د. محمد فتوح يكتب: جراحات السمنة ثلاثية.. الألم والثمن والمضاعفات

الجمعة، 29 مايو 2015 05:11 م
د. محمد فتوح يكتب: جراحات السمنة ثلاثية.. الألم والثمن والمضاعفات صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا عايزة أخس... تلك الجملة التى تنطقها كل امرأة على وجه الكرة الأرضية بكل اللغات من مرتين إلى ثلاث مرات يوميا وتدور فى رأسها باقى اليوم، وهى تحلم بيوم تتمكن فيه من التخلص من دهونها الزائدة حتى تمتلك الجسد الذى طالما تمنته والذى تمتلكه فقط ممثلات السينما وعارضات الأزياء العالميات.

كانت هذه الجملة فى الأمس القريب صعبة المنال وفى أحيانا أخرى دربا من دروب المستحيل ولكنها أصبحت فى السنوات القليلة الماضية لا تحتاج إلا إلى شجاعة الذهاب إلى المستشفى والقبول بالامتثال لمشرط جراح ماهر ليصبح ذلك الحلم حقيقة بل وتدوم تلك الحقيقة امتداد باقى العمر. هذا القرار رغم صعوبته أحيانا ولكنه من القرارات التى لن يندم عليها من اتخذها وخاصة عندما يتم اختيار الجراحة المناسبة لحالته والجراح القادر على إجراء تلك الجراحة وتمر الجراحة بدون مضاعفات وتثمر عن النتائج التى يتمناها المريض. وكما كل شىء فى هذا الكون فهناك ما يجعل اتخاذ هذا القرار أصعب مما يبدو وأول تلك الأشياء هو الخوف من الألم وهو إحساس بشرى طبيعى للغاية لا يستدعى الخجل ولا المبالغة، فقدرات البشر على تحمل الألم متباينة وكذلك درجات الخوف منه، ولذلك كانت المسكنات من أكثر أنواع الأدوية مبيعا فى العالم كله.

وأصبحت شركات الأدوية تتفنن فى تركيبات المسكنات وطريقة تناولها لتصبح مناسبة لكل أنواع الآلام وهو ما انعكس بالإيجاب على جراحات السمنة، فأصبح المريض قادرا بعد جراحات كشفط الدهون أو تنسيق القوام الخروج من المستشفى فى نفس اليوم والاعتماد على بعض المسكنات التى يمكن تناولها عن طريق الفم، كما أصبح مريض جراحات تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة - والتى كانت فيما مضى تتميز بقدر كبير من الألم - قادر على الحركة فى نفس يوم الجراحة والخروج من المستشفى فى خلال أيام قليلة وهو ما قلل من نسبة حدوث المضاعفات المرتبطة طرديا بدرجة الألم كالالتهابات التنفسية وجلطات الساقين والرئتين إلى درجة قليلة للغاية، أما السبب الثانى الذى يمنع أو يؤخر قرار إجراء الجراحة فهو الثمن أو تكاليف إجرائها، حيث إن معظم هذه الجراحات تكون تكاليفها مرتفعة عن غيرها من العمليات الجراحية نظرا لأنها تتطلب العديد من الأجهزة والمستلزمات المتطورة تكنولوجيا والمرتفعة التكلفة وفى نفس الوقت تحتاج إلى يد جراح ماهر بذل الكثير من الوقت والجهد لإكتساب المهارات اللازمة لإجراء هذه الجراحات والتدريب عليها.

وكذلك عدم إمكانية إجراء تلك الجراحات إلا فى مستشفيات تمتلك الإمكانيات والقوة البشرية القادرة على التعامل مع تلك الحالات وهو ما ينعكس بالتالى على تكلفة تلك العمليات. وحل تلك المشكله يحتاج للتعاون المشترك بين المريض والجراح بحيث يتدبر المريض الأموال اللازمة لإجراء الجراحة فى أفضل ظروف ممكنة وفى نفس الوقت الذى يساعد فيه الطبيب المريض على قدر الإمكان بالتقليل من تكاليف الجراحة بدون الإخلال بمتطلباتها الأساسية، وكذلك تقليل هامش الأجر إلى أقل قدر ممكن ومرضٍ للطرفين، ونحن فى انتظار أن يسفر التقدم التكنولوجى والمنافسة بين الشركات المنتجة للأجهزة والمستلزمات عن تخفيض أسعارها حتى تصبح فى متناول معظم المرضى. أما ثالث الأشياء فهو الخوف من المضاعفات وخاصة بعد أن زادت أعداد تلك الجراحات إلى أعداد كبيرة فى السنوات الأخيرة وهو ما أدى إلى ظهور النسبة الطبيعية للمضاعفات والتى لا تزيد فى أغلب الأحيان عن 4% إلى الجمهور وخاصة فى ظل تسابق الوسائل الإعلامية على إبراز تلك الحالات، حيث إنها تشكل مادة خصبة للبرامج الإعلامية التى تجتذب العديد من المتابعين على الرغم من أن نسبة تلك المضاعفات فى تناقص واضح نتيجة التطور التكنولوجى الهائل فى صناعة الأجهزة والمستلزمات المستخدمة فى تلك الجراحات، بل وامتدت إمكانيات تلك التكنولوجيا إلى ابتكار وسائل جديدة للعلاج الفعال للمضاعفات فى حالة حدوثها، وكذلك لزيادة خبرة الجراحين بوسائل تشخيص تلك المضاعفات وعلاجها قبل تأثير تلك المضاعفات على صحة المريض أو حياته.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة