روبرت فيسك عن ضحايا مذبحة تدمر: العالم لم يعطهم نصف اهتمامه بآثار المدينة

الجمعة، 05 يونيو 2015 01:25 م
روبرت فيسك عن ضحايا مذبحة تدمر: العالم لم يعطهم نصف اهتمامه بآثار المدينة الصحفى البريطانى روبرت فيسك - أرشيفية
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرى الصحفى البريطانى "روبرت فيسك" مقابلات مع الناجين من مذبحة تدمر بعد اجتياحها من قبل مليشيات التنظيم المسلح داعش فى منتصف شهر مايو الماضى، راويا المآسى التى لم تعرها وسائل الإعلام المختلفة الكثير من الاهتمام، مفضلة تناول مصير أثار المدينة العريقة.

وتطرق "فيسك" فى تقريره الذى نشرته الصحيفة البريطانية الإندبندنت إلى المصير المهول الذى تعرض له عمال الحقل النفطى "حيان" الذى يبعد عن المدينة 28 ميلا، فالطاقم الذى لم يتسلم وردية عمله فى ظهيرة ذلك اليوم تعرض نصفه للقتل على يد المليشيات الموتورة التى نشرت الرعب فى ربوع المدينة فور اقتحامها.

يقول "أحمد" أحد سكان المدينة الذى صادف وجوده وقت الهجوم بالعاصمة دمشق أنه لم يستطع التوصل إلى مصير أسرته، لكنه لاحقا استطاع الاتصال بشقيقه الذى أعلمه بالجرائم التى ارتكبها التنظيم عندما دخل المدينة الأثرية.

وذكر "أحمد" الذى يعمل مهندس بترول نقلا عن شقيقه أن المليشيات قتلت العديد من المواطنين بفصل رؤوسهم عن أجسادهم، مانعة المواطنين الآخرين ومن ضمنهم أسرته من مغادرة منازلهم، لكن ذلك لم يمنع شقيقه من إرسال صور لجثث ضحايا التنظيم فى شوارع المدينة، جثث مفصولة الرؤوس تركت ملقاة دون دفن لمدة 3 أيام اتباعا لأوامر مليشيات التنظيم المسلح.

وأضاف "أحمد" الذى فضل استخدام اسم مستعار لحماية أسرته المحتجزة داخل المدينة أن المليشيات قامت بقتل 3 ممرضات بعد اتهامهن بالعمل مع القوات الحكومية التابعة للرئيس بشار الأسد.

كما تعرض الكثيرون للموت فى محاولات هروبهم وتركهم للمدينة التى سقطت بأيدى التنظيم المسلح، وذلك بعد مرور السيارات التى تقلهم على ألغام كان التنظيم قد زرعها حول الطرق المؤدية إلى وخارج المدينة.

وقال "أسد سليمان" مدير حقل "حيان" النفطى الذى لا يزال تحت سيطرة قوات الجيش الحكومية إنه تلقى صدمة كبيرة عندما علم خبر إعدام 50 فردا من طاقم الحقل، الذين قتلوا أثناء فترة عطلتهم عن العمل، وقد أعدموا بعد اتهامهم بالعمل لصالح الحكومة السورية.

وأشار "سليمان" إلى حقيقة تلقيه اتصالات هاتفية من أعضاء التنظيم المسلح، الذى قطع الاتصالات عن المدينة لكنه لا يزال قادرا على الاتصال بعمال حقل النفط "حيان" ومديره "سليمان"، مهددين إياهم بالقتل، وبقرب نجاحهم فى السيطرة على الحقل النفطى.

وتطرق "فيسك" فى تقريره إلى الاتهامات التى وجهها الناجون من مذبحة تدمر إلى القيادة الأمريكية، معتقدين أن أمريكا كانت قادرة على توجيه ضربات جوية للمليشيات أثناء تقدمها من المدينة، أو إعلام القيادة السورية بتوقيت الهجوم المفاجئ بفضل أقمارها الصناعية.


اليوم السابع -6 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة