"الإسكندرية السينمائى الـ30".. دورة الرومانسية والنجوم والدموع الصافية

الأحد، 14 سبتمبر 2014 11:06 ص
"الإسكندرية السينمائى الـ30".. دورة الرومانسية والنجوم والدموع الصافية مهرجان الإسكندرية السينمائى
الإسكندرية - محمود ترك - عمرو صحصاح / تصوير - أحمد عرب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتواصل لليوم الخامس على التوالى فعاليات الدورة الـ30 لمهرجان الإسكندرية السينمائى، برئاسة الناقد الأمير أباظة، وسط حضور قوى من النجوم المصريين والعرب، ومشاركة حوالى 125 فيلمًا فى مسابقات المهرجان المختلفة، ودمعت عيون الفنانين أثناء تكريمهم، على رأسهم نور الشريف، ومحمد منير.

وعرض الفيلم السورى «سلم إلى دمشق» للمخرج محمد ملص الذى لم يحصل على تأشيرة دخول البلاد، وحالت الظروف دون حضور عرض فيلمه بالمهرجان، والفيلم تكمن أهميته فى الإسقاطات والتلميحات السياسية التى يحفل بها، حيث تدور أحداث الفيلم فى بيت بدمشق قديم تملكه سيدة كبيرة، ويسكن به شباب من الجنسين ينتمون إلى بيئات مختلفة من سوريا، تجمعهم أحلام التغيير، ومناشدة الحرية المسلوبة منهم، ورفضهم القمع الذى يعيشون به، وتبرز خلال الأحداث شخصية «غالية»، فتاة فى العشرين من عمرها، تتقمصها روح «زينة» الشابة التى فى مثل عمرها وغرقت فى البحر بعد اعتقال والدها، وتعجز معظم الشخصيات عن إيجاد حل واقعى للأزمة، فيلجأون إلى حل خيالى بالصعود إلى أعلى السطح متوجهين إلى السماء.
ويحفل المهرجان بالعديد من الأفلام التى تحمل إسقاطات سياسية وتتلامس مع واقع الشعوب العربية، سواء حاليًا أو ما قبل ثورات الربيع العربى.
وشهدت فعاليات المهرجان عرض الفيلم المصرى «قبل الربيع» المشارك فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، للمخرج أحمد عاطف، ويحكى الفيلم قصص شباب قبل ثورة 25 يناير، ودعواتهم لإقامة الثورة فى وقت عيد الشرطة، والصعاب التى تعرضوا لها من جهاز أمن الدولة السابق، والتعذيب داخل السجون، مع وجود إسقاطات مباشرة على شخصيات سياسية بعينها فى الحزب الوطنى، وأيضًا من شباب الثورة.
وقال المخرج أحمد عاطف لـ«اليوم السابع» إن فكرة تقديم فيلم «قبل الربيع» جاءت منذ عام 2007، حينما كان يتابع مدونات نوارة، ابنة الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، حيث كان حريصًا على قراءة ومتابعة مدوناتها، نظرًا لشغفه بهذه النوعية من المدونات، الأمر الذى جعله يرغب فى تقديم فيلم عنها، على حد قوله، مشيرًا إلى أنه طالب «نوارة» بأن تتعلم كتابة السيناريو حتى يقدما فيلمًا سويًا عن موضوع سياسى شائك، ثم شرع بعدها فى كتابة فيلم بعنوان «التراب والنار»، ولم يخرج للنور، ثم كتب الاثنان فيلمًا آخر بعنوان «سر السعادة»، وكان عن المدونين الاجتماعيين، حتى قامت الثورة، فجلس مع «نوارة» واتفقا أن يقدم فيلمًا عن المدونين فى الثورة.
وعن ترشيح الأبطال، قال «عاطف» إن اختياره للأبطال كان مناسبًا للغاية، حيث جاءت حنان مطاوع فى دورها المناسب، وكذلك هنا شيحة، وأحمد وفيق، وباقى العاملين بالفيلم.
وفيما يتعلق بتقديمه لبعض الشخصيات الثورية بالعمل، قال «عاطف»: لم أقدم أحدًا بعينه، فمثلًا شخصية حنان مطاوع لم تقدم شخصية أسماء محفوظ، كما يعتقد البعض، لافتًا إلى أن شخصية «حنان» بالفيلم بها «لدغة» عند الجمل التى تنطقها مثل أسماء محفوظ، لكن ليس معنى ذلك أنه يقدم شخصيتها، فهذه محجبة، أما حنان مطاوع بالفيلم فغير محجبة، وكذلك شخصية أحمد وفيق الذى يفقد عينيه بالفيلم، ليس معنى ذلك أنه يقدم شخصية الثورى أحمد حرارة، حيث إن والد وفيق بالفيلم كان أحد أبرز أعضاء الحزب الوطنى، ووالد «حرارة» لم يكن كذلك أيضًا، لافتًا إلى أن كل شخصية بالعمل عبارة عن 3 أو 4 شخصيات، مؤكدًا أنه يمزج بين الواقع والخيال بهذه الشخصيات.
وأضاف «عاطف»: لم أغازل أحدًا من النشطاء السياسيين بعينه، ولن أزور التاريخ لمجاملة أحد، موضحًا أنه بصرف النظر عن اختلاف البعض مع عدد كبير من النشطاء، مثل أعضاء حركة 6 إبريل، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر دورهم الفعال فى المشاركة فى ثورة 25 يناير.. وبخصوص توجيه النقد للفيلم من أنه يسرد الشخصيات بالتفصيل، وقد يؤدى ذلك إلى المط والتطويل، قال «عاطف»: أنا أقدم فيلمًا للتاريخ، وللأجيال المقبلة، فمن لم يعاصر الثورة حينما يشاهده بعد 10 سنوات أو أكثر يستطيع أن يفهم طبيعة الأحداث التى يتناولها الفيلم، ويدرك جيدًا تفاصيل الفترة التى يقدمها العمل، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأعمال الفنية التى قدمت عن الثورة، حينما تشاهدها لن تفهم منها شيئًا، ولن تستطيع أن تدرك ما الذى يريدون إيضاحه أو تقديمه للجمهور.
وأكد «عاطف» أنه بدأ التحضير للفيلم قبل اندلاع ثورة يناير، وحينما عرضه على نجوم كبار- رفض ذكر أسمائهم - رفضوا الفيلم تخوفًا من نظام مبارك، وحينما قامت الثورة ظهروا كأنهم أبطالها. وبعيدًا عن السياسة، يشهد المهرجان عرض الفيلم الفرنسى الرومانسى «أيام مشرقة قادمة»، إخراج ماريون فيرنو، وتدور أحداثه حول «كارولين»، طبيبة أسنان متقاعدة تذهب لحضور درس لمستخدمى الكمبيوتر، وعلى الرغم من أنها متزوجة فإنها تقع فى غرام معلمها الشاب الذى يصغرها فى السن، ويكتشف زوجها هذه العلاقة.
ومن الإيجابيات المميزة لدورة المهرجان هذا العام الحضور اللافت للنظر من العديد من النجوم، أبرزهم نور الشريف الذى تحمل الدورة الحالية اسمه، حيث قال النجم الكبير نور الشريف لـ«اليوم السابع» إنه لم يكن يتخيل فى يوم ما أن تلقى أعماله وتاريخه الفنى الطويل كل هذا الحب والترحاب من قبل جمهور المدينة الساحلية التى يعشقها منذ الصغر، مشيرًا إلى أن تكريمه هذا العام بوضع اسمه على الدورة الـ30 من مهرجان الإسكندرية السينمائى جعله يشعر بإحساس غريب يكاد يكون أفضل إحساس مر به على مدى حياته الفنية، بحسب تعبيره.
وأكد النجم الكبير أن استمرار إقامة المهرجانات الفنية، وتطور مستواها السينمائى والفنى، لن يأتى إلا بتكاتف السينمائيين وصراعهم من أجل المحافظة على حقهم المشروع، وحتى لو كان هذا على غير هوى السلطة.
وعرضت إدارة المهرجان فيلم «حدوتة مصرية» فى نفس يوم ندوة تكريم نور الشريف، وحرص عدد كبير من رفاق درب مشوار الفنان على حضور الندوة، وأيضًا من الفنانين الشباب الذين تبناهم نور الشريف فى بداية مشوارهم الفنى، ومنهم أسرة مسلسله الشهير «الدالى» عمرو يوسف، وأحمد صفوت، وغيرهما من الفنانين.
وقال النجم الشاب عمرو يوسف إنه ترك بروفات تحضير أحد الأعمال المهمة التى سيشارك فيها، فضلا على ارتباطات أخرى كثيرة ومتعددة بالقاهرة، كى يحضر تكريم أستاذه ومعلمه النجم الكبير نور الشريف، مشيرًا إلى أن هذا الرجل له فضل كبير عليه، فهو من علمه أهم أسس ومبادئ التمثيل، حينما قدمه وجهًا جديدًا فى مسلسل «الدالى»، بدءًا من الجزء الأول.
وأضاف يوسف أن اختيار مهرجان الإسكندرية هذا العام للنجم الكبير نور الشريف كى يحمل اسمه اختيار موفق للغاية، لأنه أعطى للسينما كثيرًا، مثلما أعطته، وصاحب تاريخ طويل مميز حافل بالأعمال السينمائية والدرامية المشرفة.
كما أكدت النجمة إلهام شاهين لـ«اليوم السابع» أن القوة الناعمة التى تتمثل فى الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص، تستطيع أن تعزز أى دولة وتجعلها رائدة بمنطقتها، وهو ما حدث بمصر على مدى عقود ماضية، وتعتمد عليها الولايات المتحدة الأمريكية فى تعزيز قوتها وسيطرتها على العالم بالفن، مشيرة إلى أنها منذ فترة طويلة لم تشعر بفرحة السينمائيين بفنهم سوى هذه الفترة التى شهدت عودة نجوم كبار للشاشة الكبيرة، مثل النجمين الكبيرين نور الشريف وميرفت أمين، من خلال فيلم «بتوقيت القاهرة»، وكذلك عودة النجم الكبير محمود عبدالعزيز بفيلم جديد وهو «أوضتين وصالة»، مشيرة إلى أن المهرجانات السينمائية أيضًا بدأت تخطو هذه الخطوة مثل مهرجان الإسكندرية هذا العام، والذى اختار المكرمين بدقة شديدة، وكان اختياره موفقًا للغاية حينما حرص على تكريم النجمين الكبيرين نور الشريف، ومحمد منير.
وأضافت «شاهين» أنها تستطيع أن تقول وباطمئنان شديد إن مصر راجعة بقوتها الناعمة وبفنانيها المخلصين لفنهم، والمحبين للسينما الحقيقية الجادة، وليست سينما العشوائيات.
وتميزت الدورة الحالية أيضًا بوجود النجم محمد منير الذى تم تكريمه عن مشواره الفنى، ولاقى «منير» ترحيبًا شديدًا من أهالى وفنانى الإسكندرية، وفوجئ النجم الكبير بباقات من الورد تنهال على غرفته بالفندق الذى كان يقيم به، كما أن النجوم الذين حضروا المهرجان حرصوا على تهنئة النجم بالتكريم وعبروا عن سعادتهم بوجوده بينهم، وغادر النجم الإسكندرية فى اليوم الثانى للمهرجان حتى يواصل التجهيزات لألبومه الغنائى الجديد.
وأقيمت ضمن فعاليات المهرجان ندوة لتكريم النجمة نادية الجندى حضرها العديد من الفنانين، حيث قالت نادية إنها عشقت التمثيل منذ صغرها، وكانت تذهب للسينما لكى تشاهد الأفلام، ومنها فيلم «غزل البنات»، حيث كانت تدخل حفلة الساعة الـ10 صباحا، وتظل فى السينما حتى السادسة مساء مستمتعة بالمشاهدة، وتتخيل نفسها نجمة سينمائية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة