رنوة العمصى تكتب: الموت.. على طريقة حنّا مينه

السبت، 04 أبريل 2015 10:00 م
رنوة العمصى تكتب: الموت.. على طريقة حنّا مينه رنوه العمصى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنا حنا بن سليم حنا مينه، والدتى مريانا ميخائيل زكور، من مواليد اللاذقية العام 1924، أكتب وصيتى وأنا بكامل قواى العقليّة، وقد عمّرت طويلًا حتى صرتُ أخشى ألا أموت".

الأسطر الأولى من وصيّة الكاتب السورى حنا مينه، مكتوبة بخط يده ومؤرخة بتاريخ 17 أغسطس 2008م، عثرت عليها أثناء محاولتى التأكد من نبأ وفاته الذى تداوله البعض بدون أى تأكيد. بحثت فما وجدت لا نفى ولا إثبات، ما وجدت سوى نصّ الوصيّة.

"عندما ألفظ النفس الأخير، آمل وأشدد على هذه الكلمة، ألا يذاع خبر موتى فى أية وسيلة إعلامية، مقروءة أو مسموعة أو مرئية".

هكذا إذن؟!
بكلماته هذه أصبح التساؤل حيرة، إذ لم تعد المسألة نفى أم إثبات، ووصيته المضللة تلك تجعل احتمالات الصدقيّة من عدمها متساوية. هل مات الرجل بالفعل؟ ممكن. لكن هل التزم الجميع وصيته؟ أعنى مع كل هذه الفوضى الإعلامية، ولا إعلامى خائن صغير وحيد للوصية لأجل عيون القارئ، أو لأجل مجده الإعلامى الشخصى حتى!.

"أعتذر للجميع، أقرباء، أصدقاء، رفاق، قُرَّاء، إذا طلبتُ منهم أن يدعوا نعشى، محمولاً من بيتى إلى عربة الموت، على أكتاف أربعة أشخاص مأجورين من دائرة دفن الموتى، وبعد إهالة التراب على، فى أى قبر متاح، ينفض الجميع أيديهم، ويعودون إلى بيوتهم فقد انتهى الحفل، وأغلقت الدائرة".

لم يرد هذا الرجل أن يموت، أراد أن يتلاشى، أن يمّحى، فلا نعثر له على أثر، ولكى يحكم الأمر، طلب منا أن نصمت حين يختاره الصمت الطويل. قال اصمتوا، ثم ضيّع أثره. حسنٌ يا سيدى، لا أودّ هنا أن أفتح باب حديث أوصيتَ أنت بإغلاقه، غير أنى لا أفتش هنا خلف وفاتك التى أردتها سرًا، أفتش فيما جعلك تختار هذا.

وفى الحيرة التى استحالت أسى. إذ أن القراءة لا تحدث صوتًا، قرأنا واعتبارنا أن هذا الفعل وحسب هو ما يمكننا إسداؤه لكاتب.

"لا حزن، لا بكاء، لا لباس أسود، لا للتعزيات، بأى شكل، ومن أى نوع، فى البيت أو خارجه، ثم وهذا الأهم، وأشدد: لا حفلة تأبين، فالذى سيقال بعد موتى، سمعته فى حياتى، وهذه التأبين وكما جرت العادات، منكرة، منفرة، مسيئة إلى، استغيث بكم جميعًا، أن تريحوا عظامى منها."
صمت.
إظلام.


موضوعات متعلقة..


رنوة العمصى تكتب: لماذا أكتب؟



رنوة العمصى تكتب: فى مديح الخسارة










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة