هشام الجخ

الفوز فى الانتخابات وسيلة وليس هدفاً

السبت، 31 مايو 2014 03:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وتمت الانتخابات.. وانطلقت الأقلام التى تتحدث عن مميزاتها وعيوبها.. وقضى الإعلاميون على كل الفضائيات ساعات وساعات يتحدثون عن الانتخابات والإقبال على الانتخابات والتصويت فى الانتخابات ومد أيام الانتخابات وفضل أيام الانتخابات وأجر أيام الانتخابات.. حديث لم ينتهِ بعد وأحسبه لن ينتهى قريبا. الغريب أن أحدا لم يركز بالشكل الكافى عن «مرحلة ما بعد الانتخابات».

إن فوز السيسى بالانتخابات هو فى حقيقة الأمر بداية لأشياء كثيرة وبداية لمرحلة مهمة يجب أن يستعد الشعب المصرى لها وبقوة.. لقد كان الرجل صريحا منذ البداية واستخدم مصطلحات واضحة نابعة من تكوينه «العسكرى» المحدد والواضح والبيّن.. لم يعد بوعود براقة ولم يزيّن للناس مستقبلهم ولم يتحدث عن مرحلة انتقالية وإنما كان – على عكس المتوقع - يطالب الناس بمطالب بدلا من أن يعدهم بتلبية مطالبهم.

كانت حملة السيسى ترفع شعارات العمل والاجتهاد والاستيقاظ مبكرا ومضاعفة المجهود.. وكانت المفاجأة أن الناس التفت حوله رغم إنه لم يعدهم بشىء.. كان السيسى هو الرئيس الأول لمصر الذى اشترط على الناس ووضع شروطه عليهم بدلا من أن يعدهم بتلبية مطالبهم.. وبرغم هذا قبلوا هم الشروط وتدافعوا عليه وبايعوه.

والسؤال الآن.. هل سيفى الجمهور الذى بايع السيسى بوعده؟ هل سيعملون عملا مضاعفا كما طلب منهم؟ أم أن فرحتهم بالقضاء على حكم الإخوان ستنتهى وسنعود مرة أخرى لأمراضنا المجتمعية الشهيرة «الكسل والمحاباة والإهمال وخلافه»؟

إن النسبة التى حصل عليها السيسى فى انتخابات الرئاسة نسبة غير مسبوقة.. وهذا فى رأيى أمر مقلق للغاية لأن الناس – فى تقديرى – تعاملت مع فوز السيسى بالرئاسة على أنه هدف فى حد ذاته وليس وسيلة للإصلاح وهذا قد يؤدى إلى شعورهم بالنصر والحاجة إلى الاحتفال والفرحة دون الانتباه إلى النقطة الأهم والأكثر واقعية وهى أن الطريق يبدأ بعد فوز السيسى وليس العكس.. إن الارتكان إلى فوز السيسى بالرئاسة واعتباره نهاية المطاف سيقود مصر إلى كارثة غير مسبوقة أيضا لأن فشل السيسى فى إنقاذ الدولة من أمراضها المستعصية والمتقادمة من العصور الماضية وعدم مقدرته على إرضاء طموحات الشعب المصرى سيؤثر سلبا وبشكل مباشر - هذه المرة - على سمعة كل شىء. سيكره الناسُ الثورةَ وسيفقدون الثقة فى كل شىء بما فيها المؤسسة العسكرية التى لم تشُبها شائبة حتى الآن وحافظتْ على وجاهتها فى نظر المواطن طيلة السنوات الثلاث المنصرمة منذ اندلاع ثورة يناير.. ولا يخفى على حضراتكم أن جزءًا كبيرا من شعبية السيسى كانت نابعة من انتمائه للمؤسسة العسكرية.. وبما أننا شعب يجيد خلط الأوراق بامتياز لأن أى تقصير سيحدث من قِبل السيسى وحكومته فهذا التقصير سينعكس بشكل مباشر على سمعة المؤسسة العسكرية ذاتها.. ندعو الله ألّا يحدث هذا وأن يكون الشعب المصرى أو – على الأقل - المواطنون الذين انتخبوا السيسى على قدر كاف من الإخلاص والاجتهاد لكى يساندوا الرجل الذى اختاروه.. وأعتقد أن عدد المصريين الذين اختاروا السيسى فى الداخل أو الخارج لو أخلصوا فى عملهم سيكوّنون كتلة كافية للعبور بمصر من الأزمة الحالية.. أقول لو أخلصوا.. اللهم ارزقنا الإخلاص ونجّ مصر من كل سوء.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة