"نيوزويك": بوتين يستخدم تكتيك "الرجل المجنون" لخداع الغرب (تحديث)

اتهمت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأنه يتظاهر بالجنون لخداع الغرب مشيرة إلى نجاح هذا الأسلوب فى الماضى مع زعماء آخرين مثل العقيد الليبى معمر القذافى وعائلة كيم فى كوريا الشمالية.

وقالت المجلة فى سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكترونى أن وكالات الاستخبارات الغربية تقول أن الرئيس الروسى يتعمد تصدير صورة عن نفسه بأنه غريب الأطوار.

وأشارت المجلة إلى أن برنامج القذافى للتطوير النووى ساعده بشكل فعال على التفاوض مع المجتمع الدولى، كما أن أسرة كيم الكورية الشمالية تستخدم نفس الخدعة الشريرة، فنقل صورة الجنون عن الزعماء أمر ضرورى للإستراتيجية النووية.

وأضافت أن القذافى نشر هذه الاستراتيجية الذكية للتأكد من أن صورته فى عقول الزعماء والمواطنين العاديين حول العالم دائما ما تصور أنه معتوه لإرباك وإخافة أعداءه وهو الأسلوب الذى يبدو أن بوتين تبناه ولكن عن طريق التظاهر بالاكتئاب وعدم الاتصال بالواقع أو الاختفاء تماما.

ولفتت المجلة إلى أن الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون أخبر رئيس فريق العاملين بالبيت الأبيض، بوب هالدمان، فى عام 1969 "أسمى هذا الأمر نظرية الرجل المجنون وأريد من الفيتناميين الشماليين أن يعتقدوا بأنى وصلت لمرحلة قد أفعل عندها أى شيء لوقف حرب فيتنام".

ونوهت بأنه فى عام 1995 أوصت القيادة الاستراتيجية للجيش الأمريكى أنه "من المضر لنا تصدير العقل والبرود بصورة كاملة، بمعنى أن نصور تحول الولايات المتحدة إلى دولة غير عاقلة وشريرة فى حالة مهاجمة المصالح الحيوية لها كجزء من الشخصية الوطنية التى ننقلها إلى جميع الأعداء".

وأوضحت المجلة أن عدم العقلانية والشر يبدو تماما على بوتين فى الوقت الراهن مشيرة إلى أنه ليس بالأمر المفاجئ أن تحاول الحكومات ووكالات الاستخبارات الأجنبية بنشاط فك شفرات الزعيم الذى يعد لغزا.

ووفقا للمجلة، فإن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قامت بمحاولة جريئة قبل عدة أعوام من خلال مركز أبحاث تابع لها خلصت منها إلى أن بوتين يعانى من متلازمة "أسبرجر" التى يظهر على المصابين بها صعوبات كبيرة فى تفاعلهم الاجتماعى مع الآخرين.

وبحسب المجلة، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" هى الجهة الرئيسية لتولى المسئولية عن هذا النظام نظرا لكون الوكالة مركزا لتحليل السلوك الشخصى والسياسى، من عمليات تسجيل ملاحظات الدبلوماسيين وتقارير الاستخبارات حتى تقييمات الخطب العلنية والسلوك، عشرات اللمحات عن شخصيات الزعماء الأجانب.

ونقلت المجلة عن المتحدث باسم "سى آى إيه" تود إبيتز قوله أن "هؤلاء المحللين لا يزالون يزودون صناع السياسة حاليا برؤى يقظة عن الزعماء الأجانب لكنهم يعملون فى وحدات فى كل أنحاء إدارة الاستخبارات بالوكالة حيث يكاملون عملهم مع المحللين الذين يغطون القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية".

واعتبرت المجلة أن جهود الزعيم الروسى للتشبث بالبقاء فى الحكم ربما تكون كارثية، لكن استراتيجية "الرجل المجنون" عاقلة تماما.

إضافة..

من جانبها قررت السلطات الروسية اليوم الأربعاء إيقاف بث القناة الوحيدة الناطقة باللغة التتارية فى شبه جزيرة القرم، على الرغم من احتجاجات نشطاء حقوق الإنسان.

وذكرت محطة (إيه.تي.آر) أنها لم تستطع تجديد رخصتها بعد عدة محاولات، وتم ايقاف بث قناة أطفال وشبكتين اذاعيتين تابعتين لمجموعة (إيه.تي.آر) الإعلامية، واعربت الأقلية التتارية المسلمة فى شبه جزيرة القرم عن انتقادها ضم شبه الجزيرة الأوكرانية من قبل روسيا فى العام الماضي.

وانتقد وزير الثقافة الأوكرانى فياتشيسلاف كيريلينكو هذه الخطوة، فى حين اتهمت جمعية شعوب تحت التهديد(جي.اف.بي.في) ومقرها ألمانيا السلطات الروسية بالتمييز ضد الأقلية التتار، ويعيش حوالى 300 ألف مواطن تتارى فى شبه جزيرة القرم، وكثير منهم عاد إلى شبه الجزيرة البحر الأسود فى ثمانينات القرن الماضى بعد أن تم ترحيل الأقليات العرقية من المنطقة على يد الدكتاتور السوفيتى جوزيف ستالين فى عام 1944.