هشام الجخ

هذه المرة سأعتمد على حدسى!

الثلاثاء، 13 مايو 2014 07:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى انتخابات الرئاسة السابقة «2012» كان الحماس والشغف والتفاؤل وكل معانى الأمل هى المسيطرة على الشعب المصرى.. كانت المرة الأولى التى ينزل فيها الشعب- بكل فئاته- وبدون أى تقييد أو خوف ليدلوا بأصواتهم فى الانتخابات، كانت التجربة فريدة ومذهلة ورائعة وملهمة بكل المقاييس، وقف الشعب المصرى فى طوابير امتد طولها كيلومترات وانتظروا ساعات طويلة ما كانوا سينتظرونها للحصول على الخبز المدعم، كانت الانتخابات بالنسبة للشعب المصرى- آنذاك- أولَى من الخبز وأمتع من كرة القدم وأشيق من دخول السينما وأهم من امتحانات آخر العام الدراسى، فى هذه الفترة عكفتُ أنا على دراسة المرشحين وبرامجهم الانتخابية وآرائهم السياسية وتاريخهم الثورى المناضل وأفكارهم الجديدة التى تحلق خارج إطار المعتاد ونشرتُ على صفحتى على الفيس بوك دراسة كاملة ومفصلة عن المرشحين «مزاياهم وعيوبهم» وأعلنتُ مرشحى الذى سأنتخبه وكان- آنذاك- السيد «حمدين صباحى».. كان المرشحون فى هذه الفترة متباينين تماما فى تاريخهم وأفكارهم وأهدافهم وخلفياتهم السياسية.. كانوا يمثلون كل الكيانات المصرية الموجودة فى الشارع المصرى.. وكان القضاء يقف على مسافة واحدة من كل الأطياف.. وشاهدنا فرز الصناديق ونحن فى غرف نومنا صندوقا صندوقا وصوتا صوتا، وبعد أن أخفق «صباحى» توجّهت مباشرة إلى دعم «مرسى».. صوت الثورة المتاح حينئذ، ولن أستخدم كلمة «عاصرى الليمون» لأنى أراها غير حقيقية وغير واقعية.. لقد دعمتُ «مرسى» عن اقتناع وتصديق وكنتُ ممتلئا بالآمال والشغف والتفاؤل ولم أتوقع أن يخفق «مرسى» بهذا الشكل المؤسف فى إدارة البلاد ولم أتوقع أن تضيع هيبة الصندوق على يديه بهذه السرعة وأن يخلق بغبائه السياسى تيارا قويا مضادا للثورة وكارها لها بهذا الشكل، ثم ثار الناس فى 30 يونيو وعاد الشعب المصرى للمربع «صفر» بالمقياس الثورى وبدأت مصر المشوار من البداية وعاد الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية مرة أخرى مع بعض التغييرات فى وعى المجتمع المصرى وإدراكهم للتحديات الحقيقية التى تحيط بمستقبل مصر وتهدده.
هذه المرة وجد الشعب المصرى نفسه أمام مرشحين فقط.. لكلٍ نقاطٌ مضيئة ولكل مناطق ضعف تصلح للنقد ولوصفها بالعيوب.. هذه المزايا وهذه العيوب طبيعية وموجودة فى كل إنسان والحديث عنها والتغلغل فيها لن يقلل من قيمة الرجلين أو يزيد من مقدارهما ولكن الملاحظ أن الشعب المصرى فى هذه الانتخابات يعتمد- كليّا- على عواطفه وحدسه على عكس انتخابات 2012 التى كنا ندرس- بكل دقة- برامج كل مرشح دراسة واعية وعلمية ومنطقية.. عندما تسأل أى مواطن «بسيط» فى الشارع عن عيوب أحد المرشحين أو مميزاته سيجيب عليك بأسباب عاطفية بحتة لا صلة لها بأهداف الثورتين ولا بمستقبل الدولة ولا بالمخاطر الحقيقية التى تحيط بمصر.. هذه العاطفة التى غلبت على فكر المجتمع المصرى أعتقد أنها ستؤدى إلى نتائج بعيدة تماما عن رغبات وطموحات الشعب المصرى الحقيقية.
العواطف والرغبات والمشاعر «سواء المشاعر الثورية أو المشاعر الانتقامية» لن تقود الدولة إلى الأمام ويجب أن يكون اختيار الشعب لرئيسه قائما على أسس واقعية وأهداف حقيقية صالحة للتطبيق العملى بعيدا عن الشعارات والألفاظ البراقة التى ستعرض أحلام الشعب وآماله إلى قصائد شعرية وأغانٍ جوفاء لا ملمس لها فى عالم الواقع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة