أفكار قتلت أصحابها..

الشيخ الذهبى اختطفته جماعة "التكفير والهجرة" وقتلته برصاصة فى "عينه"

الأحد، 12 يوليو 2015 12:00 ص
الشيخ الذهبى اختطفته جماعة "التكفير والهجرة" وقتلته برصاصة فى "عينه" الشيخ الذهبى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تنفيذا للدور الذى كلفتم به نرجو أن تعدو خيشا ونشادر وعربة يد لنقل البضاعة من المكان المعروف إلى ترعة الزمر".. ولم تكن البضاعة سوى الشيخ "الذهبى" الذى كان وزيرا سابقا للأوقاف، والذى وجدته الشرطة حافياً معصوب العينين بشال أبيض راقدا بجلبابه الأبيض الغارق فى الدماء فوق الفراش وبجانبه نظارته الطبية وطلقة رصاص فارغة وأخرى مستقرة فى عينه اليسرى، كان مقتولا على يد أشد الجماعات الإسلامية تطرفا فى مصر "جماعة التكفير والهجرة".

"التكفير والهجرة" جماعة دينية متطرفة منشقة عن "الإخوان المسلمين" اختطفت الشيخ الذهبى وطالبت فى بيان لها بـ"الإفراج الفورى عن أعضاء الجماعة المقبوض عليهم وكذلك المحكوم عليهم فى قضايا سابقة، ودفع مائتى ألف جنيه كفدية، واعتذار الصحافة المصرية عما نشرته من إساءات فى حق الجماعة، وكذلك نشر كتاب شكرى مصطفى "الخلافة" على حلقات بالصفحة الأولى فى الصحف اليومية، وتسليم الطفلة سمية ابنة رجب عمر أحد أعضاء الجماعة المنشقين عليها لأمها التى تمسكت بعضويتها فى الجماعة، ورفضت الذهاب مع زوجها فاعتبرت الجماعة الزوج المنشق غير أهل للأبوة ويجب حرمانه من طفلته".. ولم تستجب الدولة.

قتلت الجماعة المتطرفة الشيخ الذهبى لأنه كتب يقول "يبدو أن فريقاً من المتطرفين الذين يسعون فى الأرض فساداً، ولا يريدون لمصر استقراراً، قد استغلوا فى هذا الشباب حماس الدين، فآتوهم من هذا الجانب، وصوروا لهم المجتمع الذى يعيشون فيه بأنه مجتمع كافر، تجب مقاومته ولا تجوز معايشته، فلجأ منهم من لجأ إلى الثورة والعنف، واعتزل منهم من اعتزل جماعة المسلمين، وآووا إلى المغارات والكهوف، ورفض هؤلاء وأولئك المجتمع الذى ينتمون إليه لأنه فى نظرهم مجتمع كافر!!".. حدث ذلك فى سنة 1975 حيث جلس الدكتور محمد حسين الذهبى، وزير الأوقاف حينها، على مكتبه كى ينسج مقدمة كتاب "قبسات من هدى الإسلام" الذى قام بإعداده أعضاء المكتب الفنى لنشر الدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف ولم يكن يعلم أن هذا الكتاب الذى فند فيه مبادئ جماعة "التكفير والهجرة" ووضح مدى بعدها عن جوهر الإسلام وسقوطها فى خانة التشدد والتطرف الدينى الذى انتشر فى سبعينيات القرن الماضى فى مصر، سيكون السبب فى استشهاده.

وأسفرت التحريات بعد ذلك عن أن ضابط الشرطة المنشق والمطرود "طارق عبدالعليم" هو الذى قتل الشيخ الذهبى، وبعدها بخمسة أيام تم القبض على مصطفى شكرى الذى أعلن بكل غرور "أنا الرأس المدبر" لقتل الشيخ الذهبى، فى 8 يوليو 1977 قدم "شكرى" هو وأربعة وخمسون شخصا معه بتهمة قتل الذهبى أمام محكمة عسكرية، وأصدرت المحكمة فى 30 نوفمبر 1977 حكمها بإعدام شكرى وأربعة آخرين.


موضوعات متعلقة..


بشار بن برد.. الخليفة العباسى يتهمه بالزندقة ويجلده حتى الموت








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة