طالبان تعيد ترتيب أوضاعها بعد الإعلان عن وفاة الملا عمر.. الحركة تختار الملا منصور زعيما جديدا واختيار نائبين.. القائد الجديد مؤيد لمحادثات السلام مع السلطات الأفغانية.. ومواجهة داعش أبرز التحديات

الجمعة، 31 يوليو 2015 11:54 ص
طالبان تعيد ترتيب أوضاعها بعد الإعلان عن وفاة الملا عمر.. الحركة تختار الملا منصور زعيما جديدا واختيار نائبين.. القائد الجديد مؤيد لمحادثات السلام مع السلطات الأفغانية.. ومواجهة داعش أبرز التحديات الملا محمد عمر الزعيم السابق لحركة طالبان
كابول : أف ب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ببدأت حركة طالبان الأفغانية فى إعادة ترتيب أوضاعها من جديد بعد الإعلان عن وفاة زعيمها الملا عمر، فقد أعلنت الحركة اليوم الجمعة تعيين الملا أختر منصور زعيما جديدا لها خلفا للملا عمر، فى الوقت الذى تشهد فيه الحركة التى بدأت مفاوضات سلام صعبة مع كابول منافسة كبيرة مع بروز تنظيم داعش.

كما أعلنت الحركة تعيين نائبين للملا منصور هما، الملا هيبة الله أخند زادة المسئول السابق عن محاكم الحركة، وسراج الدين حقانى نجل جلال الدين حقانى زعيم شبكة حقانى المتشددة القريبة من تنظيم القاعدة فى باكستان والمسئولة عن العديد من الهجمات ضد قوات الأمن الأفغانية والأمريكية.

وقالت الحركة فى بيان نشرته على موقعها الإلكترونى، إن "مجلس الشورى القيادى اجتمع مع علماء البلد والشيوخ... وبعد مشاورات طويلة عينوا الرفيق القريب والنائب السابق للملا عمر الملا اختر محمد منصور أميرا جديدا لإمارة أفغانستان الإسلامية"، لافتة إلى أن الملا منصور وهو أيضا من أتنية البشتون "اعتبر أهلا لحمل المسئوليات.. ولسنين طويلة كان مسئول الشئون الإجرائية للإمارة الإسلامية".

الملا منصور مؤيدا لمحادثات السلام التى بدأت مع السلطات فى كابول


كما يعتبر الملا منصور مؤيدا لمحادثات السلام التى بدأت مع السلطات فى كابول مطلع يوليو الحالى، بحسب مسئول وسيط فى باكستان، الذى قال إن تعيين الملا منصور يبدو منطقيا خصوصا أنه كان "القائد الفعلى" للحركة، خاصة إزاء الصمت الذى التزمته قيادة الحركة حول مصير الملا عمر الذى لم يظهر علنا منذ إطاحة الحركة من الحكم فى 2001.

وكانت الحركة نعت الملا عمر فى بيان الخميس مؤكدة بذلك ما أعلنته الحكومة الأفغانية فى اليوم السابق، إلا أن ملابسات وفاة الملا عمر الذى أعلن "أميرا للمؤمنين" فى العام 1996 لاتزال موضوع جدل، إذ تؤكد كابول أنه توفى فى أبريل 2013 فى أحد مستشفيات كراتشى فى باكستان، بينما تشير طالبان إلى "مرض" غامض أدى إلى وفاته مؤخرا فى معقله بجنوب أفغانستان.

يتولى الملا منصور قيادة الحركة فى مرحلة حاسمة


ويتولى الملا منصور الذى ينتقد بعض المتمردين علاقاته الوثيقة بباكستان، قيادة الحركة فى مرحلة حاسمة، فقد دخلت فى محادثات سلام غير مسبوقة مع الحكومة الأفغانية كما أنها تواجه هجمات يشنها تنظيم داعش على مواقعها بشرق أفغانستان على الحدود مع باكستان، وكان من المفترض أن تبدأ جولة ثانية من محادثات السلام فى باكستان اليوم الجمعة، إلا أن إسلام أباد أرجأتها بسبب "الغموض" الناجم عن وفاة الملا عمر و"نزولا عند طلب من حركة طالبان أفغانستان".

وتتهم السلطات الأفغانية أجهزة الاستخبارات الباكستانية بالوقوف وراء حركة طالبان التى تشن هجمات ضد القوات الأفغانية وقوات الحلف الأطلسى، وبأنها "تسيطر" على قياديى الحركة لاستغلالهم فى الوقت الذى تعتبره إسلام أباد مناسبا، إلا أن باكستان نظمت فى مطلع يوليو اللقاء الرسمى الأول بين قياديين من طالبان وممثلين عن حكومة كابول من أجل إطلاق محادثات سلام فعلية، واعتبر محمد ناطقى الذى شارك فى الجولة الأولى من المفاوضات ضمن وفد الحكومة الأفغانية أن "وفاة الملا عمر ستؤخر محادثات السلام لكنها لن تضع حدا لها".

واعتبرت الولايات المتحدة التى تشجع منذ زمن على "مصالحة" أفغانية، أن وفاة الملا عمر "تشكل بوضوح فرصة مؤاتية لحركة طالبان من أجل إرساء سلام فعلى مع الحكومة الأفغانية"، إلا أن بعض المحللين لا يزالون يشككون فى استئناف سريع للحوار من أجل استقرار الوضع فى البلاد التى تعانى منذ 14 عاما من النزاع المسلح، وتشهد تصعيدا فى أعمال العنف بعد رحيل القسم الأكبر من قوات الحلف الأطلسى فى ديسمبر.

إعلان وفاة الملا عمر سيحدث أزمة داخل طالبان


ويمكن أن تزيد وفاة الملا عمر من الانقسامات داخل حركة طالبان مع إعلان بعض مقاتليها الولاء لتنظيم داعش الذى يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق.

وقال مايكل كوجلمان الخبير فى مركز ودرو ويلسون للأبحاث فى واشنطن لوكالة فرانس برس إن "المحادثات فقدت من زخمها"، لافتاً إلى أن "إعلان وفاة الملا عمر سيحدث أزمة داخل طالبان ومحادثات السلام آخر ما يشغلهم لأن عليهم التركيز على البقاء وليس على المفاوضات".

ويرى البعض أن الملا أختر منصور الذى أعلن تعيينه زعيما لطالبان، والذى يبدو الخليفة الطبيعى للملا عمر من حيث أصوله ومسيرته، سيعوض ما يفتقده من الهالة الدينية بسياسته البراجماتية، حيث تتقاطع أصول القائدين، فقد ولد كلاهما فى بداية الستينات فى إقليم قندهار قلب البلاد البشتونى ومهد تمرد حركة طالبان التى تولت الحكم فى أفغانستان من 1996 إلى 2001، كما كان الملا عمر يتجنب الأضواء والمقابلات والمشاركة فى المناسبات العامة، بالكاد يظهر خلفه فى عدد ضئيل من الصور، وفى الصور النادرة يبدو بلحية بيضاء كثيفة ويعتمر العمامة.

الملا منصور يفتقد إلى الهالة الدينية التى يتمتع بها الملا عمر


وأمضى الملا عمر جزءا كبيرا من شبابه فى باكستان، على غرار ملايين الأفغان الذين كانوا يفرون من الحرب، وبمرور الوقت، أقام صلات مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية، التى دائما ما تتهمها أفغانستان بالوقوف وراء الحركة المتمردة، وفى أواسط التسعينات، سيطرت حركة طالبان على الجزء الأكبر من البلاد، وعين الملا منصور وزيرا للطيران المدنى فى حكومة الإسلاميين.

وإذا كان الملا منصور معروفا بأنه من المقربين من الملا عمر، إلا أنه يفتقد إلى الهالة الدينية التى يتمتع بها الزعيم الراحل الذى أعلن "أميرا للمؤمنين" لدى بروزه فى 1996، وقد منحه هذا اللقب شرعية إضافية لدى المقاتلين.

وتنقل الملا منصور بحنكة داخل مختلف الهيئات التى تتألف منها حركة طالبان، من القيادة المركزية للحركة التى تعرف "مجلس شورى كويتا" وإلى مكتب الحركة فى قطر ليتولى أخيرا القيادة العملانية فى أفغانستان، كما تقدم على الملا يعقوب أحد أبناء الملا عمر الذى رشحه البعض لخلافة والده، لكن البعض الآخر اعتبر أنه ما زال صغير السن (26 عاما) لتولى هذه المسئولية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة