شهادات العائدين من ليبيا عن مستعمرة «داعش» فى «درنة».. «الشيخة الغربية» و«بو مسافر» أهم معاقل التنظيم.. ووادى درنة ساحة التدريب.. وملعب المدينة للإعدام.. وأبومريم «المصرى» يتولى منصب القاضى الشرعى

السبت، 21 فبراير 2015 05:56 م
شهادات العائدين من ليبيا عن مستعمرة «داعش» فى «درنة».. «الشيخة الغربية» و«بو مسافر» أهم معاقل التنظيم.. ووادى درنة ساحة التدريب.. وملعب المدينة للإعدام.. وأبومريم «المصرى» يتولى منصب القاضى الشرعى العائدين من ليبيا
كتب أحمد أبوحجر - كريم عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت مدينة درنة التى اشتهر عنها معارضتها لنظام الرئيس الليبى السابق «معمر القذافى» وكرا يجمع الإرهابيين بعد سقوط النظام الليبى حسب روايات المصريين العائدين من ليبيا، فالمدينة التى تفصلها بضعة ساعات عن الحدود الغربية المصرية، أصبح واديها مركزا لتدريب الشباب والأطفال على حمل السلاح وإطلاق الصواريخ فيما بقى معلب المدينة مكانا لتنفيذا أحكام الإعدام التى يصدرها التنظيم بحق المخالفين له والمعارضين لتوجهاته.

«أحمد سلمان»، البالغ من العمر نحو 21 عاما، الذى قضى نحو ثلاث سنوات بمدينة درنة يعمل كنجار مسلح يحكى عن مداخل المدينة الثلاثة التى تحكم بها تنظيم أنصار الشريعة الليبى التى انتقل الإشراف عليها إلى تنظيم داعش بعد مبايعة انصار الشريعة للأخير.

«سليمان» قال: «درنة» هى أول مدينة ليبية تبايع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» علانية، حيث شهدت أول استعراض عسكرى لقافلة سيارات تابعة للتنظيم الدولى فى ديسمبر من العام الماضى، وتمثل نقطة انطلاق وتوزيع رئيسية لمقاتلى داعش فى ليبيا».

وأضاف «بوابات «الفتيح»، و«ضهر الحمر»، و«وادى الناقة» هى المداخل والمخارج الرئيسية والوحيدة بالمدينة الليبية، ويقف على كل منها نحو 5 أشخاص بينهم عشرات من المصريين الموالين للتنظيم وهم دائما ملثمون يرتدون الزى الأسود حاملين أسلحة آلية بينما يجلس كبيرهم بعيدا عنهم»، مستكملا «يتم الاطلاع على الأوراق وبطاقات الهوية وجوازات السفر ثم تفتيش ذاتى لكل الأفراد سواء كان الراغب فى مرور مصرى أو سورى أو ليبى أو يحمل أى جنسية أخرى».

وتابع «تفننت تلك التنظيمات فى تغيير أسماء المحلات التجارية بالمدينة لتحمل أسماء إسلامية بدلا من اسم العائلات أو الأفراد من أصحابها كما قاموا بمنع تدخين السجائر والشيش بالمقاهى والكافتيريات كما أنهم يقومون بتوقيع غرامات مالية تصل إلى 300 دينار ليبى على المحلات التى لم تغلق لتأدية الصلاة ثم يقومون بتفجيرها إذ ما تكررت المخالفة مرة أخرى».

وقال «الإتاوات التى تفرضها «داعش» على كل المحلات التجارية لا تتوقف عند حد الأموال فقط ولكنها تمتد إلى البضائع مثل محركات السيارات أو إطارات السيارات أو أى شىء آخر يحتاجونه فهم يحصلون على ما يريدون دون مقابل».

أما «عمر هاشم» فأكد أن أماكن التدريب للمقاتلين معروفة فى وادى درنة، كما أن المحكمة الشرعية الإسلامية هى المنفذ الوحيد للتقاضى بعد أن توقفت كل المؤسسات الحكومية الليبية عن العمل بالمدينة منذ نحو عام ونصف العام تقريبا.

وأكد الشاب البالغ من العمر نحو 25 عاما أن القاضى الشرعى فى تنظيم أنصار الشريعة بمدينة درنة هو «أبومريم»، وهو مصرى الجنسية، مضيفا «قبل عدة أشهر لجأت إلى «أبومريم» بصفته قاضيا وليس بصفته مصريا لاسترجاع حقى بعد أن نصب على أحد الليبين فى مبلغ 2000 دينار وتمكن أبومريم المصرى من إجبار الليبى على دفع أموالى.

وأضاف «فوق أسطح المنازل تتواجد صواريخ مضادة للطائرات ومدافع الـ14٫5 وهى من العلامات الدالة على قرب وجود مخازن أسلحة بالمكان إن لم يكن هذا المنزل هو المخزن نفسه».

وعن الضربة الجوية المصرية التى استهدفت مقارات ومخازن أسلحة تابعة لتنظيم داعش بمدينة «درنة» قال «هاشم» إن أحد عناصر «داعش» حاول استهداف الطائرة المصرية بصاروخ مضاد للطيران مما أجبر الطيار المصرى على قصفه مضيفا» هلل الجميع فور قيام الطيران المصرى بكتابة اسم مصر فى الجو».

واستكمل قائلا «بعد الضربة الجوية ساد الارتباك عناصر «داعش» فدفعوا بسيارات دفع رباعى، كتب عليها شعار الدولة الإسلامية باقية، وقد قامت بجولات فى شوارع المدينة ليعطوا العمالة المصرية الأمان ويحثوهم على عدم مغادرة المدينة حتى لا تصبح المدينة خالية فيتم استهدافهم بسهولة».

أبوأحمد البالغ نحو 33 عاما، مقاول، قال إن الوضع فى «درنة» خطير بعد أن انتشرت التيارات المتشددة واجتمعت كلها تحت راية «داعش»، مشيرا إلى أن هناك نحو ثمانية تنظيمات وكتائب تعمل بدرنة منها كتيبة شهداء أبوسليم الأقرب إلى الجيش والرافضة للانضمام لداعش وشباب مجلس الإسلام المنتمى لداعش وكتيبة البتار وكتيبة الطائفى وتنظيم أنصار الشريعة وكتيبة جند الله وتنظيم شرطة إسلامية الذى يهتم بتطبيق حد الجلد والسجن بشكل فورى وهدم الأضرحة الصوفية التاريخية.

وأضاف قائلا إن الجيش الليبى بقيادة اللواء خليفة حفتر يفرض حصارًا على المدينة ينتهى عند قرية «المرتوبة» التى تفصلها نحو ثلاثة كيلو مترات عن مدخل «الفتايح» الذى يسيطر عليه تنظيم «داعش» متابعا أن «داعش» يسيطر على 6 مخيمات رئيسية بالمدينة، أهمها قرية «الشيخة الغربية» ومنطقة «بو مسافر» فى غرب درنة أيضا، وهما من أكبر تمركزات الإرهابيين فى درنة.

وأكد أن المئات من العائلات التى تقطن المدينة اضطرت إلى تركها والفرار من الجماعات المتشددة والنزوح إلى خارج درنة، كاشفا عن أن قائد التنظيم فى «درنة» شخص يدعى «سفيان القوما» ويقيم فى منطقة السيدة خديجة أو منطقة الشركة الكورية سابقا، مضيفا أن أعداد المنضمين تحت لواء تلك التنظيمات يتجاوز الثلاثة آلاف فرد.

«عمر القناوى» البالغ من العمر نحو 26 عاما، والمقيم بدرنة منذ نحو أربعة أعوام تقريبا، قال إن إجراءات التفتيش أثناء الخروج من المدينة تشمل بعيدا عن أوراق الهوية التدقيق فى الأيدى للكشف عن المسيحيين وخاصة المصريين، وهو ما استدعى تهريب بعض الليبيين لدكتور مصرى مسيحى منذ نحو شهر بعد الحديث عن استهداف المسيحيين المصريين.

وأضاف «أكثر الرجال العاملين مع هذه التنظيمات السائقين الليبيين الذين يسألون دائما عن هوية المسافرين معهم، ويتحدثون معهم عن الإسلام، مضيفا أن عددا من المصريين تم توقيفهم من قبل عناصر «داعش» أثناء استقلالهم للسيارات الأجرة.

وتابع قائلا إن منطقة مسجد الصحابة من أهم مراكز تجمعات هذه العناصر فى «درنة»، مشيرا إلى أن أعدادا كبيرة من المصريين رحلت عن المدينة، لكن يبقى هناك نحو 10%، مضيفا «كانوا يريدون المصريين رهائن ودروعا بشرية فى حال أى هجوم أو اجتياح برى متوقع خلال الأيام المقبلة بسبب قلة الأسلحة التى بحوزتهم التى انحسرت بسبب الحصار المفروض عليهم من الجيش الليبى مختتما بقوله «بدأوا خلال الفترة الأخيرة فى استخدام سلاح السيارات المفخخة».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة