سلوى خطاب: لابد من تدخل الدولة فى السينما إن أرادت محاربة الإرهاب

الأحد، 06 ديسمبر 2015 10:00 ص
سلوى خطاب: لابد من تدخل الدولة فى السينما إن أرادت محاربة الإرهاب سلوى خطاب
حاورها فى تونس - جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتميز الفنانة سلوى خطاب بالطبيعية فى أدائها ودائما تسعى لخوض تجارب جديدة ومختلفة ولا تترفع أو ترفض أى تجربة لمخرج شاب يعرضها عليها طالما وجدت لديه فكرة جديدة أو رؤية مختلفة ولذلك تجدها دائما تكتشف مخرجين وتقدمهم للسينما فى أولى تجاربهم.. وفى حوارها مع اليوم السابع تكشف سلوى خطاب عما تحبه من الأدوار وتشرح كيفية تجهيزها لأى شخصية تجسدها كما تحكى عن قصة تربطها بالنجم أحمد زكى وتكشف عن مدى إنسانيته.. وتطالب سلوى الدولة بالتدخل فى صناعة السينما إذا كانت ترغب فى محو الأفكار الهدامة والقضاء على الإرهاب.

*نبدأ بمشاركتك الأخيرة فى مهرجان قرطاج فما رأيك بالدورة بعد انتهائها ؟ وهل غضبت لعدم حصولك على جائزة ؟


اعتبرها دورة ناجحة وهناك عدد كبير من الأفلام الجيدة، وعدم حصولنا على جائزة لا يزعجنى مطلقا وأنا احترم لجنة التحكيم ووجهة نظرها والأهم عندى استقبال الجمهور للفيلم بشكل جيد ونال استحسان عدد كبير منهم وكان ذلك واضحا من الندوة التى أعقبت عرض الفيلم .

* ما أهم الأفلام التى تابعتيها خلال المهرجان وأعجبتك؟


أعجبنى الفيلم الجزائرى " البئر " والفيلم السورى الوثائقى وفيلم المخرج المصرى الأستاذ داوود عبد السيد "قدرات غير عادية" وكان فيلما جيدا لديه رؤية سينمائية جيدة يحترم من خلالها عقلية المشاهد، فأفلام داوود دائمًا تدعو للتفكير وأنا فخورة به كمخرج مصرى، بالإضافة للمخرج الواعد كريم حنفى الذى أتنبأ له بمستقبل كبير، واعتبره إضافة للسينما المصرية لما يتمتع به من قدرات فنية عالية وكنت سعيدة أكثر بمعرفتى أن الفيلم سوف يعرض تجاريًا وسيعرض للطلبة بالجامعات لأن السينما وسيلة فعالة جدا للقضاء على الأفكار الهدامة، فالفن دائمًا ينقى ويطهر النفوس، وكنت أتمنى متابعة كل الأفلام ولكنى أشعر أن هناك مستوى جيدا من الأفلام فى تلك الدورة، وهذا يشعرنا بمستوى الأفلام العربية والأفريقية الجيدة .

* ماذا يمثل فيلم " باب الوداع " للفنانة سلوى خطاب فى مشوارها السينمائى ؟


شعرت باختلاف منذ أن قدم لى المخرج السيناريو وشعرت بأنه مخرج لديه لغة سينمائية عالية، فهو يعتمد أكثر على انفعالات الممثل، والصورة، وهذا ما جذبنى للفيلم، فالتعبير والتمثيل بدون حوار صعب، لأن الوسيلة الوحيدة لدى كانت التعبير بالعين، ولذلك شعرت أننى مع مخرج متميز، والرهان على التجربة خرجت منها بمكاسب كثيرة والحقيقة أننى لم أكن أتخيل رد الفعل، و مشاركته فى 4 مهرجانات فى عام واحد ويحصل على جوائز فهذا نجاح .

وأضافت : أنا أحب دائمًا أنا أساعد التجارب السينمائية الشابة، وكل جيل لابد أن يساعد الجيل الذى يأتى بعده، وهذا يحدث فى مصر طوال الوقت، فمثلا جيل السبعينات والثمانينات ستجده جاء على جيل كان يحمل إطارا كلاسيكيا، فكسر هذه الكلاسيكية، وبدأت تتطور السينما و لابد أن نساعد الجيل الجديد ونستوعب أفكاره حتى يندمج مع الناس .

* ماذا لو عرض عليك تجربة مثل تجربة " باب الوداع " مرة أخرى.. هل ستقبلى خوض التجربة؟


بالفعل، وهذه ليست أول تجربة بالنسبة لى، فكل فترة ستجدنى أقدم مثل هذه التجارب، فمن قبل قدمت مع المخرج أحمد ماهر فيلمه الأول "علامات أبريل"، وكان لديه طاقة فنية كبيرة، وهذا الفيلم كان بالنسبة له علامة، بدليل أنه قدم بعد هذه التجربة فيلم " المسافر " مع النجم العالمى الراحل عمر الشريف، ولذلك فأنا دورى دائمًا المساهمة فى خروج جيل من المخرجين ومعظم أعمالى قدمت تجارب كثيرة مع مخرجين يقدمون أعمالهم للمرة الأولى.

*ما أهم ما يميز المخرج كريم حنفى ؟


هو علامة جديدة فى السينما المصرية، وكان لديه إصرار ووعى فنى، ويملك أدواته جيدا، برغم أننا عملنا فى ظروف صعبة جدا منذ ثورة 25 يناير، لكن كان لدينا تمرد إيجابى وكنا نصور وقت الثورة، وهناك أيضا محمد أمين راضى المميز فى الكتابة، ولديه إيمان كامل بقدراتى ويحملنى عبء العمل ككل، ويرهقنى فنيا لكن هذا يجعلنى أبذل مجهودا مضاعفا.

* شاركتى من قبل بمهرجان قرطاج مع النجم الراحل أحمد زكى فما الفارق بين المشاركة الماضية ومشاركة هذه الدورة ؟


الفارق أننى أفتقد أحمد زكى، فهو فنان كان لديه الجانب الإنسانى كبير جدا، وأتذكر موقفا لا أنساه فقد ذهبت معه أنا ومنة شلبى لمكان فى تونس كنا معزومين فيه، وشعر بالتعب، فاستأذن ومشى، واعتقدت أنه ذهب للفندق، وجلسنا أكثر من 4 ساعات، وعندما خرجنا وجدناه فى انتظارنا بالسيارة، فقد رفض الانصراف خوفا علينا وقال لى: "أنا أخدتكم فلابد أن أعود بكم"، وهذا موقف لن أنساه .

* هل حدث تحول وتطور فى طريقة التمثيل والآداء للفنانة سلوى خطاب؟


طوال عمرى أحرص على تقديم أقصى طاقتى، وحاليا من المؤكد أننى أمتلك خبرة ونضجا فنيا لا أشعر به ولكن طاقتى تضاعفت، ودرست التمثيل فى المعهد العالى للفنون المسرحية، ولذلك أتعامل مع أى شخصية أقوم بآدائها بطريقة علمية مختلفة من خلال دراسة أبعاد الدور، وتناوله بشكل أعمق، وترى ذلك فى أعمالى مثل " عفاريت الأسفلت " و " الساحر "، كما عملت مع مخرجين كبار مثل عاطف الطيب، ورضوان الكاشف، وأسامة فوزى، وفى الدراما مع كاملة أبوذكرى فى سجن النساء .

* لماذا علّمت شخصية "عزيزة " فى سجن النساء مع الشارع المصرى والعربى ؟


المعلمة عزيزة شخصية ثرية وأنا اجتهدت فيها لدرجة أن الناس فى الشارع أصبحت تنادينى بعزيزة، ويرددون جملها " والله يا عزيزة كلامك كله حكم"، وعندما أشاهد نفسى يكون رد فعلى مثل الجمهور فأقول لنفسى: كيف تحدثت هكذا ؟ وكيف مشيت هكذا ؟ لأننى وأنا أمثل لا أشعر بنفسى، لكنى أتعمق فى الشخصية لا إراديا، وأتوحد معها بدون قصد، وعموما أحب أن تؤخذ الشخصية من الحياة، وتكون من لحم ودم، وأتمنى أن تكون كل الأعمال كذلك .

* ما الشخصية التى تحلمى بتقديمها ؟


كثيرة جدا، ولكن ما يهمنى هو العمل مع مخرج مميز، وبالفعل أصبح لدينا مخرجون مميزون يقدمون صورة جديدة ومختلفة واللقطات أصبحت سريعة، ونفسى أعمل كل الشخصيات التاريخية.

*لماذا لا نجد كتابات فى السينما حاليا لنجمات مثلك ومثل أبناء جيلك والأجيال الأخرى ؟


فى الماضى كان هناك كتاب يكتبون للمرأة وللنجمة، لكن حاليا الرجال سيطروا وأصبحنا نعيش عالم ذكورى حتى فى السينما، كما أصبحت الأعمال تكتب للرجال فقط، والسيدات النجمات عامل مساعد، وأتمنى أن تتغير الفكرة لأنه حاليا لا يوجد غير ياسمين عبد العزيز التى يكتب لها، وربما ذلك لأنها تقدم الكوميديا لكن لا يمنع أن يكون لدينا ممثلات مميزات.

*لماذا أصبح الاتجاه للسينما الترفيهية أو التجارية أكثر من الأفلام ذات القيمة ؟


السينما التجارية لا تمحى الأفلام ذات القيمة، فالسينما هى السينما، لكن المنتجين حاليا لا يتحمسون للأفلام الجيدة، وهذا دور الدولة، لأن كل أفلام الستينات كانت من إنتاج الدولة، وكل الأفلام المهمة الدولة هى التى ساهمت فيها، والأدب والسينما والغناء والكتاب تغير الأفكار الهدامة، والفكر المتطرف، كما أن الفن يختزل ويؤثر أكثر من الخطبة والندوة.

*هل السينما والدراما يعبران عن واقعنا المصرى والعربى ؟


للأسف يتحكم فى السينما عوامل مختلفة تتحكم فى الرسالة المقدمة، والمعلن فى الدراما التليفزيونية يتحكم فيها، وأتمنى التحرر من فكرة المعلن، فالدراما لن ينصلح حالها إلا إذا تحررت من تدخل المعلن فى اختيار النجوم وفى المضمون أحيانا .

*ما الجديد لدى سلوى خطاب حاليا ؟


لا يوجد حاليا غير مجموعة ترشيحات لكنى لا أحبذ الحديث عنها، إلا عندما أوقع عليها، وأتمنى أن يسرع المخرج كريم حنفى لتقديم عمله الثانى، ودائما أؤكد له أن استثمار النجاح مهم له وهو حاليا يحصد نجاح فيلمه، ولذلك نريده أن يقدم فيلمه الثانى، وحتى لو لم أكن فيه، وأحاول إقناعه بعمل فيلم بحوار.

*هل كنتِ تتمنين العودة لزمن الأبيض والأسود فى السينما ؟


كل زمن وله حلاوته، وأنا أعيش كل فترة، ولدى قدرة على التواصل مع كل الأجيال، وكل جيل يأتى بأفكاره ولغته.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة