كتاب نجاة الصغيرة يكشف "دراما حياتها الكبيرة"

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2015 02:15 ص
كتاب نجاة الصغيرة يكشف "دراما حياتها الكبيرة" غلاف الكتاب
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرفض أن يجعلها تغنى لنفسها أغانيها الخاصة، يجعلها حبيسة مرحلة التقليد لأم كلثوم وأغانى الآخرين، يزجرها فى غضب حينما طلبت من أحمد رامى أن يكتب لها غنوة، يختار لها ملابس تبقيها فى مظهر سنى أقل من سنها الحقيقى، يرفض دعوات المختصين بمنح حنجرتها وحبالها الصوتية راحة، يرغمها على إحياء حفلات وسهرات وأفراح لعدة ليالى متعاقبة، دون هدنة، بينما تشعر أنها اسطوانة، كلما صفق لها الجمهور وهى تؤدى أغنية لأم كلثوم، ينتابها الحزن، التصفيق ليس لها، والجمهور يطالبها بأن تغنى أغنيات لها، لكن الأب يتعسف بقوله: محدش هيحفظ أغانى بنت صغيرة.

نزعت نجاة الصغيرة الفيونكة، من شعرها، لكن متعهدى الحفلات يضعون صورها القديمة فى إعلاناتهم، ووالدها يصنع لها أكليشيهات الدعاية ويصر على أن تبقى صغيرة لتبقى معجزة، تساعد نجاة الصغيرة بطبيعة تكوينها الجسدى الضئيل ونحولها نتيجة الضعف والإرهاق فتبدو دائما أصغر من عمرها الحقيقى بعامين على الأقل، يختار لها محمد حسنى والدها أثوابا مصممة للأطفال، وأحذية تلميذات المدارس، وجواب قطنية بالدانتيل الأبيض، يرفض طلبات الإذاعة لتسجيل أغانى خاصة بها، يرفض ويفوت عليها الفرصة بعد الفرصة، وفى أول مارس 1952 يتعاقد لها مع فرقتى منوعات فى وقت واحد، ويسهر بها ليلة مع فرقة محمود شكوكو بمسرح سينما الكورنيش بالجيزة، وليلة مع فرقة إحسان عبده فى صالة البسفور بميدان باب الحديد، وبحلول الصيف يحملها إلى الإسكندرية لتحى ثلاثين ليلة على مسرح لونا بارك بحى الإبراهيمية، ثم يعود بها مصابة بالسعال الحاد، ولأنه لا يؤمن بالطب، يسقيها الخل كعلاج مجرب للسعال.

فى كل ليلة تظهر نجاة أمام الجمهور مطربة هزيلة شاحبة، ضعيفة الحنجرة، تمسح دموعها قبل أن تخرج للناس، تحاول أن تبتسم، لكنها شاردة تقرض أظافرها أحيانا، وأحيانا أخرى تعبث بشعرها فى عصبية، كل هذه الدلائل حسبما كشفت رحاب خالد فى كتابها، نجاة الصغيرة الصادر مؤخرا عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، تشير إلى دراما كبيرة مرتقبة فى حياة الطفلة الواعدة، التى ستحفر اسمها فيما بعد فى عالم الفن والغناء.

فى الكتاب الجميل الذى كتبته رحاب خالد بجهد كبير، وأصدرته دار الكرمة فى طبعة أنيقة للغاية تكتشف تاريخا فنيا مجهولا من حياة الفنانة الرائعة نجاة الصغيرة، تكتشف دراما حياتية كبيرة أيضا، وطريقا طويلا قطعته نجاة بهموم مثقلة، وأعباء أبيها وزوجها الأول كمال منسى، اضطرت نجاة للهرب من بيت أبيها إلى بيت شقيقها عز الدين لتتخلص من قيود الأب واستغلاله الفنى لها، واضطرت بعد ذلك بسنوات لهجر زوجها كمال منسى مصطحبة طفلها "وليد" من أجل هموم فنها، أصرت نجاة الصغيرة على الطلاق من كمال منسى، واحتفظت بالأسباب للمحكمة حسبما تقول رحاب خالد فى كتابها، وفى نفس الفترة توقع عقدا جديدا مع "مصرفون" بدلا من "كايروفون" وتنتقل للعمل مع محمد فوزى صاحب الشركة الذى يرفع أجرها إلى 450 جنيها للتسجيل الواحد.

يتميز الكتاب بتغطية مراحل فنية عديدة فى حياة نجاة، يبدأ باكتشاف موهبتها على يد والدها محمد حسنى، وترددها على معهد الموسيقى العربية وحفلاته التى تغنى فيها للمرة الأولى، ويعرج على مسألة خلافها الكبير مع والدها، والمرة الأولى التى يستمع لها محمد عبد الوهاب فيعلق قائلا: يمكن يكون لها مستقبل.

تكتب رحاب خالد الفصول الأولى من الكتاب بلغة تشعر أنها تنتمى للحقبة الزمنية التى جاءت منها نجاة، تعنون الفصل الثانى بجملة "كأن وراء صوتها ما هو أقوى"، وتصف بمنتهى الدقة قاعة الاحتفالات التى تحتضن الليلة الأولى للطفلة الصاعدة: "كانت قاعة الاحتفالات قد أضيئت بمشكاوات ذهبية صغيرة على الجانبين تتصدرها مقصورتان تحملان شعار المملكة الأخضر يمتد بينهما ستار مهيب من القطيفة الخضراء.

وقصة درامية أخرى تثيرها الكاتبة رحاب خالد فى كتابها، بالإشارة إلى رغبة نجاة المستميتة فى التخلص من لقب "الصغيرة" الذى صار مكون رئيسى فى اسم شهرتها، تقول رحاب: ونجاة لحسن الحظ لا تتقدم فى السن، ولا تزيد فى الوزن، والزمن يمر عليها فلا يفعل بها ما يفعله بكل الناس، حتى إنه لا يحسب عليها الأيام التى تعيشها، ربما يحسبها لها، فى إحدى الحوارات الصحفية تتطرق نجاة إلى لقب الصغيرة وتقول: أن كان الصغر ميزة فأنا أعتز بها، وإن كان عيبا، فأعتقد أن كثيرات يتمنين أن يكون عيبهن.



اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015



موضوعات متعلقة..


- "زايد للكتاب" تعلن القائمة الطويلة لفرعى"الترجمة" و"التنمية وبناء الدولة"















مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة