ"أبان بن سمعان" الذى كان أول من قال بخلق القرآن.

ويعتبر الجعد بن درهم هو أستاذ "الجهم بن صفوان" مؤسس "الجهمية" والتى اختلف العلماء فى موقعها من الدين فقد كفَّرهم البعض بالإطلاق، ورأى آخرون أنهم أهل بعة ووذهب علماء معتدلون بعض الشيء إلى تكفير الغلاة.

سواء اتفقنا أو اختلفنا مع أفكار "الجعد بن درهم" لكن تظل طريقة القتل وظروفها سبة فى أعناق من فعلوها، لأنهم بفعلتهم كانوا أكثر جرأة على حرمة الدين من "الجعد" الذى أصاب وأخطأ.


موضوعات متعلقة..


أفكار قتلت أصحابها.. قصة قتل السهروردى من الحبس حتى الموت بأمر صلاح الدين الأيوبى








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم ذكى

رحم الله الجعد

رجل بيفهم وكلامة صحيح بس هنعمل اية للسفاحين؟

عدد الردود 0

بواسطة:

zmn

رحم الله الأمير خالد بن عبدالله القسري البجلي

قطع رأس الخبيث وهي اعظم اضحية بقطع رأس الفتنه

عدد الردود 0

بواسطة:

zmn

رحم الله الأمير خالد بن عبدالله القسري

قال ابن القيم ولأجل ذا ضحَّى بجعدٍ خالدُ الـ ـقسريُّ يومَ ذبائحِ القربانِ إذ قال إبراهيمُ ليس خليلَهُ كلا ولا موسى الكليمُ الداني شكر الضحيَّةَ كلُّ صاحبِ سنَّةٍ لله درُّك من أخي قربانِ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة