الحلقة الـ20 ابن بطوطة يروى: حكاية سائل أعمى طرق بابه فى جدة وسأله عن خاتم كان يلبسه قبل أن يراه.. وأمير جدة لا يصلى الجمعة إلا بحضور 40 من أبناء المدينة.. وتجار اليمن ينسون 10 آلاف درهم بحقيبة طعام

الجمعة، 12 سبتمبر 2014 10:07 م
الحلقة الـ20 ابن بطوطة يروى: حكاية سائل أعمى طرق بابه فى جدة وسأله عن خاتم كان يلبسه قبل أن يراه.. وأمير جدة لا يصلى الجمعة إلا بحضور 40 من أبناء المدينة.. وتجار اليمن ينسون 10 آلاف درهم بحقيبة طعام الرحالة ابن بطوطة
تحررها سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مر ابن بطوطة فى رحلته، على مدينة جدة بعدما زار مكة وأقام بها عدة أيام، وروى حكايته مع سائل أعمى طرق بابه، وعرف اسمه وسأله عن خاتم كان فى أصبعه، ثم ترك جدة وركب البحر مع تجار من اليمن أتوا بأغراض وطعام لهم كان بينها دنانير كثيرة فاقرأ ماذا حدث؟؟.

سائل أعمى يتعرف على ابن بطوطة ويسأله عن خاتم

ومن أغرب ما حدث لى بجدة أنه وقف على بابى سائل أعمى يطلب الماء يقوده غلام، فسلم على وسمانى باسمى وأخذ بيدى، ولم أكن عرفته ولا عرفنى فعجبت من شأنه ثم أمسك إصبعى بيده وقال: أين الخاتم؟؟.

وكنت حين خروجى من مكة قد لقينى بعض الفقراء وسألونى، ولم يكن عندى فى ذلك الحين شىء فدفعت لهم بخاتمى.

فلما سألنى عنه هذا الأعمى قلت له: أعطيته لفقير. فقال: ارجع فى طلبه فإن فيه أسماء مكتوبة فيها سر من الأسرار فطال تعجبى منه ومن معرفته بذلك، والله أعلم بحاله.

أمير جدة لا يصلى الجمعة إلا فى حضور أربعين من أهلها

وبجدة جامع يعرف بجامع الأبنوس، معروف البركة يستجاب به الدعاء، وكان الأمير بها أبا يعقوب بن عبد الرزاق، وقاضيها وخطيبها الفقيه عبد الله من أهل مكة شافعى المذهب، وإذا كان يوم الجمعة واجتمع الناس للصلاة أتى المؤذن، وعد أهل جدة المقيمين بها فإن أكملوا أربعين خطب وصلى بهم الجمعة، وإن لم يبلغ عددهم أربعين صلى ظهرا أربعا، ولا يعد من ليس من أهلها وإن كانوا عددا كثيرا.

التجار ينسون دراهمهم فى حقيبة طعام

ثم ركبنا البحر من جدة فى مركب يسمونه الجلبة وكان لرشيد الدين الألفى اليمنى الحبشى الأصل، ولما ركبنا البحر أمر الشريف منصور أحد غلمانه أن يأتيه بعديلة دقيق، وهى نصف حمل وبطة وسمن، يأخذهما مما يجلبه أهل اليمن. فأخذهما وأتى بهما إليه، فأتانى التجار باكين، وذكروا لى أن فى جوف تلك العديلة عشرة آلاف درهم نقرة، ورغبوا منى أن أكلمه فى ردها، وأن يأخذ غيرها، فذهبت وكلمته فى ذلك وقلت له: إن للتجار فى جوف هذه العديلة شيئا.

فقال: إن كان سكرا فلا أرده إليهم، وإن كان سوى ذلك فهو لهم، ففتحوها ووجدوا الدراهم، فردها عليهم وقال لي: لو كان عجلان ما ردها وعجلان هو ابن أخيه رميثة، وكان قد دخل فى تلك الأيام دار تاجر من أهل دمشق قاصدا لليمن، فأخذ معظم ما كان فيها، وعجلان هو أمير مكة على هذا العهد، وقد صلح حاله، وأظهر العدل والفضل.

الريح تتقلب ومركب ابن بطوطة ترسو قرب مصر

ثم سافرنا فى هذا البحر بالريح الطيبة يومين، وتغيرت الريح بعد ذلك وصدتنا عن السبيل التى قصدناها، ودخلت أمواج البحر معنا فى المركب، ، واستمرت الأهوال حتى وصلنا إلى ساحل للبحر الأحمر قريب من مصر، ووجدنا بساحله عريش قصب على هيئة مسجد، وبه كثير من قشور بيض النعام مملوءة ماء فشربنا منه، وطبخنا ورأيت فى ذلك المرسى عجبا، وهو وادى يخرج من البحر، فكان الناس يأخذون الثوب ويمسكون بأطرافه ويخرجون به، وقد امتلأ سمكا، كل سمكة منها قدر الذراع، ويعرفونه بالبورى فطبخ منه الناس كثيرا واشتروا وقصدت إلينا طائفة من البجاة، وهم سكان تلك الأرض سود الألوان، لباسهم الملاحف الصفر، ويشدون على رؤوسهم عصائب حمرا، عرض الأصبع، وهم أهل نجدة وشجاعة، وسلاحهم الرماح والسيوف، ولهم جمال يسمونها الصهب، يركبونها بالسروج فاستأجرنا منهم الجمال، وسافرنا معهم فى برية كثيرة الغزلان، والبجاة لا يأكلونها وهى تأنس بالآدمى ولا تنفر منه.
الحلقة الـ19: ابن بطوطة يروى.. قاضى مدينة "ماردين" التركية يرتدى الخشن من الصوف فيظنه الناس خادما للقاضى.. جاءته سيدة فقيرة تشكو زوجا يضربها وليس معها مصاريف القضاء فأصلح بينهما وتصدق عليها










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة