كاتب بريطانى: اجتثاث داعش يتطلب توافقا إقليميا واسعا

قال الكاتب البريطانى ديفيد جاردنر، إن الهجمات الصاروخية التى شنتها أمريكا وحلفاؤها فجر أمس الثلاثاء، على أهداف داعشية فى سوريا، وسّعت ساحة القتال لتشمل كافة المناطق التى يسيطر عليها التنظيم.

ورأى - فى مقال نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز)- أن الحرب بذلك باتت إقليمية، ذات عناصر كثيرة متغيرة يصعب توليفها لصياغة استراتيجية ناجحة.

وحذر جاردنر من مغبة أن تسير الحرب ضد داعش على منوال عمليات مكافحة الإرهاب التى حدثت فى الصومال واليمن، وقال إن المخاطر فى هذه الحرب أكبر، وسيتطلب إنزال الهزيمة بداعش تبّن ِاستراتيجية مُحكمة الصياغة.

وأشار جاردنر إلى أن الأمور فى بدايتها تبدو مبشرة؛ حيث تشعر الدول المجاورة لكل من سوريا والعراق بالتهديد الداعشى، كما تقف الدول السُنية وراء التحالف الأمريكى الغربى فيما يُعتبر موافقة سُنية عربية على تلك الحرب.. حتى إيران، التى بَنت فى السابق الهلال الشيعى الممتد من طهران إلى بغداد، تقف فى ذات الجانب وإن كان ذلك على طريقتها الخاصة.

واستدرك صاحب المقال مُحذرا من أن الحقائق على الأرض لا تزال صعبة؛ ذلك أن الغالبية السُنية فى سوريا تشعر بخيانة المجتمع الدولى لها ولا سيما أمريكا بتركها فريسة بين أنياب الأقلية العلوية الحاكمة.. وفى العراق تشعر الأقلية السنية بالإقصاء بعد أن أطاح بها الاجتياح الأمريكى للعراق عام 2003 من السلطة وتم تهميشها بعد ذلك على أيدى الأغلبية الشيعية الحاكمة.

ويرى جاردنر أن الوحشية التى يمارسها مسلحو داعش إنما نبتت ونمت على هذه الأرضية من اليأس.. ومن ثم فإنه يتعين على واشنطن وحلفائها أن يُقنعوا بطريقة أو بأخرى، السُنة أن الجهاديين ليسوا أهون الشرور.

كما أنه ليس جيدا ما يتردد حول عدم شنّ أمريكا هذه الحرب إلا بعد ذبح الدواعش لاثنين من الصحفيين الأمريكيين ونشْر فيديو ذبْحهما على الإنترنت، وأنها لم تفعل ذلك انتقاما لمقتل نحو مائتى ألف سورى أو لدى ظهور الدواعش فى العراق.

وأكد جاردنر فى ختام مقاله أنه من الصعب على أى ائتلاف، اجتثاث داعش دونما توافق إقليمى واسع يقص الجذور التى يتغذى عليها التنظيم المتطرف.