خطيب الأزهر
وأضاف خطيب الأزهر "ندعو الله أن يسدد خطوات قادة مسيرة المصريين وأن ينور بصيرتهم فيما هو قادم حتى يفتح الله علينا ونصبح فى مصاف الدول الكبرى التى تعتمد على نفسها فى كل شئون مساعدة خارجية، كما دعا لشباب مصر أن يسدد الله خطاهم ويوفقهم لما يرضاه، وأن يرزقهم اتباع كل ما هو سليم وتجنب كل ما هو متطرف ويدعو إلى قتل الوطن". 600 أية بالقرآن تحث على العمل
وأكد الدكتور عادل المراغى إمام مسجد النور بالعباسية، أن القرآن الكريم قدم العمل على الجهاد فى سبيل الله حيث تضمن 600 أية تدفع إلى العمل دفعا، مضيفا أن القرآن ذكر 70 حرفة للأنبياء وغيرهم دلالة على العمل ولما تخلفت الأمة عن القرآن تخلفت عن ركب الأمم بتركها العمل الذى منه تكون آلات الحرب والسلام.
وأضاف المراغى من أعلى منبر مسجد النور بالعباسية، أن العقيدة الإسلامية فيها جانبان أحدهما روحى والآخر فقهى، لافتا إلى أن البشرية ضاعت لأنها قدست بشرية التأويل ولم يقدسوا بشرية التنزيل، مشيرا إلى أن الله الذى أنزل الحديد ذا البأس الشديد وأنزل الرحمات من فضله ولدنه.
وذكر المراغى أن الأمة تحتاج إلى كل الطاقات والمهن، وأن ذا القرنين كان عبدا صالحا وضرب به القرآن المثل فى القوة لأنه كان يوظف الطاقات جيدا ويستخدمها فى النافع، لافتا إلى أن ذا القرنين رجل مؤمن رغم قوته يذكر الله ويعيد الأسباب إلى مسببها، مطالبا القادة والساسة أن يعيدوا الأمر إلى مسببه حتى يلين الله لهم الحديد كما ألانه لداود عليه السلام.
ولفت المراغى إلى أن الرسول أمر زيد بن ثابت أن يتعلم العبرية لغة اليهود فتعلمها فى 17 يوما حتى يتمكن الرسول من مواجهة مكر اليهود، مضيفا أن أبا بكر وعمر أمرا زيد بن ثابت بجمع القرآن الكريم توظيفا لطاقة الشباب أسوة برسول الله لأن لديه طاقة يحتمل معها العمل، مضيفا أن الصحابى أبو ذر الغفارى كان رجلا أمينا ومع ذلك اعتبره النبى ضعيفا فى حمل أمانة السلطة ووظفه فى إمامة الناس والإصلاح بينهم.
قناة السويس
وشدد المراغى على أن الإسلام يدعو للعمل والاجتهاد وحسن توظيف الطاقات، مضيفا أن الخطاب الدينى مهلهل لأنه تخلف عن الجانب المدنى مؤكدا أن العبادة تكون وأنت فى المصنع، وأن قطرات العرق من جبين العامل أقدس من دموع الزاهد للعابد فى مسجده، وأن أول من وضع العلوم المدنية الحديثة هم علماء الشريعة المسلمون ولما تركنا العلوم التجريبية تخلفنا ظنا أن العلم فقط هو علم الشريعة، ولما وظفت مصر الطاقات حفرت قناة السويس فى عام واحد بفضل قيادتها.
إعمار الأرض
وأكد خطيب مسجد الحصرى أن الله سبحانه وتعالى حدد للإنسان مهمة عظيمة على الأرض، بجانب مهمة العبادة وهى إعمار الأرض، واستخراج كنوزها، وعدم الخمول والكسل والتفانى فى العمل لإعمار هذا الكون، مؤكدا أن لكل إنسان مجموعة من الإمكانيات والمواهب كى يحقق بها مراد الله سبحانه وتعالى.
محاربة البطالة
وأضاف خطيب مسجد الحصرى خلال خطبة الجمعة، أنه يجب علينا القضاء على البطالة ومحاربة الكسل، والعمل واستثمار المواهب والطاقات لخدمة المجتمع والبشرية، وعلينا وضع الطاقة المناسبة فى المكان المناسب، والاهتمام بما أودعه الله من خيرات داخل الأرض والحفاظ عليها. وأشار خطيب مسجد الحصرى إلى أن الأمة الإسلامية تعيش أزمة طاقات وعقول مهدرة، يجب أن نبدأ بإعادة الثقة فى أنفسنا لنستطيع تشيد البناء مرة أخرى، وكل ذلك لن يحدث إلا بالعلم والعمل. ومن جانبه قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن الله وضع فى الإنسان من الطاقات والإمكانات التى لا حدود لها ولا يعرفها الإنسان نفسه، موضحاً أن الله علم الرسول كيف يكون السعى واستثمار تلك الطاقات من القرآن الكريم، وحينما أراد الرسول أن يهاجر استعان بمن يعرف دروب الطرق والصحراء على الرغم من أنه غير مسلم، وعندما اختار أسماء بنت أبى بكر لتوصيل الرسائل والطعام كان استغلالا لطاقتها.
وتابع الشيخ مظهر شاهين، أن هناك من يستثمر إمكاناته وطاقته فى أمور سلبية مثل التفجيرات ووضع الخطط وتهريب المخدرات والسرقة من أجل هدم الأوطان، ويجب أن نستثمر الطاقات وتوجيهها فى الأعمال الإيجابية.
واستشهد خطيب عمر مكرم بحرب أكتوبر كمثال لاستغلال الطاقات بطريقة إيجابية، حيث استطاعت القوات المسلحة تحويل هزيمة 1967 إلى نصر 1973، حيث إن الجميع استثمر طاقاته إيجابيا الزراع يزرعون والصناع يصنعون والعسكريون يخططون وينفذون، مثل ما فعله النبى - صلى الله عليه وسلم -فى غزوة بدر، حيث واجه المشركين بمائة فرد أمام 1000 فرد و300 جندى أمام مئات الجنود من الأعداء.
واستطرد "شاهين" أن المثال الثانى لاستغلال الطاقات بالطريقة الصحيحة المشروع القومى العملاق وهو قناة السويس الجديدة، على الرغم من محاولة البعض التشكيك فيه، فالأرض هى الأرض والشعب هو الشعب منذ سنوات عديدة، والذى حدث هو أن وجهت الإمكانات واستثمرت بطريقة صحيحة، لذلك تم إنجازه فى مدة عام وأنجز فى وقت مصر فيه تحارب على عدة جبهات ولم ينجز على مدى 50 سنة ونحن فى حالة سلم تام والفرق واضح أن الرؤية والإرادة كانت غائبة فى الماضى، لذا علينا أن نتعلم أننا نستطيع أن نفعل أكثر.
