د. حسام الرفاعى يكتب: المشاركة السياسية التى نريدها من شبابنا

الجمعة، 24 يوليو 2015 12:05 م
د. حسام الرفاعى يكتب: المشاركة السياسية التى نريدها من شبابنا شباب - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر المشاركة السياسية للشباب من أهم الموضوعات التى يجب توجيه الضوء عليها والاهتمام بالتنشئة السياسية منذ المراحل العمرية الأولى، حيث إن التنشئة السياسية تحمل فى طياتها فلسفة المجتمع وأهدافه وأيدلوجية كما إن القيم الذى تغرسها التنشئة السياسية تعتبر عنصراً رئيسيا ًفى تشكيل ثقافة أى مجتمع فالقيم هى المثاليات العليا للأفراد وخاصة الشباب فهى تعبر عن البيئة أحسن تعبير، فهى جانباً هاما من جوانب البينة الفوقية للمجتمع ولذلك نجد انه مع كل تغيير فى التركيب البنائى للمجتمع لابد إن تتغير القيم لتواكب التركيب البنائى الجديد للمجتمع وينشأ صراع قيمى بين القيم الجديدة أو المستهدفة من التعبير والقيم السائدة بالفعل فى المجتمع ومما لاشك فيه إن القيم السياسية أيضا هى المثاليات والغايات السياسية للفرد وللمجتمع وأصبحت القيم السياسية الآن أحد عناصر التقدم الحضارى والتنموى فى عالمنا المعاصر.

ونجد إن التنشئة السياسية ضرورة هامة بالنسبة للشباب حيث إن الشباب فى حاجة ماسه فى تعامله مع الأشخاص والمواقف والأشياء إلى نسق أو نظام للمعايير والقيم يكون هذا النظام بمثابة موجهات لسلوكه وطاقاته ودوافع نشاطه، فبديهى انه إذا غابت القيم أو تضاربت فإن الإنسان يغترب عن ذاته وعن مجتمعه بل ويفقد دوافعه للعمل ويقل إنتاجه ويضطرب مما يؤدى إلى تفكك وانهيار التنظيم الاجتماعى بأكمله ومن هذا التفكك تبدأ التيارات والاتجاهات الهدامة فى الظهور مثل الإرهاب وغيره من عناصر الفساد فى المجتمع وبلا شك أنه إذا ما صحت التنشئة السياسية يبدأ الشباب الانجراف والانضمام إلى التيارات الهادمة ومن حيث إن الشباب هو البنية الأساسية والهامة فى المجتمع يبدأ المجتمع ككل فى الانهيار لذا يجب إن نهتم بالتربية السياسية منذ الصغر. فإذا نظرنا إلى القيم السياسية نجدها تؤثر على استجابة الفرد منذ الصغر لمختلف المنبهات السياسية فهى تشجع على الاهتمام بقضايا المجتمع وممارسة النشاط السياسى كما أنها تجعل السلوك السياسى امتداد للسلوك الاجتماعى وتساعد عمليه التربية على تزايد دوره باطراد وبالتدرج والحراك الاجتماعى ومن ذلك تبث القيم السياسية فى النفس قوه محركه نحو العمل والمشاركة السياسية والتصدى للمشكلات المجتمعية، كما إن التربية السياسية المقصود منها تنميه عاطفة المعايشة وروح الانتماء للوطن كما يتيح للشباب إن يتحركوا فى مجتمعهم ومعه وبه فى اتجاه صياغة جديدة للحياة ويشعروا بالولاء لوطنهم والوفاء بحقوقه كما إن ظاهرة الوطنية التى تبثها التربية السياسية تزرع داخل الشباب قيم هامه منها قيمة الإيمان والعطاء والبذل وقيمة التضحية فضلاً عن قيمة التعاون وقيمة الأمن التى تُعد قضيه متكاملة،،، فالأمن الشخصى والارتياح النفسى أبسطها وتليها تحقيق مسئوليات الأمن الاقتصادى والسياسى وصولاً إلى الأمن القومى للمجتمع.... فالأمن الشخصى دليل أو مؤشر للسياسة الداخلية، فكما إن الرفاهية هى نتاج عمل الحكومة والاقتصاد فان الأمن هو نتاج العمليات السياسية والإجتماعيه فإذا ما فشلت الأسرة والمجتمع والمدرسة والجامع والكنيسة وكافة منظمات الدولة الحكومية والمدنية فى غرس الدوافع الطبيعية لتقبل القانون المجتمعى السائد فان تطبيقه فى المجتمع يصبح عبئاً ثقيلاً، فمثلا خرق النظام العام والشغب وأعمال الإرهاب تكون مصحوبة أحيانا بصراع عرقى أو دينى أو اجتماعى بالإضافة إلى سياسات عامة غير جماهيريه أو فشل السياسة العامة فى التعامل مع المظالم الحادة كل ذلك يخلق رأى عام تجاه الأمن الشخصى ولذا فان عدم الأمن بالنسبة إلى الأفراد أو الممتلكات له دور سلبى لأى نظام سياسى بغض النظر عن حالة الرفاهية لهذا النظام ولذا فللأمن قيمة سياسيه هامة يجب غرسها فى شبابنا.

ويظهر دور الأحزاب السياسية فى بث المشاركة السياسية للشباب:
فالأحزاب السياسية تسعى للتنشئة السياسية لأعضائها حتى يظلوا على ولائهم واقتناعهم بالحزب وتمسكهم به وحتى تزداد قوة الحزب ونجاحه فى الحياة السياسية، كما يسعى الحزب من خلال وسائل إعلامه الخاصة ومن خلال ندواته ومحاضراته ومن خلال أنشطته الأخرى التأثير فى الآخرين أما بقصد انضمامهم للحزب أو تأييدهم لسياسته أو إضعاف الأحزاب الأخرى ولذلك تلجأ الأحزاب السياسية إلى تربيه وخلق كوادر وتنشئة أبناء الحزب "الشباب" فى منظمات شبابيه خاصة بالحزب حتى تزداد قوته فى المستقبل.

فالحزب السياسى يعتبر أحد الأبنية السياسية التى تتيح لأعداد كبيرة من المواطنين فرصه المشاركة فى العملية السياسية بصوره أكثر ديمومة وانضباط وتؤدى هذه المشاركة الحزبية إما تعزيز القيم والمعتقدات السياسية وإما إلى خلق إتجاهات ومعتقدات سياسيه جديدة

وهكذا يبرز ما يقوم به الحزب من التنشئة السياسية من وجهتين :
أ- دعم الثقافة السياسية القائمة ويترتب على التعزيز الثقافى أما عرقله أداء النظام السياسى لوظائفه وأما تسهيل أدائه فهذه الوظائف أى إن النشاط الحزبى يعمل على دعم الثقافة السياسية بشكل يرفع من قدره النظام السياسى على أداء وظائفة.

ب- خلق ثقافة سياسية جديدة فى أوقات الأزمات يتعرض النظام القيمى السائد للاهتزاز ولهذا تزداد شعبية الأحزاب التى تطرح قيماً وحلولاً سياسية جديدة فيرتكز الحزب على أساس دعايته الأيدلوجية والزعامة الكارزميه والبنيان التنظيمى وارتباط الحزب بقيادة كارزميه يخلع عليه قدراً من الشرعية الأمر الذى يزيد من فاعليه الحزب فى التنشئة السياسية .

لذا ولكل ما سبق يتضح أهمية دور الأحزاب التربوى والثقافى الذى يرتبط بطبيعة بنيانه التنظيمى وأهميه التنشئة السياسية السليمة لشبابنا شباب مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة