الأزهر يضع اللمسات النهائية لوثيقة "تجديد الخطاب الدينى".. الوثيقة تشدد على أن التجديد ليس مسئولية المشيخة وحدها.. وتفضح الإرهاب والجماعات الداعمة له.. وتوصيات وبرنامج بمشاركة جميع الفئات

الثلاثاء، 07 يوليو 2015 02:49 م
الأزهر يضع اللمسات النهائية لوثيقة "تجديد الخطاب الدينى".. الوثيقة تشدد على أن التجديد ليس مسئولية المشيخة وحدها.. وتفضح الإرهاب والجماعات الداعمة له.. وتوصيات وبرنامج بمشاركة جميع الفئات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيام قليلة ويعلن الأزهر الشريف عن أحدث وثائقه، وهى وثيقة تجديد الخطاب الدينى والتى عقد لها ثلاثة اجتماعات حتى الآن شارك فيها جمع كبير من المثقفين والعلماء، فى محاولة من الأزهر لإيجاد صيغة وتعريف يتفق عليه الجميع لمصطلح تجديد الخطاب الدينى، حيث ستعلن عقب عيد الفطر المبارك.

الوثيقة تتضمن البراءة من الجماعات الإرهابية


علم "اليوم السابع" أن الوثيقة تضمنت العديد من البنود تدور حول تعريف مصطلح تجديد الخطاب، والبراءة من الجماعات الإرهابية، وستتبنى الوثيقة هموم الطبقات الفقيرة التى تعانى المرض والفقر والجهل، وترسيخ مبادئ تكافؤ الفرص وإشاعة التدين السلوكى بدلاً من التدين الشكلى، ومواجهة الخطر الذى أصبح يهدد الدين نفسه من خلال تشويه معالمه، وذلك من خلال تصحيح الصورة الذهنية لحقيقة التدين الذى ينسجم مع النفوس البشرية كما أراده الله لعباده، بعيدًا عن أى نوع من الوصاية ممن يزعمون أنهم يحكمون على أعمال الناس ونواياهم، ويجب أن يرتكز على تعميق الوعى بالمقاصد الشرعية، وأن يكون الخطاب عالميًّا شموليًّا ينمى علاقة المسلم بربه ويحفظ أمن مجتمعه ويدعو إلى الاستقرار وإعمار الأرض.

كما علم "اليوم السابع" أن المشاركين انتهوا من المناقشات وتم تسليم ملاحظاتهم على الصياغة النهائية للوثيقة للأديب صلاح فضل، من أجل صياغتها على أن يكون هناك اجتماع رابع للاتفاق على الصياغة النهائية تعلن عقبها.

شيخ الأزهر: يجب النص على عدم المساس بما هو قطعى الثبوت والدلالة


وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر: إن هناك خطة تتربص بالإسلام وبالحلم الذى نسير إليه فى وطننا الغالى مصر، وهذه الخطة تستهدف زعزعة أمن البلاد والعباد، لافتًا إلى أن هناك دولًا أخرى تقوم على الكيل بمكيالين وتحرص على إفقار الآخر، وليس عندهم أى مانع من تصدير الموت أو السلاح فى سبيل اغتنائهم وتحكمهم فى مصير الشعوب.

وأضاف خلال لقائه أمس عددا من كبار المثقفين والمفكرين وعلماء الأزهر، لمناقشة آليات وضوابط تجديد الفكر الدينى، وسبل حماية المجتمع من الفكر المتطرف ونزعات التحلل التى باتت تهدد الاستقرار والأمن المجتمعى، أنه يجب التركيز على القيم الإنسانية والمفاهيم التى نحن بحاجة إليها فى مجتمعاتنا، كالتراحم، والتكافل، والعدالة الاجتماعية، فليس من الإسلام أن تعيش طبقة صغيرة فى برج عاجى، بينما لا تجد الأغلبية ما تقتات به، كما يجب النص على عدم المساس بما هو قطعى الثبوت والدلالة، حتى لا يدعى أحد أن التجديد يمتد إلى هذه الثوابت، التى لا يمكن أن تتغير.

وأشار إلى أن الأزهر يتحرك بخطًى ثابتة نحو تجديد الفكر الإسلامى، ويجب أن يتحرك كلٌّ فى مجاله، وأن يقوم بواجبه فى مصر والعالم الإسلامى، مضيفًا: أن الأزهر سيتواصل مع كل الأطراف المعنية بقضية التجديد من أجل إصدار وثيقة تجديد الفكر الدينى على غرار الوثائق السابقة التى أصدرها الأزهر الشريف ونالت القبول فى الداخل والخارج.

المشاركون: لا بد من ضرورة استلهام مقاصد الشريعة واستحداث المبادئ الموائمة لروح العصر


من جانبهم، أكد المشاركون أن هناك عددًا من المنطلقات والآليات التى تضمن إصلاح الخطاب الدينى وتجديد الفكر الإسلامى الذى يجب أن يلتزم بالضوابط العلمية والشروط المنهجية والأصول الدينية فى الاجتهادات الحيوية التى تمس عقائد الناس وشرائعهم، مع عقد ندوات علمية متخصصة تدرس أوضاع المجتمعات العربية الحديثة وما تعانيه من قصور فى فهم الأُطر الكلية للتشريع الإسلامى وتاريخه وتطوره.

ورأى المشاركون أنه لا بد من ضرورة استلهام مقاصد الشريعة واستحداث المبادئ الموائمة لروح العصر وتحولات الزمن وتغليب المصالح العليا للأمة والمنافع الضرورية للمجتمع، ومراعاة العهود والمواثيق الدولية، مشددين على أن الأزهر الشريف يستوعب كل الآراء والرؤى.

وأكد المشاركون أنه يجب حشد كل طاقات الأمة التى مزقتها الصراعات لتنمية المجتمعات والعلوم مع الحفاظ على التراث الحضارى، والالتزام بالثوابت فيما يمس عقائد الناس بما لا يؤدى إلى حدوث الفتن ولا تتطرق خارج نطاق البحث، ويجب أن نضع ضوابط حتى يتم ممارسة الخطاب الدينى على نحو كامل ومقنع.

وأضاف المثقفون أن حجم المجهود الذى تبذله مؤسسة الأزهر كبير، وهى المنوط بها طول التاريخ تجديد الفكر الدينى، ولذلك لا يجب ألا نضع الأزهر فى موضع الدفاع عن النفس، وهو يقوم بواجبه.

ورأى المشاركون ضرورة التركيز على أن يكون الخطاب الدينى منحازًا للطبقات المهمشة، ومقاومًا للاستبداد الشخصى والاجتماعى، الذى يخلق بؤرا فكرية مع مراعاة العدالة الاجتماعية، وترقية الروح، وإشاعة التدين السلوكى، بدلا من التدين الصورى.

تجديد الخطاب الدينى ليس مسئولية الأزهر وحده


الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وأحد المشاركين فى الوثيقة، شدد فى تصريحات له على أن تجديد الخطاب الدينى ليس مسئولية الأزهر وحده، وإنما لابد أن تشارك فيه كل المؤسسات، لمواجهة تزييف الحقائق واستقطاب الشباب من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية.

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أنه تم عمل مداخلات من قبل المثقفين والمفكرين خلال اللقاء، وأدلى كل منهم بدلوه حول مفهوم تجديد الخطاب الدينى، والقضايا التى لها أولوية كبرى لمناقشتها، لافتا إلى أنه سيتم التركيز على المعالم الحقيقة للإسلام، عند إصدار الوثيقة.

وأضاف أن الوثيقة لن تكون مجرد توصيات فحسب، وإنما ستكون برنامجا شاملا يتم تطبيقه على أرض الواقع، وستشارك فيه جميع المؤسسات، للتصدى للجماعات الإرهابية.

التركيز على فئة الشباب


من جانبه قال الدكتور عبدالفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بنين بجامعة الأزهر بالقاهرة، لـ"اليوم السابع"، إنه تم الاتفاق خلال اللقاء، على مشاركة جميع مؤسسات الدولة فى عملية تجديد الخطاب الدينى، وعدم قصرها على المؤسسة الدينية فقط، وسيتم التركيز فى وثيقة تجديد الخطاب الدينى على فئة الشباب، لتحصينهم من الأفكار المتطرفة، وتحذيرهم من استقطاب الجماعات الإرهابية لهم.

بعض المشاركين فى الوثيقة


وستحمل الوثيقة أسماء المشاركين فى إعدادها ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الكاتب أحمد المسلمانى، والدكتور عمرو عبد السميع، والدكتورة سناء البيسى، ومدحت العدل، وسكينة فؤاد، وعمار على حسن، وجمال الغيطانى، ويوسف القعيد، وأحمد عمر هاشم، والدكتور محيى الدين عفيفى، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، والدكتور أحمد كريمة، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، والدكتور محمد كمال إمام، والدكتور عباس شومان، والمستشار محمد عبد السلام، والدكتور جابر نصار، والدكتور عبد الفتاح العوارى، والدكتور مصطفى الفقى، والدكتور عبد الحى عزب، وصلاح فضل.

كما شارك فى اللقاءات الدكتور على جمعة، والدكتور محمد رأفت عثمان، والدكتور أحمد معبد عبد الكريم، والدكتورة منى مكرم عبيد، والدكتور محمود حمدى زقزوق، والإعلامى معتز عبد الفتاح، ويحيى قلاش نقيب الصحفين، ومحمود مسلم وآخرين.

خمس وثائق صادرة عن الأزهر


يذكر أن الأزهر أصدر 5 وثائق له قبل ذلك، أولها فى يونيو 2011 وثيقة "مستقبل مصر" وفى 31 أكتوبر 2011 أصدر الأزهر وثيقة الربيع العربى، وفى يناير 2012 أصدرت المشيخة وثيقة الأزهر للحريات والفن والابداع، وبعدها أصدر الأزهر وثيقة نبذ العنف فى يناير 2013 والذى وقعت عليها كل القوى السياسية والإسلاميين من الإخوان والسلفية، وفى يونيو 2013 أقرت وثيقة الأزهر لحقوق المرأة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى

ليست بالوثائق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة