وائل السمرى

رسالة «نبوية» إلى الإدارة المصرية

الأربعاء، 25 فبراير 2015 09:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بداية العام الماضى كتبت مقالا بعنوان «إلى الرئيس والفريق.. هذه أول خطوة لإنقاذ سمعة مصر» كان الرئيس وقتها هو المستشار عدلى منصور والفريق كان «عبدالفتاح السيسى»، والحال لم يكن يختلف كثيرا عما نعانيه الآن، لكنى تذكرت هذا المقال حينما رأيت السيدة المسنة «نبوية» تبكى بكاء حارا فى التقرير الذى أعدته الزميلة «منال العيسوى» ونشره موقع «فيديو7»، فهذه السيدة التى يقترب عمرها من السبعين عاما وجدت نفسها بلا مأوى ولا معيل بعد أن توفى زوجها وأعياها العجز والمرض، وبكت نبوية لأنها لم تجد أحدا يحنو عليها سوى «جبل المقطم»، الذى تنام فى رحابه مقتسمة العراء مع أبناء العراء.

نعم مصر تحارب الإرهاب وهذه الحرب تستنزف قواها وتشتت جهودها، لكن علينا أن ندرك أن مصر أمام خيارين اثنين، إما أن تشتت نفسها وتستغرق فى هذه الحرب وتترك ما يجب أن تفعله فى ملف «العدالة الاجتماعية» التى قامت الثورات للمطالبة بتحقيقها، أو أن تتفرغ لمحاربة الفقر والجوع والمرض والتشويه الحضارى والفكرى فتنتهى تلك الحملات المغرضة تلقائيا، وتقوى شوكة الدولة، ويتعمق انتماء الشعب إليها.

اقتراحى اليوم الذى لا يختلف عن اقتراحى أمس هو أن تسارع الإدارة المصرية إلى عمل حزمة من الإجراءات العاجلة لتدعم موقفها داخليا، وتعلى من كونها «حكومة شعب» تعمل على رعايته وتحافظ على كرامته. اقتراحى باختصار هو إنشاء مدينة متكاملة لرعاية «آباء الشوارع» هؤلاء المصريون البسطاء الذين لم يجدوا من الدولة «حنانا»، ولم يجدوا من الأقرباء برا، فاستسلموا للشارع، بعد أن نهشت فى أجسادهم أسنان القاصين والدانين.

إننى لا أجد مشهداً من مشاهد تشويه سمعة مصر أكثر إيلاما من ذلك المشهد المتكرر الذى نراه يوميا، فلا نكاد نهتز له، سيدة فى أواخر العمر تطوف على المقاهى لتتسول لقمة، أو رجلا يجر خلفه عشرات السنين ينام فى البرد والقيظ لأنه لا يجد مأوى، تحت الكبارى ينامون، فوق الأرصفة يجلسون، ومن فضلات الطعام يأكلون. هذه هى الخطوة الأولى لإنقاذ سمعة مصر من التشويه، وإنقاذ شعب مصر من تهمة الجحود والنكران، ولا تحسبوا أن هؤلاء الساكنين تحت الكبارى من كبار السن ولدوا هكذا، فربما يكونون من فئة «عزيز قوم ذل»، وربما أكون أنا أو أنت من هؤلاء الناس إذا ما تقلبت علينا الدنيا وضاقت علينا الأرض بما رحبت، وإنى أرى أيضا أن مشروع إيواء هؤلاء البسطاء الأشقياء ورعايتهم لا يقل أهمية عن مشروع رعاية أطفال الشوارع، فهؤلاء «الكبار» الذين يسكنون الشوارع شوكة فى كرامتنا، وسهم فى أعيننا، وخزى فى جبيننا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة