فى ذكرى رحيله.. عمر بن الخطاب بين الاتهام والبراءة

الجمعة، 07 نوفمبر 2014 08:05 م
فى ذكرى رحيله.. عمر بن الخطاب بين الاتهام والبراءة مصر فى الفتح الإسلامى - أرشيفية
كتب - أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخليفة الثانى عمر بن الخطاب، من الحكام القائل الذين امتلكوا شهرة وسعت الآفاق، والغريب أن شهرته لم تأت من كون الدولة فى أيامه خاضت معارك كثيرة، وشكلت تقريبا امبراطورية بعد فتح بلاد فارس والشام ومصر والجزيرة العربية، لكن الملاحظ أن شهرته جاءت من اتصافه بالعدل والتسامح وتقبل الآخر، ومع هذا هناك اتهامات أصابت عمر بن الخطاب منها ما يقبل لبشريته، ومنها ما كان فيه أخذ ورد ومن ذلك:
اتهامه بسوء معاملة أهل الكتاب، فقد ورد أنه قال لعمرو بن العاص بعد أن ولى عددا من المصريين بعض الأمور فى الدولة "كيف تعزهم وقد أذلهم الله" وكذلك قوله "أذلوهم ولا تظلموهم، ولا تتخذوا كاتبا، مملوكا، ولا محدودا فى قذف، ولا أحدا ممن لا تجوز شهادته".

لكن هذا الكلام رواه أبو نعيم فى "أخبار أصبهان" (2/ 31) موقوفا، مختصرا، من طريق أبى بَكْرِ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنِى حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: " قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ فِى الذِّمَّةِ: سَمُّوهُمْ وَلَا تُكَنُّوهُمْ، وَأَذِلُّوهُمْ وَلَا تَظْلِمُوهُمْ، وَإِذَا جَمَعَكُمْ وَإِيَّاهُمْ طَرِيقٌ، فَأَلْجِئُوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا ".
والعلماء يؤكدون أن هذا إسناد ضعيف: ضمرة بن حبيب لم يدرك عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فبين وفاتيهما 97 سنة. انظر "التهذيب"، وأبو بكر بن أبى مريم ضعيف، كما فى "التقريب" (2/365) .

التهمة الثانية التى لحق بعمر بن الخطاب، هى اتهامه بإصدار أوامره لعمرو بن العاص بحرق مكتبة الإسكندرية، لكن هناك العديد من المؤرخين العرب، وكذلك المؤرخين الأجانب أمثال "بلوتارخ، أولوس جليوس، وغيرهم، نفوا هذه الواقعة، وأكدوا أنها ليس لها أساس من الصحة، وأنها ذُكرت فى كتاب الرحالة عبد اللطيف البغدادى، فى رحلته التى زار فيها مصر، وأنه كتبها بناءً على ما سمعه من الناس آنذاك دون التأكد من صحته.

هناك اتهامات شائعة ترتبط بـ"شدة عمر" وقسوته أحيانا، لكنها فى الحقيقة هى أقرب للحزم منها للشدة، فالحاكم الذى يطبق مفهوم "العدل" على نفسه يملك سلطة تطبيقه على الآخر، لذا ما يروى على أن ابن الخطاب وجد "نوقا" لابنه ترعى فى إبل بيت مال المسلمين فصادرها ورد لابنه رأس ماله لهو أكبر دليل على تطبيق العدل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة