«مواقع التواصل الاجتماعى».. رأس حربة «داعش» لتجنيد الشباب ..التنظيم يتاجر بحلم عودة الخلافة الإسلامية وإزالة الحدود بين البلاد العربية.. ويختار ذوى الكفاءة لإدارة حساباته على شبكة الإنترنت

السبت، 08 نوفمبر 2014 11:17 ص
«مواقع التواصل الاجتماعى».. رأس حربة «داعش» لتجنيد الشباب ..التنظيم يتاجر بحلم عودة الخلافة الإسلامية وإزالة الحدود بين البلاد العربية.. ويختار ذوى الكفاءة لإدارة حساباته على شبكة الإنترنت تنظيم داعش
كتب - حازم مقلد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ ظهوره، أثار تنظيم «داعش» رعبًا على المستويين العربى والدولى، بتوغله فى البلدان العربية، وفرض السيطرة على مناطق بأكملها بقوة السلاح، ممارسًا أبشع الجرائم، وأشد الانتهاكات لحقوق الإنسان، وخلق أحكاما منافية للقوانين الدولية والأعراف المجتمعية، وينتهج ذلك التنظيم الإرهابى استراتيجية إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعى لاستمالة الشباب وتشويش أفكارهم، ما لعب دوراً كبيراً فى تزايد عدد المنضمين إليه، إلى جانب اعتماده على الخطابات الرنانة الملامسة لأفئدة الناس وتحريك مشاعرهم بشعارات، مثل حلم إقامة الخلافة الإسلامية، وإلغاء الحدود الجغرافية بين البلدان العربية، إضافة إلى النجاحات الميدانية التى يحققها «داعش» على أرض المعركة، والتنكيل بخصومه والتمثيل بجثثهم، بادعاء نصرة الإسلام، والانتقام لأعراض زوجات الرسول والصحابة.

تنظيم الدولة الإسلامية يعتمد بشكل كبير فى الترويج لوعوده بإقامة العدل والمساواة بين المواطنين، وإعادة ممتلكاتهم المسلوبة، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتقليل معدلات الجريمة، على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، و«تويتر»، حتى يضمن وصول كل هذه الرسائل إلى أكبر شريحة ممكنة خاصة الشباب، لما تتميز به هذه المواقع من سرعة التفاعل، وكثرة الانتشار، ويروج «داعش» لحروبه وانتصاراته الوحشية بطريقة إعلامية ممنهجة، تساعده فى بسط نفوذه على الأرض، عن طريق نشر مقاطع الفيديو والصور لعمليات القتل التى تقوم عناصره بتنفيذها فى كل من العراق وسوريا، مما يدفع البعض من سكان مناطق الصراع للنزوح إلى أماكن بعيدة، خشية أن ينالوا نفس المصير.

يختار «داعش» أيضا بعضًا من عناصره من ذوى الكفاءات والثقافة العالية، لإدارة حسابات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعى، وهؤلاء يقتصر دورهم على نشر أخبار المعارك لحظة بلحظة، لرفع الروح المعنوية لدى مناصرى التنظيم، والرد على الاستفسارات والتساؤلات، وإدارة حلقات نقاش مع عدد من الشباب حول عقيدة الجهاد، ونشر أفكار التنظيم بينهم، مستخدمين أسلوب المراوغة والحنكة السياسية فى إطار دينى، مما يدفع فريستهم للوقوع دون وعى فى فخ التكفير و التطرف، إضافة لنشر الأناشيد التى تدعو إلى الجهاد، بهدف إثارة الحس القتالى والجهادى لدى الشباب العربى، مع الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والتذكير بالمعارك والغزوات التى خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن بعده الصحابة ضد أعداء الإسلام، وكل هذا لخدمة أغراضهم وأهدافهم.
فى نفس السياق نجد معظم حسابات أفراد التنظيم على «فيس بوك» و«تويتر»، تحمل أسماء مثل : أبو قتادة، وأبو حفصة، وأبو إسراء المهاجر، والجيزاوى، والموصلى، وأبو عائشة الأنصارى وأبو حمزة، بهدف إعطائها صبغة دينية، تساهم فى جذب الشباب المسلم وإحياء الشعور الدينى لديهم.

كذلك يعتمد «داعش» على استخدام العنصر النسائى فى مواجهاته العسكرية، وخصوصا فى العمليات الانتحارية لصعوبة الشك فيهن، ويقوم بنشر صورهن على مواقع التواصل، كأداة لإثارة النخوة لدى الشباب العربى، وتحفيزه على النفير والانضمام للتنظيم أسوة بنساء داعش.

نما تنظيم «داعش» الذى يتبنى الفكر السلفى الجهادى، ويعلن أنه يهدف إلى إعادة الخلافة الإسلامية، وتطبيق الشريعة، بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة، واتسع صداه فى العراق إثر شعور كثير من السنة العرب هناك بممارسات، اعتبروها تمييزا عنصريا وسياسيا واقتصاديا ضدهم من قبل الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء السابق نورى المالكى، ثم فى سوريا وجد هؤلاء المتطرفون البيئة الخصبة لفكرهم المتشدد، نتيجة ما شهدته البلاد من صراعات دامية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وحتى الآن، حيث تمركزوا فى بعض المحافظات، كالرقة ودير الزور وإدلب وحلب وحمص وحماة والحسكة، لتشهد صراعات دامية بين تنظيم الدولة، والجيش العربى السورى.

وتبنت «الدولة الإسلامية - داعش» ممارسات فاشية فى القتل عن طريق الذبح، وقطع الرؤوس بهدف إرهاب وترويع خصومها، وتحقيق مكاسب معنوية، إضافة إلى المكاسب المادية عن طريق السيطرة على آبار النفط، وبيعها بمقابل زهيد وفق الأسعار العالمية، لتحقيق ربح سريع، يغطى نفقات الحرب الدائرة ضد معارضيها.

وتشير بعض الإحصاءات إلى أن غالبية العرب المنضمين لـ«داعش» يحملون الجنسية السعودية، تليها جنسيات العراق وسوريا وتونس ومصر وليبيا والكويت، إضافة لاستقطاب الكثير من الأجانب الذين ينتمى معظمهم لبلاد القوقاز وأفغانستان وبريطانيا وفرنسا وأستراليا.

ويلجأ التنظيم فى أغلب معاركه إلى العمليات الانتحارية، لفتح الثغرات وإحداث الإرباك داخل صفوف خصومه، مما يسهل عليهم عمليات الاقتحام، والتقدم صوب الهدف، ومن ثم الانقضاض عليه، وعادة ما يكون منفذو هذه العمليات من الشباب المغرر بهم بفكر وعقيدة زائفة، تتسم بالغلو والمتاجرة بالدين، يصاحبها الوعود بالفوز بجنات الخلد، والزواج من الحور العين. ويمتاز عناصر تنظيم الدولة الإسلامة «داعش»، بأنهم ذوو تعليم عالٍ، فالسواد الأعظم يحملون شهادات لا تقل عن درجة البكالوريوس، بخلاف الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات وضباط سابقين، وذلك بحسب المعلن عنهم بين فترة وأخرى، من ضحايا العمليات الانتحارية، وكان أبرزهم المصرى محمد الدروى مرشح مجلس الشعب السابق عن دائرة حلوان، الذى لقى حتفه أثناء تنفيذه عملية انتحارية بالعراق.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة