"الفتى" و"الزيطة" و"إيه اللى وداهم هناك".. عادة المصريين بعد كل حادثة

الأحد، 23 فبراير 2014 11:40 ص
"الفتى" و"الزيطة" و"إيه اللى وداهم هناك".. عادة المصريين بعد كل حادثة ضحايا سانت كاترين
كتبت رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الفتى والزيطة وتخوين الضحايا أو استغلالهم لتصفية حسابات سياسية"، أمور تحولت إلى عادات راسخة عند كثير من المصريين عقب كل حادثة مؤلمة ينزف فيها جسد الوطن الجريح نقطة دماء جديدة، لننشغل عن مداواة الجرح أو معاقبة الجانى بلوم الضحية بعبارات على شاكلة "إيه اللى وداهم هناك"، التى أطلقها الداعية خالد عبد الله أول مرة فى حادثة "ست البنات"، لتتحول بعدها إلى أيقونة للتبجح والدناءة والتبرؤ من المسئولية، أو تشويه جثثهم بافتراءات وشائعات هدفها توجيه لكمات سياسية "تحت الحزام" لخصومهم السياسيين.

حادثة رحلة الموت فى "سانت كاترين" التى راح ضحيتها فتاة وثلاثة شبان فى زهرة شبابهم لم تكن الأولى من نوعها التى تتجمع فيها الكلاب الضالة لتنهش أجساد الضحايا فسيناريو ما بعد الحادثة يتكرر بشكل سخيف دورياً، وكل شخص يعرف دوره جيدا فألتراس "خالد عبد الله" يحفظون توقيت ظهورهم للخوض فى أعراض الضحايا، حيث استقبل البعض خبر مقتل هاجر أحمد مصطفى، وخالد السباعى، ومحمد رمضان، وأحمد عبد العظيم وإنقاذ بقية أصدقائهم بتعليق "5 شباب و3 بنات فوق جبل هى دى أخلاق المصريين؟" بينما لم يجد آخرون فى الفجيعة سوى فرصة جديدة للتخوين، حيث جاء تعليق مذيعة قناة الفراعين "حياة الدرديرى": "علامة استفهام كبيرة على الشباب اللى قرر يعملوا رحلة سفارى لبلد تتعرض لموجة برد لم تتعرض لها من سنوات، فيهم مخرج يقولوا إنه ثورجى.. وبنت يقولوا عليها كانت منتمية لجماعة الإخوان ودى علامة استفهام كبيرة أوى".

بينما وصف "محمد راضى" أحد أعضاء موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الضحايا بأنهم "شوية عيال سيس من خونة 6 إبريل"، للضرب فى الحركة السياسية على حساب الشباب الذين لم يذنبوا فى الذهاب إلى نزهة سياحية فى بلادهم، بالمثل استغل الحادثة بعض مؤيدى الرئيس المعزول للشماتة من الضحايا، لأنهم بحسب وصفهم "مؤيدون للانقلاب" مستغلين صورة قديمة نشرها "محمد رمضان" أحد الضحايا وهو يحمل لافتة مكتوب عليها "دى ثورة مش انقلاب"، ناهيك عن محبى "الزيطة" الذين نشروا كثيرًا من الشائعات عن الحادثة ليس لها أساس من الصحة.

"لوم الضحية"، هى حجة بليد الذهن والمشاعر، كما يقول الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ طب نفسى فى جامعة القاهرة، فكثير من الأشخاص يلجئون لهذه الحيلة النفسية بإلقاء الذنب على الضحية للتبرؤ من المسئولية والتخفيف من الشعور بالذنب أو حتى الحزن والتأثر وعوضا عن التفكير بشكل عملى أو إنسانى فى الطوارئ والأزمات يقومون بإطلاق الشائعات والافتراءات، وإن دل ذلك على شىء فهو يدل وفقا لأستاذ الطب النفسى على لا مبالاة وبلادة اجتماعية.

ولا يجد دكتور إسماعيل يوسف، أستاذ الطب النفسى فى جامعة قناة السويس، فى الأمر ما يدعو للدهشة فى ظل افتقاد المجتمع للروحانيات والأخلاق والفهم الحقيقى للدين وفى ظل المرحلة الحرجة التى نعيشها، التى تسعى فيها الأطياف المختلفة لتحقيق استفادة سياسية من الموتى، ويصف الشخص الذى يفعل ذلك فى قوله: "استغلال الكوارث أو الشماتة فيها تصرفات لا تخرج إلا عن شخص دنىء ولوم الضحية نوع من الإجرام يلجأ إليه البعض من قبيل الميل لموقف الطرف الأقوى والاستئساد على الضعيف".













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة