هشام الجخ

أخالفك آه.. أكفّرك لا!!

الثلاثاء، 01 أبريل 2014 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترشُّحُ المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع السابق لرئاسة الجمهورية، هو حديث الساعة هذه الأيام.. وفى الحقيقة هو حدث لا يمكن لأى شخص مهتم بمصر أن يتجاهله ولا يمكن أن تكون جريدة فى حجم جريدة «اليوم السابع» قد أفردت لى مساحة نصف أسبوعية على صفحاتها بدون أن تتوقع منى رأياً فى هذا الحادث.
فى الحقيقة لقد كنتُ أنا واحدا ممن يصرّون على الرأى الجازم بأن السيسى لن يترشح.. وكنتُ أتوقع أن يحظى قراره هذا بشعبية جارفة تفوق شعبيته الموجودة بالفعل، خاصةً أن الرجل يتمتع بحب شديد من قبل رجال القوات المسلحة وكنتُ أتوقع- برؤيتى المحدودة- أنه سيختار منصب وزير الدفاع خيرا من منصب رئيس الجمهورية ولكن على أية حال دعونا نناقش الواقع الآن.. ترشح المشير السيسى رسميا لرئاسة الجمهورية.. وخرجت علينا كل وسائل الإعلام تحلل وتعلّق وتشرح وتتوقع وترسم السيناريوهات المستقبلية.. هذه السيناريوهات منها الواقعى وأكثرها الخيالى ولكنها فى النهاية مادة الساعة وفاكهة الموسم الإعلامى، ولكى أقفز أنا فى قطار الإعلاميين والمحللين والناشطين وأى جمع مذكر سالم ينتهى «بالإين» فقد اخترتُ جانبا آخر لمناقشة الموضوع وزاوية مختلفة بعض الشىء عن حديث الإعلام.. سأبتعد تماما عن حديث الشاشات الفضية وسأنغمس تماما فى حديث المقاهى والتجمعات الشعبية التى أفتخر بأننى لم أنفصل عنها بعد.
على المقهى جلس رجل مسنّ ولوّح فى وجه الجالسين بشيشته وقال: وهو فيه غيره؟ السيسى هو الوحيد اللى يقدر يسوقها دلوقتى، وفى الركن المقابل وبينما كانت «بولة الاستميشن» توشك على الانتهاء قال أحد الشباب: يا عم هى متفبركة.. متفبركة.. اشتروا دماغكم، على حين رأى «أبوزياد القهوجى» أن الثورة- يقصد ثورة 25 يناير- قد قامت فى الأساس من أجل «السيسى».. أو أى رجل عسكرى آخر.. وأن الرئيس المعزول «مبارك» كان فى طريقه لتولية أول حاكم مدنى لمصر- يقصد «جمال مبارك»- ولكن هذا القرار لم يأتِ على هوى الجيش فقامت الثورة.. قالت السيدة الشابة: همّ غايرانين منه ليه؟؟.. وجاء صوت خافت من آخر المقهى يسأل: طيب هو ليه برنامج انتخابى ولا ملوش؟ وبالتدريج بدأت الأصوات فى الاختلاط والتحول رويدا رويدا إلى همهمات غير مفهومة.. وانقسم الحوار من حوار ثنائى إلى قرابة عشرة حوارات وبدأت فى التفرع من أصل الموضوع إلى موضوعات كثيرة ذات صلة.. وموضوعات أكثر لا صلة لها بالموضوع الأصلى.
هذا الجدال والخلاف.. ذكّرنى بالجدال الذى اعتدناه أيام المخلوع «مبارك».. كنا هكذا نتحدث فى المقاهى.. نختلف ونتفق وينتهى الحوار فى ود ومحبة.. وتذكّرت وقتها كيف كان الحوار فى فترة حكم الإخوان.. وكيف كانت تهمة الكفر ومعاداة الإسلام هى التهمة التى تعقب أى خلاف سياسى وأى خلاف فى وجهة النظر.. تذكّرت النساء اللائى هَجَرن أزواجهن أو هُجِرن من أزواجهن بسبب الخلاف السياسى فى فترة حكم الإخوان.. تذكّرت أصدقائى «لقرابة أربعة عشر عاما» الذين ما عادوا أصدقائى لمجرد خلافى مع الإخوان.. تذكرت أشياء كثيرة وتمنيت شيئا واحدا.. أن يبقى الخلاف والجدال والحوار فى الشارع المصرى كما يشاء ولكن بدون وجود لفصيل الإخوان.. لكى لا يتحول الجدال والخلاف إلى «مسلم وكافر».. ولكى لا يتحول المعارضون- أمثالى- إلى كفار وزنادقة كما حدث فى عهد المخلوع «مرسى».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة