نجيب محفوظ .. "آفة حارتنا النسيان" لذا مصائبنا تتكرر

الخميس، 11 ديسمبر 2014 04:19 م
نجيب محفوظ .. "آفة حارتنا النسيان" لذا مصائبنا تتكرر ايقونة نجيب محفوظ
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاش نجيب محفوظ 95 عاما بسمت هادئ منحه فرصة للتأمل حتى تجلت له التفاصيل الكاملة للحكايات، وكانت روحه الخفيفة التى فتن بها محبوبة تدل على حكمة فرعونية قديمة منقوشة على أحد جدران المعابد، هو ذاته بعصاة التى يتوكأ عليها وببسمته الطيبة يعتبر نفحة فرعونية قديمة خرجت من معبد مجهول، لذا فإن الـ 95عاما التى عاشها محفوظ يمكن مضاعفتها بسبب طبيعته.. وخلال حياته تعرف نجيب على الكثيرين الذين تحولوا لديه لتجارب تصلح للكتابة، هذه المعرفة كانت أيضا إضافة لعمره، ثم رواياته التى كتبها خلدت ذكره لذا عندما يقول لنا:

"إن آفة حارتنا النسيان"..

فإن هذه الجملة ليست مجرد كلمة فى رواية أحدثت الكثير من الجدل، إنما هى اختصار طويل لطريقة تفكير شعب يعيش من سبعة آلاف سنة، معتمدا على النسيان كقيمة راسخة فى الكيان الشعبى العربى، وقد أدرك نجيب محفوظ مبكرا هذه التيمة التى ربما ساعدت بوعى أو بدونه على تحمل المصريين للكثير مما أصابهم، لأنهم فى كل مرة يبدأون من جديد.

الأدب ثورة على الواقع وليس تصويراً له..

عندما اتهم البعض نجيب محفوظ بأنه يصور العالم ولا يكشف عنه ولا يدخل فى قلب العالم.. كانوا بعيدين جدا عن الحقيقة، فمحفوظ يكشف عن الأساسات الخاطئة التى كانت تضع الوطن فى مآزق كبيرة وتجعل أخطاءه مكررة، حاول نجيب محفوظ أن يصنع سياجا لحماية الوطن عن طريق كشف الفجوات التى تتشكل منها الجدر المهترئة المحيطة بنا، فكتب عن الطبقات كى نرى مدى التآكل الذى أصابها وكتب عن المأزومين نفسيا لنرفق بهم لأننا اكتشفنا أننا هم، وكتب عن الصعود والانهيار كى نرى مصر المشبوحة بين فريقين يأخذانها للبعيد.

ويظل نجيب محفوظ يسرى فى حكمته التى لا تقوم على الصراخ والهتاف.. لكنه يهمس بها بجانب أذنك.. أو يجعلها سلوكا تتقنه دون أن تدرى، بالتأكيد أحب نجيب محفوظ شخصيات رواياته فأحبوه ومنحوه أنفسهم.. وكأنهم يعترفون أمام قديس قادر على شفاء أرواحهم اعترفوا له كى يطهرهم هو بالكتابة.

أيقونة نجيب محفوظ
أيقونة نجيب محفوظ








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة