رحاب على خليل تكتب: مصر هبة النيل‎

بالرغم من حملات إزالة إشغالات الطرق والميادين التى تقوم بها الداخلية فى جميع أنحاء الجمهورية، وإزالة التعديات الموجودة فى الشوارع الرئيسية مثل شوارع وسط البلد التى أصبحت رائعة المنظر، وهى خالية من الباعة والأشياء التى كانت تملأ الأرصفة وتعوق المارة من السير وتؤثر على السيولة المرورية.

تحول كورنيش النيل من مكان للاستمتاع بمنظر نهر النيل الساحر سواء كان ليلا أو نهارا إلى مكان يملأه باعة للمشروبات والأكلات الخفيفة، موجودون بكثافة وفى كل الأوقات فعندما يفكر أى شخص الوقوف على الكورنيش للنظر إلى النيل يتفاجأ بالكثير من الباعة اصطفوا من حوله لإجباره على شراء أى شىء يبيعونه حتى لو كان لم يريدها فى هذا الوقت، ولكن الأكثر سوءاً أن يمنعوه من الوقوف لأنهم يضعون مقاعد للجلوس عليها بالإكراه مقابل مبلغ من المال، فبعض الأشخاص التى تحتاج إلى النظر للنيل لكى تلقى بهمومها وأعبائها فيه وتعود إلى منازلها أو أشغالها صافية الذهن وهادئة الأعصاب للأسف تستسلم لهذا الإجبار وتجلس على هذه المقاعد مضطرة، ولكن يوجد أشخاص آخرون بسطاء أو محدودى الدخل لا يقدرون أن يتحملوا تكلفة الجلوس وشراء أى مأكولات أو مشروبات فى هذا المكان، حتى لو كانت أقل ثمنا من تكلفة الجلوس فى المطاعم والمقاهى الفاخرة، ولكن هذه ظروفهم المادية البسيطة تجعلهم ينصرفون عن رؤية أى شىء سوف يكلفهم حتى لو كان نهر النيل الذى يعتبر الهبة التى وهبها الله لمصر ورفع من شأنها بمروره فى أراضيها، ولكن أحيانا يقوم المسئولون بالتعامل مع مثل هذه الإشغالات بإزالتها والتصدى لها بمنعها من الوقوف فى هذه الأماكن التى تعتبر ملكا للجميع، وهؤلاء الباعة يعودون مرة أخرى ولم يتم السيطرة عليهم وإزالتهم بصورة نهائية، ولكن ليس استغلال الباعة للمارة على كورنيش النيل هو السبب الوحيد الذى يدفع الكثير من المواطنين الشكوى والتذمر ولكن يوجد سبب آخر، وأعتبره ذى أهمية كبيرة ليلتفت إليه المسئولون لحل هذه المشكلة، وهو تشويه المنظر العام للكورنيش وإفساد قيمته من منظر طبيعى وجمالى ساحر يأتى إليه العديد من السائحين أصحاب الجنسيات المختلفة، ويعتبروه أهم شىء يتشوقون لرؤيته عندما يأتون إلى مصر إلى مكان مزدحم وملىء بالمقاعد والباعة الذى يكون بعضهم أو الكثير منهم ذُو تصرفات غير لائقة مع الناس الواقفين على الكورنيش، مما يضطر السائحين الانصراف عن رؤية نهر النيل والذهاب إلى أماكن أخرى ولذلك نتمنى أن يوجد حل سريع ونهائى لهذه المشكلة، نريد عودة الكورنيش كما عهدناه سابقا، مكانا لكل المصريين وليس حكرا لأحد، نريد أن نستعيد ما سلبه الكثيرون منا وفرضوا علينا هذا المنظر غير الحضارى الذى لا يليق وجوده على ضفاف أعظم نهر فى العالم نهر النيل.