الإبادات الجماعية بـ"القرون الوسطى" تعود فى 2015.. أقلية "الروهينجا" المسلمة فى ميانمار تباد على يد السلطات.. والمعارضة تتستر على "المذابح".. والآلاف يفرون إلى ماليزيا وإندونيسيا بحرا أملا فى النجاة

الجمعة، 06 نوفمبر 2015 05:38 ص
الإبادات الجماعية بـ"القرون الوسطى" تعود فى 2015.. أقلية "الروهينجا" المسلمة فى ميانمار تباد على يد السلطات.. والمعارضة تتستر على "المذابح".. والآلاف يفرون إلى ماليزيا وإندونيسيا بحرا أملا فى النجاة أقلية الروهينجا المسلمة فى ميانمار
كتب - رباب فتحى - محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى تعيش فيه البشرية عصر التقدم والحضارة والتعايش السلمى، تواجه الأقلية المسلمة فى دولة "ميانمار" فى العصور الوسطى الاضطهاد العرقى وإبادات جماعية ممنهجة من قبل السلطات المحلية وسط صمت تام من جاب قوى المعارضة داخل تلك البلد الآسيوى الصغير، بالإضافة لغض طرف نظر العالم عنها.

مأساة سكان الروهينجا


وتعيش تلك الأقلية المسلمة المسالمة مأساة رهيبة، بسبب التنكيل بهم وتعرضهم للقتل والتعذيب، وبجانب ذلك يستعدون للمخاطرة بكل شىء ليفروا من الجحيم، فمع انتهاء موسم الرياح الموسمية "المونسون" يسعى الآلاف إلى الهجرة عبر البحر إلى تايلاند وماليزيا وإندونيسيا حتى لو كانت تلك الهجرة ستسبب فى موتهم غرقا.

المعارضة المحلية تتستر على المذابح


وفى السياق نفسه، دعت المعارضة فى البلاد "أونج سان سو تشى" التى تواجه انتقادات بسبب صمتها حيال أقلية "الروهينجا" المسلمة المضطهدة، إلى عدم المبالغة فى توصيف المأساة والمذابح التى تتعرض لها الأقلية، وذلك فى الوقت الذى تتحدث فيه تقارير أمريكية من بينها تقرير لجامعة "يال" الأمريكية عن "إبادة".

وفى مؤتمر صحفى كبير قبل ثلاثة أيام من انتخابات تشريعية تاريخية، ردت "سو تشى" على استخدام كلمة "إبادة" فى سؤال طرحه صحفى، وقالت: "من المهم جدا عدم المبالغة فى وصف مشاكل البلاد"، على حد تعبيرها.

وأضافت المعارضة المتواطئة بصمتها مع السلطات: "أن البلد برمته فى وضع خطير وليس ولاية راخين وحدها".

وتقع "راخين" فى غرب البلاد حيث يعيش آلاف من الروهينجا وعدد كبير منهم فى مخيمات للنازحين.

أكثر من 140 ألف شخص يعيشون فى مخيمات


وفى 2012 اندلعت أعمال عنف فى ولاية راخين أسفرت عن سقوط أكثر من 200 قتيل معظمهم من المسلمين، واضطر آلاف لمغادرة بيوتهم، وما زال اكثر من 140 ألف شخص يعيشون فى مخيمات بينما يحاول آلاف كل سنة الهرب من البؤس والاضطهاد.

التطرف البوذى


وتواجه البلاد أيضا صعودا للتطرف البوذى الذى تجسده حركة "لجنة حماية الجنسية والديانة" (ماباثا) بقيادة الراهب ويراتو، الذى يروج لخطاب عنيف ضد المسلمين.

وأعرب ديفيد ماثيسون من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المدافعة عن حقوق الإنسان، عن أسفه لأن وضع الروهينجا المجردين من الجنسية فى ولاية راخين كارثى فعلا، وردت المعارضة البورمية اليوم برد مبهم.

1.3 مليون مسلم يواجهون اضطهادا من "البوذيين"


كانت قد واجهت "أونج سان سو تشى" فى الأشهر الأخيرة انتقادات فى الخارج لصمتها بشأن 1.3 مليون من الروهينجا المسلمين الذين يواجهون أعمال عنف دينية وقوانين تمييزية فى بلد يشكل "البوذيون" غالبية سكانه.

تقرير جامعة "يال" حول الإبادة فى بورما


وكانت جامعة "يال" الأمريكية، قالت فى تقرير لها الأسبوع الماضى إن هناك "أدلة دامغة" تسمح بوصف ما يجرى ضد الروهينجا بـ"الإبادة".

ويتحدث طلاب الحقوق، الذين أجروا تحقيقا قانونيا، عن عمليات قتل وفرض قيود على الإنجاب وشروط من شأنها أن تدمر المجموعة كالعيش فى المخيمات والحرمان من الغذاء والعناية وهو ما ينطبق على تعريف الإبادة.

الهروب فى مراكب هشة


واحتل مصير "الروهينجا" صدارة العناوين الرئيسية للصحافة الدولية فى مايو الماضى عندما فر آلاف منهم فى مراكب هشة وعلقوا فى خليج البنغال بعد حملة ضد شبكات التهريب السرية فى تايلاند.

إلا أن "سو تشى" وعدت "بحماية كل الذين يعيشون فى هذا البلد" طبقا لحقوق الإنسان، لكنها لم تذهب أبعد من ذلك فى وقت يحاول البوذيون المتطرفون إسقاط مصداقيتها لدى الناخبين بوصفتها مؤيدة للمسلمين.

مخاطر السفر عبر البحر


وكان قد ذكر تقرير لصحيفة "التليجراف" البريطانية منذ عدة أيام، أنه رغم المخاطر التى تتعرض لها الأسر المهاجرة إلا أن مسلمى الروهينجا "المضطهدون" يستعدون لـ"موسم الإبحار" حتى مع احتمالية تعرض مراكبهم للغرق، أو الموت جوعًا أو الإصابة بالأمراض خلال هذه الرحلة الخطرة، وإذا نجوا من كل ذلك، فهم عرضة للاختطاف من قبل عصابات المهربين فى مخيمات بالغابات للحصول على فدية مقابل الإفراج عنهم.

أوضاع مذرية


وأضافت التليجراف، أن أوضاع الأقلية التى لا تحمل الجنسية بائسة ويرثى لها، فهم محتجزون فى مخيمات قذرة فى ميانمار التى تهيمن عليها البوذية، ولم يعد أمامهم خيارا إلا أن يلتحقوا بمراكب المهاجرين.

ويقول بعض السكان لـ"التليجراف"، إن عصابات المهربين تستغل الوضع وتجذب العملاء بتقديم الوعود لهم بحياة أفضل، إلا أن تحقيقًا جديدًا لمنظمة العفو الدولية يكشف أن المئات وربما الآلاف قد لقوا حتفهم منذ بداية العام.

رحلات مميتة


واعتمدت العفو الدولية فى تقريرها "رحلات مميتة.. أزمات اللاجئين والمهربين فى جنوب شرق آسيا"، على لقاءات مع أكثر من 100 لاجئ من الروهينجا تمكنوا من الوصول إلى إندونيسيا عبر البحر.

وأشارت التليجراف إلى أن الأمم المتحدة قدرت أن ما يقرب من 370 شخصًا فقدوا حياتهم بين شهرى يناير ويونيو، عندما قمعت تايلاند المهربين ووجدت مقابر جماعية فى مخيماتهم، ومع ذلك تعتقد العفو الدولية أن الأعداد الفعلية أكثر من هذا الرقم بكثير.

عشرات القوارب المهاجرة


وقال شهود عيان، إنهم شاهدوا عشرات القوارب الضخمة مليئة باللاجئين والمهاجرين، لكنه لم يصل منها سوى خمسة إلى إندونيسيا وماليزيا، وفقا لمصادر فى الأمم المتحدة.

وقالت منظمة العفو الدولية، إن المئات ربما تم قتلهم أو بيعهم خلال محاولاتهم الفرار من ميانمار على متن قارب فى وقت سابق من العام الجارى، وأكد شهود أنهم رأوا بعض أفراد طاقم القارب يقتلون الأشخاص الذين رفضت عائلاتهم دفع فدية لهم.

أوضاع مرعبة


ونقلت الصحيفة عن أنا شيا، وهى باحثة فى العفو الدولية، قولها "الانتهاكات الجسدية اليومية التى تتعرض لها أقلية الروهينجا، الذين حوصروا فى قوارب فى خليج البنغال وبحر أندامان، مرعبة بصورة لا يمكن للكلمات أن تصفها، فهم فروا من ميانمار لكنهم استبدلوا كابوسًا بآخر".

وقالت الصحيفة، إنه فى العام الماضى قام 63 ألف شخص بهذه الرحلة الخطرة، وسيحاول الآلاف مرة أخرى الشهور المقبلة.


موضوعات متعلقة..


"التليجراف" ترصد معاناة أقلية الروهينجا المسلمة فى بورما.. وتؤكد: الآلاف يستعدون لخوض "رحلات الموت" عبر البحر للفرار إلى تايلاند وماليزيا وإندونيسيا.. و100 ألف هربوا منذ 2012 والمئات لاقوا حتفهم








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة