هشام الجخ

مرصد الكهرباء.. الأحمال مرتفعة

الأربعاء، 16 يوليو 2014 09:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه الجملة التى تُكتَب على شاشات التليفزيون فى أوقات الذروة تقع فى صدر المشاهدين وقعين مختلفين.

الوقع الأول للإيجابيين الذين يرونها مصارحة ومكاشفة من الحكومة ونوعا من أنواع مشاركة الشعب فى هموم ومشاكل الدولة وزيادة وعى المواطنين تجاه مشكلاتهم الخاصة بالطاقة. والوقع الثانى - وهو الأكثر - يقع فى صدور العوام والأغلبية من الشعب والذين يرون أن مشكلة الأحمال المرتفعة هى مشكلة الحكومة ولا يجب على الحكومة أن تشاركنا همومها.. وأن دور الحكومة هو توفير المناخ المناسب لحياة كريمة بدون تذكيرنا بشكل دائم بالمشكلات التى هى من اختصاصها الأصيل.

أنا شخصيا أنتمى للفريق الأول وكنتُ أيام «مبارك» وأيام «مرسى» أنتمى لنفس الفريق.. كنتُ أطالب الرئيسين السابقين بالمصارحة والمكاشفة والشفافية ومشاركتنا فى مسؤوليات الدولة وأعبائها وعدم الانفراد باتخاذ القرارات ووضع الاستراتيجيات بشكل أُحادى يبعدنا عن المساعدة فى تطبيق هذه الاستراتيجيات والخطط. وبما أننى أنتمى للفصيل الإصلاحى.. ولا تخفَى على حضراتكم طبيعتى الناقدة.. فاسمحوا لى أن أقف فى الجانب المضىء.. نعم لمشاركة الشعب هموم الشعب.. ولكن لا وألف لا لمشاركة الشعب هموم الشعب دون وجود رؤية واضحة وحقيقية ومنطقية وقابلة للتنفيذ من قبل الحكومة لحل وعلاج والتغلب على هذه الهموم.

أنا أفهم بوضوح أن يخبرنى المسؤول الحكومى «متخذ القرار» عن وجود أزمة ما فى قطاع ما فى مصر.. وأفهم أيضا أن يطلب منى الإعلاميون فى كل القنوات والفضائيات المصرية أن نتعاون - كشعب - فى حل هذه الأزمة أو حتى فى التعايش المؤقت معها لحين توفير الظروف المناسبة للتغلب عليها.. كل هذا أفهمه وأستوعبه وأقبله ولكن ما لا أقبله أبدا أن تكون سياسة الحكومة هى إلقاء الأحمال على كاهل الشعب فقط دون نظرة مثقفة وواعية للمشكلة ودراستها جيدا قبل اتخاذ القرارات السهلة والتى تضغط بشكل أو بآخر على المواطن.

أكتب مقالى هذا بعد مشهدين مرّا أمام عينىّ.. الأول فى طريق «القطامية - العين السخنة» والذى يمتد مسافة ما يقارب المائة كيلومتر.. هذا الطريق مضىء بالكامل إضاءة قوية ومبهرة أكثر من الإنارة الموجودة فى شارع صلاح سالم بالقاهرة رغم أن المستفيدين من هذه الإضاءة مجموعة قليلة جدا من السيارات المسافرة والتى تحمل فى طياتها إضاءة ذاتية ولا تحتاج بالمرة لكل هذا الإبهار الضوئى.. كنا - نحن المسافرين - سنكتفى بمجموعة من «عيون الصقر» التى توضع على جانبى الطريق وتعكس إضاءة السيارات لتدلنا على حدود الطريق.. ونوفّر هذا القدر الهائل من الكهرباء الكافى - فى اعتقادى - للمساهمة بقدر كبير فى خفض الأحمال.
أما المشهد الثانى فلاحظته على طريق مدينة 6 أكتوبر.. بالتحديد فى الجانب المقابل لمدينة الإنتاج الإعلامى.. حيث يمر الإعلاميون يوميا ذهابا وإيابا ولم يلحظوه.. على الجانب الآخر من مدينة الإنتاج الإعلامى يتم إنشاء مشروع كبير لا أعلم ماهيته ولا أعلم الشركة المالكة له لكى لا يتهمنى أحد بالهجوم على أشخاص أو على مؤسسات.. ولكن الملفت فى هذا المشروع كبر حجمه.. هذا المشروع تحت الإنشاء.. وحوله كمية كبيرة جدا من الأضواء تجعله نهارا بيّنا ولا أفهم لمَ كل هذه الإضاءة خاصةً وأننى لم أجد عمالا يعملون بالمكان ليلا. أعلم أن هناك ضرورات أمنية تجبرهم للإفراط فى الإضاءة أحيانا.. وأعلم أن هناك أشياء أخرى قد لا أعلمها ولكنى أتحدث باسم رجل الشارع البسيط الذى سيرى هذه الأماكن مضيئة وسيرى بيته معتما.. وسيتولد عند رجل الشارع شعور بالسخط على الحكومة وعلى فكرة «الكيل بمكيالين».. وأعتقد أن الفكر الأمنى يجب أن يضع شعور الناس فى الحسبان إذا كان قد تعلم من التاريخ الحديث شيئا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة