"تايم" ترصد مشاكل وانتهاكات دور الأيتام فى مصر.. المجلة الأمريكية: غياب التدريب المناسب لمقدمى الرعاية سبب محنة الأطفال.. والمشكلة الأكثر انتشارا هى إهمالهم عاطفيا

الأربعاء، 27 أغسطس 2014 01:08 م
"تايم" ترصد مشاكل وانتهاكات دور الأيتام فى مصر.. المجلة الأمريكية: غياب التدريب المناسب لمقدمى الرعاية سبب محنة الأطفال.. والمشكلة الأكثر انتشارا هى إهمالهم عاطفيا صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلطت مجلة "تايم" الأمريكية الضوء على الانتهاكات التى تحدث فى دور الأيتام فى مصر، وقالت إن مشكلة تلك الدور تتجاوز حالات الانتهاكات الفردية، وتمتد إلى الكيفية التى ينظر بها المجتمع بأسره إلى أطفال الخطيئة.

وتسرد الصحيفة قصة نهلة النمر، الطالبة بالمعهد المصرى لتدريب الأخصائيين الاجتماعيين، وقالت إن دراستها كانت تتطلب منها أن تقضى فترة تدريب فى دار للأيتام بالقاهرة، وعندما ذهبت مع مجموعة من زملائها إلى دار الأيتام، فاجأتهم بأنها تعرف الجميع هناك وقالت لهم إنها ليست مجرد دار للأيتام بل منزلها أيضا.

وكان هذا اعتراف كبير لتدلى به فى بلد أن تكون فيه يتيما يعنى بكلمات نهلة النمر، أن تكون طفل شوارع غير نظيف، طفلة خطيئة أو متسول، وكان هذا أحد أسباب انضمامها إلى حركة متنامية من النشطاء مكرسة ليس فقط لتحسين ظروف 12 ألف يتيم فى مصر، ولكن أيضا التغلب على الصورة الاجتماعية التى تجعل الأيتام مثلها مقيدين فى هامش المجتمع فى حياتهم بعد البلوغ .

وتقول التايم إن محنة أطفال مصر قد ظهرت بعد فيديو تعذيب مدير إحدى دور الأيتام للأطفال فى الجيزة وضربهم، وتم القبض على الرجل وأثير نقاشا على المستوى الوطنى حول القضية.

ويسارع هؤلاء النشطاء إلى الإشارة بأنه ليست كل دور الأيتام فى مصر سيئة إلا أنهم يقولون إن الانتهاكات الجسدية والعاطفية وحتى الجنسية أكثر شيوعا، وتقول ياسمين الحجرى، مدير بمنظمة وطنية لحقوق الأطفال، إنه لو أردت البحث عن ملاجئ جيدة ستجدها بالتأكيد، إلا أن الفيديو الأخير ليس جديدا بالنسبة لهم "فنحن نعرف أن هناك كثيرا من الانتهاكات".

وتقول تايم إن جذور المشكلة متعددة، إلا أن غياب التدريب المناسب لمقدمى الرعاية والعاملين فى دور الأيتام يعد عاملا أساسيا لذلك، حسبما يشير مسئولو الحكومة والنشطاء المستقلون فى مجال حقوق الأطفال، فتعتبر وظيفة مقدم الرعاية متدنية بأجر بسيط واحترام قليل، وتقول غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى إن وظيفة الأخصائى الاجتماعى أو مقدم الرعاية ليست جذابة فى مصر، ولا يمكن أن نتوقع أن يقوم أشخاص غير مدربين ولا يحصلون على أجور مناسبة بعمل جيد.

ولا يقتصر الأمر على افتقار الأخصائيين للخبرة والتعويض الكافى، لكن لا يوجد أيضا عدد كاف منهم، فهناك أكثر من 450 دارا للأيتام بمصر، الأغلبية تديره منظمات خاصة تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى، والعديد من هذه المنشآت تعمل بأقل من 50% من كفاءتها - كما تقول والى-.

هذا الفائض فى دور الأيتام، كما ترى المجلة الأمريكية، سببه جزئيا معتقدات دينية، للثواب الكبير الذى ينجم عن رعاية اليتيم, لكن العديد من المتبرعين الأثرياء يفضلون فتح منشأة خاصة بهم ووضع أسمائهم عليها بدلا من التبرع لدار موجودة بالفعل.. وللأسف لا يأخذ البعض فى الاعتبار ما يحدث بعد ذلك.

وتقول فلافيا شاو جاكسون، مؤسسة منظمة فايس التى تدير شبكة من دور الأيتام المحلية، إن المشكلة أن الناس تشعر أنهم لو فتحوا دارا للأيتام ووفروا لليتيم السقف والطعام والسرير، قد قاموا بمهمتهم.. لكن هذا قد لا يكون أكثر من 20% من تلك المهمة.

وتتابع المجلة الأمريكية قائلة إن المشكلة الأكثر انتشارا التى تواجه الأيتام فى مصر ليست بالضرورة الاعتداء المباشر، لكن الإهمال العاطفى البسيط.. فربما يتم توفير احتياجاتهم الجسدية الأساسية، لكن يعيش الكثير منهم بالحد الأدنى من الدفء الإنسانى.. وقالت شاو جاكسون إنها رأت أطفالا ينامون ليلا ونهارا فى أسرتهم مع غلق النوافذ دون لسمة أو حنان أو مصدر للتحفيز.. ونرى أطفالا لا توجد حياة بأعينهم.




موضوعات متعلقة

مركز حقوقى يدعى مدنيا ضد المتهم بتعذيب أطفال مكة للأيتام










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة