محمد عطية العبد يكتب: ثقافة الكرسى هى المسيطرة

السبت، 09 مايو 2015 10:14 ص
محمد عطية العبد يكتب: ثقافة الكرسى هى المسيطرة ورقة قلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمر يدعو الكثيرين للدهشة هذه الأيام فى فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، تجد الكثيرين من المحبين للسلطة والنفوذ باذلين قصارى جهدهم على أمل الوصول إلى منصب فى الحكومة ( وزير – محافظ – عضواَ بارزاً فى أى جهة تنفيذية ....إلخ ) بالطبع لما يصاحب هذا المنصب من امتيازات لصاحبه من موكب وحراسة وأوامر نافذة واحترام ورهبة المحيطين والأهم من هذا أن صاحب المنصب يشعر أنه فوق المساءلة القانونية فى حال وجود أى أوامر أو تعليمات تخالف القانون. فبالتالى لم يكن السعى وراء المنصب هدفه الأول والأخير خدمة المواطن والرغبة فى الإصلاح أو تنفيذ خطط مستقبلية للرقى والنمو بهذه الدولة إنما كان لتحقيق امتيازات شخصية لدى صاحب المنصب، فكنا نجد الكثيرين من أصحاب المناصب لا هم لهم سوى ان يحتفظوا بالكرسى ( كرسى المنصب ) لما له من كل المزايا السابقة .

وللأسف تغلغلت هذه الثقافة داخل العديدين من الساعين للمناصب المهمة فى هذه البلد، فأصبح لا هم لهم سوى البقاء على الكرسى حتى آخر رمق. لدرجة أن المسؤولين تولد لديهم شعور أن لحظة الخروج من الوظيفة هى لحظة ضياع كل شىء السلطة والنفوذ، الجاه والسلطان، المال والاهتمام الإعلامى وهذا للأسف على عكس العاملين بالعمل العام فى أى دولة أخرى يوم تركه للمنصب وبدء ممارسة حياته كأى مواطن عادى هو أسعد أيامه بل فوق هذا تجده مهتماً بالقيام بأنشطة عامة داخل المجتمع ( اجتماعية – ثقافية – سياسية ) وله حضوره ووضعه فى أى مكان يتواجد فيه فأفكاره وآراؤه هما من صنعا له مكانته وليس مجرد كرسى المنصب الذى كان جالساً عليه .

أما بعد الثورة انقلبت الآية تماما وأصبح العديد من الساعين للمناصب سابقاً عازفين عنها الآن لما يجلبه المنصب حالياً من مشاكل قد تؤدى فى بعض الأحيان إلى أن يلقى بصاحبه خلف القضبان فى قضايا فساد أو إهدار مال عام أو غيره وأصبح تشكيل حكومة أو تعديل حكومى أو حتى إجراء حركة محافظين أمراً شائك ويتطلب جهداً ووقتاً كبيراً على عكس الماضى تماما. لابد أن يدرك الساعى لأى منصب تنفيذى أن رؤيته وخطته ومدى كفاءته لتحقيق هذه الرؤية هم من يجعلوه خالد الذكر وأن تفانيه وإخلاصه فى أداء عمله هم المعيار الأساسى لحب الناس له. فمن منا يعرف اسم رئيس وزراء ماليزيا الحالى؟ ولكن معظمنا يعرف (مهاتير محمد) أو يعرف اسم رئيسة البرازيل الحالية ؟ ولكن الأغلب يعرف (لولا دا سيلفا). لابد ألا تكون ثقافة الكرسى هى المسيطرة ولكن العمل ثم العمل ثم العمل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة