عندما صعدت جماعة الإخوان المسلمين إلى صدارة المشهد السياسى على إثر موجة ثورات الربيع العربى ووصلت إلى الحكم فى أكثر من بلد لاسيما مصر، ظهر مصطلح "الأخونة"، أى زرع كوادر الجماعة فى مفاصل الدولة بصرف النظر عن الكفاءة، وهو ما تقاومه بشدة التيارات المدنية.
هذه المرة لا تثير قضية "الأخونة" صيحات الاستهجان والتحذير فى بلد عربى، وإنما فى الولايات المتحدة، هذا ما كشفت عنه منظمة SIOA، وهى الأحرف الأولى من عبارة Stop Islamization of America أو "أوقفوا أسلمة أمريكا"، التى تأسست عام 2010 على يد اثنين من الباحثين والكتاب هما باميلا جيلر وروبرت سبنسر اللذين يعقدان مؤخراً العديد من الندوات الأكاديمية واللقاءات التليفزيونية للتحذير من "تحالف أوباما مع أعداء البلاد ودعمه لسيطرة اللوبى الإخوانى على أنحاء واسعة من الولايات على نحو يفضى فى النهاية إلى إقامة الخلافة الإسلامية على الأراضى الأمريكية".
اللافت أن باميلاد جيلر أصدرت مؤخراً كتاباً يحمل نفس اسم المنظمة مع عنوان فرعى مثير هو "دليل عملى للمقاومة".
وتؤكد جيلر فى كتابها، أن هناك اختراقاً إخوانيا للعديد من الإدارات الكبرى فى أمريكا، لاسيما فى التعليم والصحة، وتشير إلى أن استراتيجية تنظيم الإخوان تعتمد فى هذا السياق على إنشاء المساجد والمراكز الإسلامية الكبرى فى جميع أنحاء الولايات المتحدة كستار لممارسة الأنشطة المتطرفة مع التسلل إلى مؤسسات الدولة والسيطرة على وسائل الإعلام بهدف خلق جيل جديد من المواطنين الأمريكيين يعتنق "الفكر الجهادى" أو على الأقل يتسامح مع أصحابه.
وتحذر المؤلفة من الأنشطة الإخوانية التى تتم تحت مسميات مختلفة أشهرها المنظمات الإسلامية لا سيما "كير" و"ماس" و"نيت".
