سيد وهد يكتب: حافظ مش فاهم

الخميس، 18 ديسمبر 2014 04:25 م
سيد وهد يكتب: حافظ مش فاهم مصلين - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المعروف عنا كمصريين أننا "شعب متدين بطبعه".. إذا رأيت أعداد المصلين الغفيرة فى صلاة الجمعة فستعتقد أن مصر كلها تصلى فى المساجد، حتى أن المسجد قد يمتلئ عن أخره فيضطر الكثيرون للصلاة فى الطريق إصرارًا منهم على الحفاظ على الصلاة. وإذا سألت من يصلى بجوارك عن الإيمان فسيجيبك على الفور "لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع"، "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".. نحفظ كل هذا وأكثر عن ظهر قلب.


فإذا انقضيت الصلاة وانتشرنا فى الطرقات تغيرت الشعارات عندنا -نحن نفس المصلين- إلى شعارات "البقاء للأقوى" أو "أنا وبعدى الطوفان".. ربما كان نفس جارك فى المسجد هو من "يكسر" عليك الطريق مقـتحمًا عليك حارتك المرورية عنوة، أو يسير فى مواجهتك عكس الاتجاه غير عابئ بأحد، أو ينطلق متفاخرًا بمهارته فى "الغرز" على الطريق السريع مسببًا الرعب للسيارات من حوله، أو يتباهى بكسره الإشارة بعدما عرف "بالفهلوة" أنها ليست مراقبة، أو يقف بسيارته الأجرة فى وسط الطريق تمامًا كى "يخطف الزبون" قبل زميله.. وهكذا طوال الأسبوع حتى نلتقى ثانية فى المسجد ونستمع إلى خطيب الجمعة وهو يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

ما نراه فى الشارع المصرى وسلوكيات القيادة ما هو إلا مرآة بسيطة للمجتمع، وتلك الأمثلة القليلة من المظاهر العامة فى الطريق تعنى أننا صرنا نعانى من ازدواج فى الشخصية، هناك فجوة شاسعة بين ما نحفظه ونؤمن به وبين سلوكنا اليومى فى التعامل مع الآخرين. فرق واضح بين صورتنا فى المسجد وصورتنا خلف عجلة القيادة. النتيجة الطبيعية أن المجتمع قد تفكك بين مجموعات من الأفراد ذوى الأنانية المفرطة. وأن الطريق امتلأ بمن لا يهتم سوى بأولويته فى المرور وليذهب الآخرون إلى الجحيم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد جوده

هذا كثيرا ما يحدث بالفعل

هذا كثيرا ما يحدث فى الواقع معنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة