مثقفون: منع أردوغان عرض مسرحية "ماكبث" دليل تخلف نظامه وقمعه للحريات

الجمعة، 02 يناير 2015 04:00 م
مثقفون: منع أردوغان عرض مسرحية "ماكبث" دليل تخلف نظامه وقمعه للحريات أردوغان
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن قامت السلطات التركية بمنع عرض مسرحية "ماكبث" لـ"ويليام شكسبير"، بحجة أنها تحمل إسقاطًا على الحكم الحالى، وتحديدًا الرئيس رجب طيب أردوغان، أكد عدد من المثقفين المصريين، أن منع عرض المسرحية يدل على تخلف السلطة التركية، وواحد من سلسلة الإجراءات التعسفية التى ينتهجها أردوغان فى حكم تركيا.

الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن منع عرض مسرحية ماكبث، لوليام شكسبير، دليل قاطع على تخلف السلطة التركية، لأنها ليست مسرحية جديدة، حتى يمكن أن تختلف حولها الآراء الآن، فهى مسرحية عمرها نحو 400 عام.

وأضاف "حجازى"، المسرحية منذ كتبها شكسبير، وهى تنال إعجاب الناس، سواء بموضوعها أو بلغتها، لكن أردوغان يعطى دليلا على تخلفه وجهله، وأيضًا عدائه المستحكم للحرية ولحقوق الإنسان، وحرية التفكير والتعبير.

وأوضح الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، أن أردوغان الذى يساعد الإرهابيين على ما يفعلونه فى المنطقة كلها، فى سوريا والعراق، وليبيا، وفى مصر أيضًا، هذا الحاكم المتخلف الطاغية، نتركه ليحكم عليه الأتراك، وأتأكد أنهم سوف يسقطونه، كما أسقطنا نحن جماعة الإخوان.

وقال الناقد الدكتور شريف الجيار، رئيس الإدارة المركزية للنشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب، إن الوقت الآن ليس وقت منع أى نوع من أنواع الفنون أو مصادرة أى شكل من أشكال الإبداع فى ظل عالم يعتمد على التكنولوجيا، وينتج ما يعرف بالثورة المعلوماتية، خاصة بين فئات الشباب، ولكن علينا قبل أن نمنع الأعمال الإبداعية، أن نستوعب ما يحدث على كوكب الأرض، من تغييرات ثقافية يومية، ومن تغيرات موجودة فى كل أنحاء العالم.

وأضاف الدكتور شريف الجيار، أنه لا يمكن لسلطة أن تصادر عملًا أدبيًا أو فنيًا إلا إذا كان هذا العمل يهز ثوابت، أو ينشر عادات سيئة أو يهدد الأمن القومى، ولكن أن يصادر حاكم أو سلطة عملًا تراثيًا مثلما فعل أردوغان فى إيقافه لمسرحية "ماكبث" لـ"وليام شكسبير"، فهذا نوع من أنواع التخبط ومن الهيمنة التى لا يقبلها مثقفو تركيا، والذى يمثل خطرًا ليس فقط على الصعيد الثقافى داخل تركيا، ولكن هذا العمل يشى بدكتاتورية سلطة أردوغان، وأنه شخصية لا يقبل الحوار مع معارضيه، أو حتى الحرية فى قبول أنواع أدبية تحاول أن تصلح من سلطة الحاكم، إذا حادت عن الرشاد.

وقال "الجيار"، أعتقد أن مثقفى تركيا، وهى البلد التى شهدت تغيرات فى الـ20 عامًا السابقة على الصعيد الفكرى والاقتصادى، لا يمكن أن يقبلوا هذه الدكتاتورية فى التعامل مع الإبداع التى تشى بخوف باطن من أن تحرك مثل هذه المسرحيات شعبًا لإطاحة بالسلطة أو إزالتها.

وأضاف الدكتور شريف الجيار، لكن من وجهة نظرى أن الحاكم الرشيد هو الحاكم الذى يمتلك فكرًا تنويريًا والذى يعطى فرصة لمعارضيه لأن يناقشوه ويحاوروه، وهذا ما نشهده فى مصر فى الفترة الأخيرة، حينما وجه الرئيسى السيسى إلى وجوب تطوير الخطاب الدينى، حتى نواجه قوى الظلام، التى تحول أى تقدم أو حماية واعية للشعوب، وتصدر إرهابًا وفكرًا منغلقًا ومشاكل اجتماعية ونفسية تعانى منها الدول، وهو ما نشاهده فى مصر من بعض التيارات الأصولية المنغلقة، والتى تحتاج إلى آليات تطوير مع التعامل مع الشعب المصرى.

وأوضح الجيار، أعتقد أن الدولة المصرية تتجه نحو التنوير المسئول والفكر العاقل، والرؤية العلمية الموضوعية للأمور، وهذا يمثل سببًا للتقدم ولاستيعاب الأصوات الجديدة من الشباب وبث الوعى والتحفيز، لكل رأى مفيد، ومسئول فى الوطن.

وقال الشاعر محمود قرنى، إن النظام التركى يعد مشكلة مركبة ومعقدة، للأسف وصلت تركيا العلمانية، إلى طريق مسدود، مع أردوغان وجماعته، وليس غريبًا على الحزب الحكام هناك الذى قتل مئات الأكراد والأتراك، وأباد ملايين الأرمن، وقتل متظاهرين سلميين، فى ميدان تقسيم أن يمنع مسرحية "ماكبث".

وأوضح "قرنى"، أن هذا ليس أول تصرف يقوم به أردوغان لقمع حرية التعبير، فهو أمر قبل ذلك بالقبض على رئيس تحرير جريدة الزمان، أكبر جريدة تركية كانت مؤيدة له، مع أكثر من 12 صحفيا، من كبار صحفييها، وألقى بهم ف السجن، ومارس ضغوط رهيبة على المجتمع المدنى وعلى الأحزاب السياسية وتعامل معها باعتبارها إرهابية، وذلك فإنه ليس غريبًا فى هذا المناخ، أن تصل الحريات إلى هذا المستوى المتدنى، وهى بداية النهاية، لحكم ما يسمى بالإسلام السياسى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة