محمد أبو هرجة يكتب: القوة الخفية

السبت، 24 أكتوبر 2015 12:00 م
محمد أبو هرجة يكتب: القوة الخفية قطار - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اقتربت عقارب الساعة من الثامنة صباحا موعد القطار الذى يريد اللحاق به. قيامه متأخرا من النوم ونزوله مسرعا أصابه بالارتباك والتوتر فلم يتبق أمامه سوى ثلاثين دقيقة من أجل اللحاق بالقطار ورغم سرعته فى التحرك والشوارع الخالية، إلا أن سرعة عقارب الساعة هذه المرة تفوقت على سرعة الصاروخ وعند وصوله شاهد القطار وهو يسير بسرعة بعيدا وكأنه يهرب منه، فشعر بخيبة أمل كبيرة ورجع إلى منزله يهذى بكلمات الندم والحزن وجلس يشاهد الأخبار على التليفزيون، فوجد خبرا صادما بوقوع حادث لقطار الثامنة صباحا ووقوع الكثير من الضحايا فابتسم وتنفس الصعداء وسأل نفسه ما هذه القوة الخفية التى أبعدته عن ركوب هذا القطار.لأول مرة يتأخر فى القيام صباحا.إنه القضاء والقدر .

هذه القوة الخفية التى تراها تتحكم فى حياتك كثيرا فكل ما ترتب له من أحداث وقد تعتقد أنك سيطرت على الأمور ولكن تأتى الأحداث عكس ما كنت ترتب له لتقلب الأمور رأسا على عقب وتكون أنت فى هذه اللحظة رد الفعل وليس الفعل. جزءا من الحدث وليس الحدث نفسه. فهناك قوة خفية قد أحاطت بك وإزاحتك جانبا وأنت لا تملك أن تفعل شيئا وهكذا هى الحياة أحداث إرادية وأحداث لا إرادية خيال قد يكون واقع وواقع قد يصبح خيالا. تفكر فى أمر ما وتتوقع النتيجة ولكن فجأة تجد نفسك خارج هذا الأمر وتجد نفسك فى مقاعد المتفرجين وأحيانا لا تجد مقعدا أساسا.

فعندما تبحر فى ذكرياتك وتتذكر أحداثا بالكامل حدثت وكيف كنت تستعد لها وكيف كانت النهاية وتقارن بين حالتك النفسية فى البداية والنهاية، وما كنت تتوقعه ستضحك أحيانا ستخجل من نفسك أحيانا ستندم أحيانا ولكن ستدرك أنه قضاء الله وقدره، وكما قال رسولنا عليه افضل الصلاة والسلام ”إَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ" لترتاح ولتقبل بما يحدث لك ولا تندم على الماضى فلا فائدة من الندم عليه ولا تخاف من المستقبل الذى لم يأت بعد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة