محمد محمود حبيب يكتب: الخلافة والجهاد ومفاهيم خاطئة عند الدواعش وأمثالهم

الجمعة، 04 ديسمبر 2015 02:16 م
محمد محمود حبيب يكتب: الخلافة والجهاد ومفاهيم خاطئة عند الدواعش وأمثالهم عناصر تنظيم داعش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داعش، إنها ظاهرة مظلمة، ترتسم من خلال الحركة الثابتة الكئيبة، حركة الختم على القلوب والأسماع، والتغشية على العيون والأبصار.

كم تمنيّنا أن يكون وجودكم خرافة، بل نوعاً من الدعابة الحُلوة، والتفكه الجميل.

أيها الدواعش، ويا أيها المتشددون فى فهم منهج السلف: إن فى طبيعتكم آفة، وفى قلوبكم علة، وهذا ما يحيد بكم عن الطريق الواضح المستقيم، ويجعلكم تستحقون من الله أن يزيدكم مما أنتم فيه ، فالمرض ينشئ المرض، حقاً ومتى علم السفيه أنه سفيه؟ ومتى استشعر المنحرف أنه بعيد عن المسلك القويم؟ إنها سُنة الله فى الأشياء والأوضاع، وفى المشاعر والسلوك.
أيها الغافلون: لمِا تظنون أن دولتكم هى دولة الخلافة الراشدة والمنشودة فى عقولكم؟
ألا تعلمون أن اللفظ الوحيد لحديث عودة الخلافة (على منهاج النبوة)، والذى أخرجه الطيالسى فى مسنده (برقم (438)، وأحمد فى مسنده (4/273) فى نهايته تعقيب لحبيب بن سالم (أحد رواة الحديث) يوضح أن مرحلة الخلافة المنشودة قد انتهت!،وهى مرحلة خــلافة عمر بن عبد العزيز،فقال (حبيب):" فأدخلَ كتابى (أى الحديث مكتوباً)على عمر بن عبد العزيز، فسُرَّ به وأعجبه!
وأرى أن الحديث مكذوب فى عهد عمر بن عبد العزيز ، وهناك علة خفية غفل عنها من صححه، وهى أن أحد رواته وهو داود بن إبراهيم هو الواسطى الكذاب قاضى قزوين، وليس الصنعانــى الثقة.
وأصل الحديث وهو أول مرحلتين فقط (النبوة ثم الخلفاء) ثبت من عدة طرق، ولا يوجد فى أى منها ذِكر عودة الخلافة، وهذا يدلك على أن هذه الرواية من عودة الخلافة على منهاج النبوة شاذة أو منكرة، ولم يخرجها البخارى ولا مسلم برغم أهميتها القصوى( فليس مثلها كالأحاديث الصحيحة التى تركوها) لأنها مكذوبة!
ولكن تنزلاً فى حوارى معكم بفرض صحة الحديث فصفات دولتكم غير راشدة، فالخلافة الراشدة لا تقوم على سفك الدماء، بل تخلف ما يسبقها بطاعة وإحسان مثلما كانت خلافة الراشدون الأربع، تقوم على بيعة صحيحة أو شورى أو اختيار صحيح، لا تقوم على القتل واغتصاب الأرض.
أيها الدواعش، ويا أيها المتشددون فى فهم منهج السلف:
لمِا تقصرون مفهوم الجهاد على استخدام القوة لإجبار غير المسلمين على الإسلام؟
ولماذا تتمسكون بالحديث الضعيف" بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَى السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجعِلَ رِزْقِى تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِى .."؟
ألا تعلمون أن البخارى لم يخرجه فى صحيحه، ولكن أورد جزءاً منه تعليقاً أى ذكره بصيغة ليست على شرطه، وهذا من منهج البخارى فى صحيحه، وهو أخذه أجزاء من الأحاديث الضعيفة كاستأناس لمواضيع أخرى، فقد استشهد بهذا الحديث لذكر ما قيل فى الرماح !!
أيها الغافلون : لماذا تفرحون بالحديث الصحيح " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ ... "
أيها الغافلون: ألا تعلمون أن الأمر فى الحديث خاص بالمشركين المتربصين للمسلمين وقتها والمحاربين لهم؟ ألا تعلمون أن كلمة الناس يمكن أن تأتى ويراد بها فرد واحد أو مجموعة محددة كما فى قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ)آل عمران 173
ولا يستقيم المعنى بأن كل الناس قالوا: إن كل الناس قد جمعوا لهم، فمن يتبقى من الناس؟!! ونظائر ذلك فى لغة العرب كثير.
إلى الدواعش وإلى أمثالهم: ستصيرون عما قريب بعون الله كالفئران الهزيلة التى تتواثب فى الفخ، غافلة عن المقبض المكين، وسيكون مشهد عجيب، حافل بالحركة، مشوب بالاضطراب والتيه، وفيه فزع وحيرة، وفيه هول ورعب، وفيه أضواء وأصداء.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة